انتقدت الولايات المتحدة وفرنسا استخدام السلطات السورية للعنف الذي أفضى إلى مقتل نحو مائة متظاهر من المحتجين يوم أمس الجمعة، ما دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هذه الحوادث، وطالب بتحقيق مستقل وشفاف.
ففي واشنطن ندد الرئيس الأميركي باراك أوباما بالأحداث، وطالب الحكومة السورية بالكف عن الاستخدام المفرط للعنف ضد المتظاهرين. وشدد على ضرورة وقف ذلك فورا.
ووصف أوباما إلغاء السلطات السورية لقانون الطوارئ الساري منذ عشرات السنين بأنه "غير جاد"، واتهمها بالاستعانة بإيران من أجل احتواء المظاهرات في سوريا.
وأضاف أوباما أنه بدلا من أن يستمع الرئيس الأسد إلى شعبه، راح يلقي باللائمة على أناس في الخارج، ويطلب مساعدة من إيران لقمع السوريين، بالوسائل ذاتها القاسية التي استخدمها حلفاؤه الإيرانيون.
من ناحيتها قالت وكيلة وزارة الدفاع الأميركية للشؤون السياسية ميشيل فلورنوي إن الوضع في سوريا قد يستقر إذا قام نظام الرئيس بشار الأسد بإصلاحات سياسية واقتصادية.
وأضافت فلورنوي أن الفرصة الآن متاحة أمام سوريا لفك تحالفها مع إيران والانضمام لدول الخليج والانفتاح على مسار السلام على حد تعبيرها.
مطالبة بالتحقيق
كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة حكومة الرئيس بشار الأسد إلى احترام حقوق الإنسان بما في ذلك حرية التعبير والتجمع السلمي، وكذلك حرية الصحافة.
بان دعا لتحقيق مستقل وشفاف بشأن أسباب مقتل المتظاهرين (رويترز-أرشيف) |
دعوات فرنسية
وفي باريس دعت فرنسا السلطات
السورية إلى التخلي عن استخدام العنف ضد مواطنيها، وإجراء حوار سياسي شامل،
والبدء في تنفيذ إصلاحات تستجيب للتطلعات المشروعة للشعب السوري.
وقال بيان أصدرته وزارة الخارجية إن فرنسا قلقة للوضع في سوريا ودعا إلى تسليط الضوء على هذه الجرائم وملاحقة المتورطين فيها وتقديمهم للعدالة.
كما أكدت الخارجية الفرنسية أن رفع حالة الطوارئ يجب أن يترجم إلى أفعال، وشددت على احترام الحقوق الأساسية للمواطنين.
ودعت إلى إطلاق سراح المعتقلين واحترام الحقوق الأساسية، بما في ذلك حرية الإعلام والحق في تنظيم مظاهرات سلمية.
وقال ناشطون حقوقيون إن أكثر من مائة شخص سقطوا برصاص الأمن في عدد من المدن السورية في مظاهرات "الجمعة العظيمة" أمس، وبحسب منظمة العفو الدولية فإن ارتفاع عدد القتلى يجعل يوم الجمعة الأكثر دموية في الاحتجاجات التي تتواصل منذ خمسة أسابيع ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وجاءت المظاهرات بعد يوم من مرسوم ألغى حالة الطوارئ وقعه الرئيس بشار الأسد، الذي قالت هيومن رايتس ووتش إن أمامه فرصة لإثبات "نواياه الصادقة في الإصلاح"، بينما دعاه ناشطون ينسقون الاحتجاجات إلى إنهاء احتكار حزب البعث للسلطة.
وشملت المظاهرات بلدات في محيط دمشق، ومدن حمص وسط البلاد ودرعا وبانياس والقامشلي والسلمية والكسوة واللاذقية ومناطق أخرى، ورفعت لافتات تطلب بإسقاط النظام، في يومِ احتجاج أطلق عليه "الجمعة العظيمة".
وسقط أغلب القتلى في إزرع بمحافظة درعا، وحمص والمعضمية ودوما وداريا ودرعا والقابون وبرزة والحجر الأسود وزملكا وحرستا.