للراشدين فقط في ساحات التغيير..؟! من منا لا يريد التغيير..؟ بل اصبح الجميع يجمع على ضرورة التغيير الى الافضل في جميع مفاصل الدولة.. اذن الجميع متفق على التغيير حتى الرئيس يريد التغيير والحاكم والمعارضة والشباب يريدون التغيير بل والشعب بأكمله يأمل التغيير نحو الافضل نحو دولة مدنية حديثة متطورة.. لكن كيف؟! اليس الحوار هو الحل الامثل للتغيير خاصة في ظل الأوضاع التي تمر بها بلادنا.. وانا هنا لست من المتشائمين من الحوار كالبعض .. فعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم.. قد يقول قائل ماذا نتج عن الحوارات السابقة وقد تحاور الاخوة في الحاكم والمعارضة سنوات عديدة بدون فائدة ودون نتيجة تذكر.. بل وصلوا الى طريق مسدود بل وأوصلونا الى ما نحن عليه اليوم.. لكن لعل الله يريد بذلك خيراً ولعل الله يجعل في شبابنا شباب التغيير الحل والخروج من هذه الازمة التي تكاد تصل بنا الى ما لانحمد عقباه ومالانريده جميعاً..
اقول للشباب الراشدين فقط في ساحات التغيير في جميع محافظات الجمهورية دعونا نحكم العقل والمنطق ونخلع جلابيب الحزبية والتعصب والمصالح الضيقة.. دعونا نتجرد من كل التعبية والمفاهيم الخاطئة التي جرعنا بها الحاكم والمعارضة خلال الفترة الماضية.. وننبذ كل الفتن والتعصب والكراهية والخلاف بين اوساطنا.. بعيداً على نوايا السياسيين الخبيثة والسيئة بعيداً عن تصفية حساباتهم الحزبية.. ومقاضاة الاغراض.. بعيداً عن القفز عن الواقع والخروج عن الثوابت والمبادئ الوطنية العليا وتحت مظلتها.. لنجعل مصلحة الوطن فوق المصالح جميعاً وفوق كل اعتبار..
نحكم العقل والمنطق وننظر الى مصلحة الوطن اولاً.. اليس العقل والمنطق يقولان ان الحوار هو الحل.. والجلوس على طاولة واحدة وكلمة سواء بيننا جميعاً.. بعيداً عن الشعارات الرنانة والخطب المتشنجة والمطالب المستحيلة والتعجيزية للبعض.. اليس ما نريده جميعاً هو التغيير.. اذن التغيير في ظل شيء موجود افضل من التغيير في المجهول... صبرنا كثيراً وعانينا كثيراً.. وتجرعنا كثيراً.. افلا يستحق كل ذلك ان نحافظ على ما تحقق في كل تلك الظروف والمرارة والصبر الطويل...؟ برغم ان هنالك من يتنكر وينكر ان شيئاً قد تحقق..
لكن دعونا نتفق حتى ولو على القليل كالوحدة التي تعتبر من اعظم الانجازات وكذلك التجربة الديمقراطية والتعددية السياسية، ألا تستحق تلك المنجزات ان نحافظ عليها ونغير تحت مظلتها.. ام ان نغير المنكر بمنكر اكبر فهذا لا يصح بل ولا يرضي الله ولا رسوله ولا الامة والشعب... الم يقل الله عز وجل في محكم كتابه " وأصلحوا بين اخويكم" "وامرهم شورى بينهم" " وشاورهم في الامر" وقوله "ص" والصلح خير".. ولنجعل من الشباب هم الحكم بين الحاكم والمعارضة وان ندعوهم الى الجلوس على طاولة الحوار تحت مظلة واشراف شبابنا التواق الى التغيير شباب الثورة الذين نحترمهم ونقدرهم ونجلهم كثيراً.. هؤلاء الشباب الذين أعادوا لنا الأمل في الحياة ... وليكونوا كلمة الفصل وان نضع جدولاً زمنياً وفترة محددة وان نحدد ماذا نريد وما الذي يجب تغييره وما هي مطالبنا التي على ضوءها نعرف مستقبلنا وبذلك نضع الحاكم