أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

مبعوث من يدفع أكثر!!

- وضاح حسين المودَّع

جمال بن عمر وما أدراك ما ابن عمر؟ اليميني والماركسي، البدوي والحضاري، الأصولي والإنقلابي، العربي واللاعربي!!!من غيره تعجز المقالات أن تصف حجم مبيعاته، يبيع الرجل لمن يدفع أكثر، يشرعن له ويتحول إلى مبعوث له لدى المجتمع الدولي، يقنع بان كي مون، يقنع مجلس الأمن، يقنع الغرب والشرق، يقنع دول الخليج، كل ماعليك فعله أن تدفع والباقي عليه وستجد مايسرك لاتنسى ممنوع الدين وكلمة بعدين!!!.

مثلَّ المبعوث المجرب كثيراً والفاشل في كل تجاربه، أهم صناع كوارث اليمن في السنوات الأربع الأخيرة، احتك بالساسة اليمنيين ففهمهم جيداً كيف يفكرون وكيف يتعاملون وماذا يريدون، استفاد من غلطاته في السودان وأفغانستان والعراق قرر أن يجمع من رحلتي الشتاء والصيف في بعثته اليمنية ما يكفيه لقادم أيام عمره، أخبرني أحد قادة الدولة سابقاً من أحزاب المشترك أنهم كانوا يدفعون للمبعوث رشوات لخدمتهم خلال 2011و2012 يوم كانوا هم الفاعل الأقوى في اليمن فخدمهم المبعوث ضد صالح، ثم لما صار عبدربه هو الفاعل الأقوى منهم استلم منه ووقف معه ضد المشترك وضد صالح، وحالياً وحين صار الحوثيون هم اللاعب الأقوى والمسيطر على الأرض صار يخدمهم عند المجتمع الدولي، يعلم الرجل بالتالي كيف تؤكل الكتف، يقترح لمن يدفع الأفكار الشيطانية، لا يدخر جهداً أو وقتاً لخدمة مستأجره، بقدر ما تدفع يقنع المجتمع الدولي بوجهة نظرك، يمنحك التغطية الشرعية لتحقيق مأربك.

مهنة المرتزقة قديمة قدم بني أدم، يظل هؤلاء جزء لصيقاً بحياة البشر وبالذات الساسة، ليس بن عمر سوى صورة 4×6 لأخر المرتزقة الذين قدموا إلى اليمن، أخر أعماله شرعنه أفعال المليشيات وتصوير كل ماتقوم به على أنه خلاف بين أطراف سياسية، حتى لو أسقطت العاصمة، حتى لو أسقطت مؤسسات الدولة، حتى لو سيطرت على كل ممتلكات وأسلحة الدولة، حتى لو توسعت عسكرياً كل يوم في منطقة، حتى لو شكلت نظاماً سياسياً جديداً، كل ذلك ليس إلا خلافاً سياسياً بين أطراف سياسية مختلفة هكذا يمارس الرجل دور القوادة السياسية لدى المجتمع الدولي مقنعاً إياهم بما تريده الجماعة التي صارت في الفترة الأخيرة تدفع له أكثر!!.

وافق شنٌ طبقة فاتفقت الجماعة معه على أن تمارس هي أساليب مفاوضات ايران في ملفها النووي، تقفز إلى الأمام خطوة ليطالب خصومها بالعودة ليس لنقطة البداية بل للنقطة قبل الأخيرة، وحفظ الله المبعوث فهو من سيقنع الأمم المتحدة بوجهة نظر الجماعة، وهو من سيعتبر أن كل ماتقوم به لايمثل أي تهديد على العملية السياسية في اليمن، بل يمثل خلافاً سياسياً عادياً ينبغي حله عبر المفاوضات في كوكب موفنبيك، مفاوضات العودة لواقع ما قبل أسبوع، وليس العودة لنقطة البداية، نقطة الصواب والحق، كلما تعرضت الجماعة لمأزق، يحضر بن عمر مفرق الجماعات وهادم اللذات فيعرض على الأطراف المهزومة أن تدخل في مفاوضات مع من يقتلها، مفاوضات لشرعنة فعل القتل، لا تجرؤ الأطراف المهزومة على رفع الصوت لأنها تورطت سابقاً بدفع المعلوم للمبعوث، وسكتت عنه ولم تعترض عليه سابقاً، فحصلت على ما تستحقه من مكافأة، أي الهزيمة والخسران على يد عاقل السوق الذي يشرعن لمن يدفع أكثر.

أمام كل مايفعله المبعوث تصبح الطريقة العراقية في التعامل معه هي الأفضل ربما، انفجرت السيارة المفخخة في بغداد بفارق توقيت بسيط فلم يقتل الرجل، عمر الشقي بقي كما يقول المصريون، لكنه غادر العراق، فجاء رزقه من أفقر دول الجزيرة العربية اليمن، رزقٌ لن ينتهي إلا بانتهاء اليمن واليمنيين أو بانتهائه هو، ليس لدى اليمن من خيارات كثيرة إما الهلاك على يد المليشيات والمبعوث مشرعن عملها، أو لحاق الرمق الأخير في عمر اليمن واليمنيين عبر الخلاص من (مبعوث سوق من يزيد).

Total time: 0.0478