أعلن نظام علي عبدالله صالح رفضه للقصف الذي تعرض له مقر الزعيم الليبي معمر القذافي والذي قيل إنه أسفر عن مقتل نجله وثلاثه من أحفاده مساء أمس السبت، وقالت الحكومة اليمنية إنه يتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) عن مصدر مسؤول في الجمهورية اليمنية قوله "ان الاعتداء الذي تعرض له مقر إقامة القائد الليبي العقيد معمر القذافي وأسرته وأدى إلى وفاة نجله سيف العرب معمر القذافي وثلاثة من أحفاده الأبرياء يتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وقرار مجلس الأمن".
ويواجه القذافي الذي يحكم منذ أكثر من أربعة عقود، ثورة شعبية عارمة تحولت إلى حرب أهلية بعد مجازر ارتكبها نظامه بحق الثوار، ما استدعى تدخلاً دولياً أفضى إلى إصدار قرار من مجلس الأمن يفرض حظراً جوياً على ليبيا، ويسمح بتوجيه ضربات جوية.
وطالب المصدر الرسمي اليمني الذي لم يكشف عن اسمه "بوضع حد لهذه الاعتداءات التي توجه إلى أهداف مدنية ومحاسبة المسئولين عنها".
لكن المسؤول، الذي يعتقد أنه يعبر عن موقف الرئاسة اليمنية، استدرك عندما عبر عن احترام اليمن "لإرادة الشعب الليبي الحرة في اختيار المستقبل الذي ينشده وتحقيق طموحاته وبما يحفظ لليبيا أمنها واستقرارها وسلامة ووحدة أراضيها".
والرئيس اليمني علي عبدالله صالح -الذي يواجه أيضاً ثورة شعبية تطالب بإنهاء حكمه- حليف قديم للعقيد القذافي، وأعلن التلفزيون الليبي قبل أكثر من شهرين أن القذافي استقبل موفداً خاصاً من صالح كأول حاكم عربي يجري اتصالات مباشرة مع القذافي، وبث لقطات أوضحت أن المبعوث هو رجل الأعمال شاهر عبدالحق رغم أن الأخير نفى أن تكون زيارته لها علاقة بالحكومة اليمنية.
وكان موسى إبراهيم المتحدث باسم حكومة معمر القذافي أعلن في وقت متأخر من مساء أمس أن الزعيم الليبي نجا من غارة جوية شنها حلف شمال الاطلسي على منزل بطرابلس وأدت إلى مقتل أصغر أبنائه وثلاثة من أحفاده.
لكن حلف شمال الاطلسي نفى استهداف القذافي أو أسرته وقال انه شن غارات جوية على أهداف عسكرية في نفس المنطقة بطرابلس. وقال الحلف في بيان "واصل حلف شمال الاطلسي ضرباته الدقيقة ضد المنشآت العسكرية لنظام (القذافي) في طرابلس خلال الليل ومنها ضرب مبنى قيادة وسيطرة معروف في حي باب العزيزية بعد فترة وجيزة من الساعة 1800 بتوقيت جرينتش مساء السبت".
وقال المتحدث الليبي ان سيف العرب أصغر أبناء القذافي قتل في الهجوم. وسيف العرب (29 عاما) احد اقل ابناء القذافي شهرة ويتولى دورا محدودا في هيكل السلطة. وقال المتحدث ان نجل القذافي الراحل كان طالبا يدرس في ألمانيا.
وشكك ثوار ليبيا في رواية الحكومة الليبية، واعتبرها البعض محاولة من القذافي لاستعطاف الرأي العام والتغطية على مجازره التي يرتكبها بحق أبناء شعبه.