والمعارضة تحت اشرافنا ونعرف من معنا ومن ضدنا ومن يقف حجر عثرة امام كل مطالبنا ومن يريد الحوار ومن لايريد.. ومن هو السبب والمسبب وبذلك نستطيع ان نحكم ونحقق ما نصبوا اليه تحت مظلة الحوار بدلاً من ان نبحث عن الآخرين والأصدقاء والجيران ليحاوروا بيننا وليحكم بيننا .. هل وصل بنا الأمر الى الاعتماد على الغير هل اصابنا العجز واصبحنا غير قادرين على تحقيق ما نريد وما نطلب إلا بالمزيد من التصادم والعنف والكراهية والتفرقة وغيرها من الاساليب التي قد تزيد الطين بله؟
أليست الثورة في اشراقها ثورة شباب الا انه للأسف حاول البعض ان يركب موجة الثورة - وانا اقصد هنا الأحزاب- واصبحت تتسلق على ظهرها وظهر شبابنا وحاولت ان تسرق بل وقد سرق البعض منها بريقها وحاول ان يلطخها ويستغلها... وأنا هنا اتساءل ما الذي تحقق من ثورتنا.. برغم ايجابياتها العديدة إلا المزيد من إراقة الدماء والعنف والبغضاء والاتهامات المتبادلة ومحاولة جرنا الى مربع العنف... الثورة تسرق امام اعيينا من بعض الاحزاب ولم تكتف بذلك بل انها تحاول ان تجر الشباب الى تبعيتها وتستغلهم وتصفي حساباتها.. وللأسف هنا تحولت الثورة الى ازمة بين اطراف العملية السياسية وللشباب رب يحميهم.. واخاف ان يأتي اليوم الذي يصبح الشباب هو المتهم الوحيد لكل ما ينتج لا قدر الله وحدث مكروه بنا وبوطننا وان تصبح ثورتنا مجرد حلم.. ومزيداً من الصراعات والفتن والعنف وعندها ينطبق علينا المثل القائل لا طلنا عنب اليمن ولا بلح الشام.
يجب علينا كشباب ان لا ننجر وراء من يريد ان يلطخ ايدينا بالدماء والفوضى و بالمؤامرات الخبيثة وتصفية الحسابات والضيقة على حسابنا وحساب ثورتنا الشريفة على حساب نصف الحاضر ومستقبل الامة.
فبالله عليكم أليس الحوار هو الحل..؟! فما الذي يمنعنا ويبعدنا عنه..؟ انصح شبابنا ان يتبنوا الحوار بين الجميع ويكونوا محضر خير وشاهد ومحاولة تقريب وجهات النظر.. تحت اشرافهم وحكمهم وتحت تحديد مطالبهم والوصول الى تحقيقها وكفى الله المؤمنين شر القتال.. فإن كان هناك خيراً فخيراً والحمد لله حققنا ما نصبوا اليه وبأقل الخسائر وبطرق حضارية وشبابية .. وعملنا واجبنا واشهدنا الله عز وجل والشعب على ذلك.. وكنا خير امة اخرجت للشعب وعملنا مالم يعمله شباب غيرنا .. وبذلك حققنا ما عجز حاكمنا ومعارضتنا على تحقيقه ونضرب اروع المثل ونجسد مبدأ جديداً وثورة جديدة وجسدنا قوله "ص" الحكمة يمانيه" بعيداً عن المكايدات والمصالح الحزبية .. بعيداً عن المهاترات والاتهامات المتبادلة التي لا تسمن ولا تغني.. بعيداً عن الفوضى وزرع بذور الفتنة والكراهية بين اوساطنا..
نحقق اهداف ثورتنا وننتصر لها ونقضي على كل من اراد ان يجر بلادنا وشبابنا الى مالا يحمد عقباه..
فبالله عليكم ايهما الأصح؟! الحوار ام الفوضى والمجهول.. الدمار والحرب الاهلية لاقدر الله وهذا لايستبعد ويجب ان نضعه في الحسبان.. المزيد من الكراهية والبغضاء والانتقامات والتفتت... حكموا عقولكم والجميع على ثقة بانكم ستختارون الحل الصائب والطريق الآمن والافضل لنا وللوطن.. فالشعب يأمل فيكم خيراً.. ويثق بكم..
اللهم اني بلغت.. اللهم فاشهد