بلغ إنتاج اليمن من العسل خلال العام المنصرم نحو ( 2614 ) طناً بينما وصل عدد خلايا النحل إلى مليون وثلاثمائة وثمانية ألف خلية خلال العام نفسه فيما وصل عدد النحالين إلى أكثر من مائة ألف نحال ..
وأشار تقرير صادر عن إدارة التسويق والتجارة بوزارة الزراعة والري " إن السوق الخليجي هو المستقبل الأكبر من العسل اليمني الفاخر وبكميات تصل لما يقارب ( 500 ) طن سنوياً بقيمة إجمالية حوالي ( 13 مليون دولار ) في حين تصدر كميات ذات جودة عالية إلى الأسواق الأوروبية ..
وأكدت إحصائيات وزارة الزراعة بأن محافظة حضرموت تصدرت قائمة المحافظات الأكثر إنتاجاً للعسل وتربية النحل بـ( 864 ) طناً ساعد ذلك اشتهارها بإنتاج أفضل وأجود أنواع العسل في العالم ( عسل السدر ) والعسل الدوعني وعسل الظباء ..
وتشتهر حضرموت بإنتاج أجود وأفضل العشل اليمني ذات الشهرة العالمية الذي بلغ سعر الكيلو جرام منه إلى حوالي مائة دولار وهو سعر لم يبلغه أي نوع من العسل في العالم ، وبرزت شهرة العسل الدوعني كعلامة تجارية رائجة على المستوى العالمي وتعود تسميته إلى وادي دوعن والذي يمتاز بكثافة أشجار السدر وكذا يمتاز ببعض النباتات العطرية التي تنبت في مواسم مختلفة ، وتشير المصادر إلى أن شهرة العسل الدوعني ضاربة في القدم حيث كان العسل يحتل المرتبة الثالثة في اقتصاديات مملكة حضرموت خلال القرن العاشر قبل الميلاد ، ويشير باحثون إلى أن للعسل الدوعني وعسل السدر عموماً خصائص طبية حيث يستخدم في علاج القرحة والربو والالتهابات والشرطان وغيرها كما أن هناك عسل السمر والذي يستخرج من أشجار شوكية ويستخدم في علاج أمراض الكبد والبرد وفقر الدم والملاريا والتيفوئيد والسكر قال الله عز وجل : (( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون % ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللاً يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس )) النحل ( 68و69 ) ..
يقول تاجر العسل دويل محمد بن مرتع عضو إتحاد النحالين العرب ورئيس جمعية النحالين بمديرية القطن بأن أسعار العسل ارتفعت هذا الموسم مقارنة بالموسم السابق فقد بلغ سعر العسل العالي الجودة ( البغية ) الدبة عبوة بلاستيك سعة خمسة لتر حوالي ( 130 ألف ريال يمني بما يعادل ستمائة دولار ) وعلبة القصدير ( 25 ألف وأدناها 12 ألف بما يعادل 120 دولار إلى 60 دولار ) ويباع الكيلو ( البغية ) الصنف الممتاز بعشرين ألف ريال أي ما يعادل مائة دولار أمريكي ..
منوهاً : بأن سوق العسل في مدينة القطن الذي يعد أكبر أسواق حضرموت للعسل ويتوافد إليه النحالون والمهتمون بتجارة العسل وتربية النحل استقبل نحالون من مختلف مناطق ووديان وهضاب وصحراء حضرموت ومن محافظات شبوة ومنطقة العصيمات وهناك نحالون من محافظات أخرى يعتمدون على تربية النحل في مناطق مختلفة من حضرموت وتجار من صنعاء وتعز ومنطقة الشرورة بالمملكة العربية السعودية ..
وحذر التاجر بن مرتع من ممارسات بعض ضعفاء النفوس من أساليب الغش يقوم بها عدد من المشتغلين بهذه المهنة من شأنها تهديد سمعة العسل اليمني وشهرته العالمية .. وأضاف : طالبنا مراراً وتكراراً بضرورة الإسراع في إصدار تشريعات وضوابط لحماية العسل ومنع استيراد طوائف النحل من الخارج للحفاظ على سلالة النحل اليمني ومراقبة وضبط مروجي العسل المغشوش ومحاسبتهم للحفاظ على جودة العسل الحضرمي واليمني وشهرته العالمية ، حيث أن أساليب الغش يكون ضحيتها النحال والبائع والمشتري ، وكثير يشتكون من تكرار الغش وخاصة الزبون مما يجعلنا نعتمد على خبرتنا في الشراء أو ثقة ومعرفة سابقة بالنحالين والأفضل القيام بالفحص في مختبر العسل بسيئون ..
وكشف مهتمون ومختصون في تجارة العسل : أن أخطر أساليب الغش التي تهدد سمعة العسل اليمني هو قيام بعض التجار باستيراد عسل من الخارج خصوصاً من أثيوبيا والصين واستراليا وباكستان وإعادة بيعه وتصديره على أنه عسل يمني ..
وكان مجلس الوزراء قد أصدر في العام 2003م قراراً اعتبر فيه العسل ضمن المحاصيل الاستراتيجية الخمسة وحث على الاهتمام بتنميته وتطويره وهو ما أدى إلى ارتفاع كمية هذا المنتج ليصل إلى خمسة آلاف طن سنوياً مقارنة بثمانين طن عام 1990م ..
ولا تزال خلايا النحل القديمة هلي المستخدمة في تربية النحل بنسبة 75% وهي تتنوع بين الخلايا الطينية والخيزرانية والخلايا المصنوعة من جذوع الأشجار والخلايا الخشبية والكينية ..
واعتبر باحثون ومختصون : أن إنتاجية العسل في بلادنا ما تزال بحاجة إلى مزيد من الدعم والاهتمام سواء من خلال دعم مربي النحل أو تشجيعهم وكذا تأهيلهم وتزويدهم بالمعلومات والإرشادات التوعوية حول كيفية تنمية النحل لمحصول نقدي واستراتيجي له دور في تحسين مستوى دخل النحالين والتخفيف من الفقر في المناطق الريفية وتوفير احتياجاتها المعيشية ..
وينفرد العسل اليمني بمواصفات نوعية تميزه عن العسل الخارجي نتيجة تكفل النحل ببناء وصنع خلايا العسل بنفسها دون تدخل الإنسان كما هو الحال في بعض الدول ، وتعد جميع أنواع العسل اليمني ذات جودة وقيمة غذائية وعلاجية جيدة ومن فوائده أنه مقوي عام ويدخل ضمن تراكيب كثير من الأدوية والمستحضرات والوصفات الطبية والعلاجية فضلاً عن استخدامه كمطهر ومعقم ومفيد لكثير من الأمراض ..
وبانضمام بلادنا إلى منظمة التجارة العالمية فإن الطلب على هذا المحصول النقدي سوف يزداد مما يدعو إلى استثمار هذا الجانب والتوجيه إلى تشجيع إنتاجية وتربية النحل بالطرق السليمة ..
حضرموت تتصدر المحافظات إنتاجاً للعسل وشهرته العالمية
اخبار الساعة - عبدالله يسلم بن شهاب