ودعنا اليوم الخميس 2015/2/26م - إلى مثواها الأخير - الزميلة العزيزة الدكتورة أوراس سلطان عبده ناجي، عضو مجلس النواب، والتي كانت مثالاً للسمت الحسن والأدب الجم، والمرأة الملتزمة بواجباتها الأسرية والاجتماعية والسياسية، وكانت تتسم بالورع والحرص على الإبتعاد عن الشبهات، حيث كانت تجد الإجابات الشافية على أسئلتها عند العالِـمَيْن الجليلين عبدالملك الوزير وأحمد الرقيحي عضوي مجلس النواب أطال الله في عمرهما.
ولأنها المرأة الوحيدة في البرلمان فقد كانت عضواً في كل الوفود البرلمانية الدولية، وكانت تحظى بالاحترام والتقدير أثناء تلك المشاركات بما تقدمه من رؤىٰ في مختلف القضايا المطروحة للنقاش، وقد عرفتُ كفاءتها من خلال مشاركتي في وفد مجلس النواب إلى مؤتمر البرلمان الدولي الذي عقد في جنيف عام 2009م، حيث تفرض احترامها من خلال إلتزامها وفهمها واستيعابها للمهام المناطة بها كممثلة للبرلمان اليمني في المحافل الدولية.
وكانت الدكتورة أوراس قريبة من مواطني دائرتها تحرص على خدمتهم وتبني همومهم، وأتذكر ذات مرة أنها طلبت مني ومن الوالد عبدالملك الوزير التعاون معها في توظيف إحدى المعاقات من محافظة عدن وظلت تتابع الأمر حتى تكللت جهودها بالنجاح، وكونها طبيبة فقد كانت لا تبخل بنصائحها الطبية لزملائها ومن يستشيرها فيما يتعلق بالصحة والعلاج.
عاشت الدكتورة أوراس شديدة الإرتباط بأسرتها وخاصة والدتها الكريمة وأخوتها، وظلت مع ذلك تحمل همّ وطنها الكبير وتحرص على أمنه واستقراره، ولا غرو أن تكون كذلك فهي ابنة المناضل والأديب والمؤرخ المشهور الأستاذ سلطان ناجي رحمه الله الذي تعرفت عليه في ثمانينيات القرن الماضي من خلال المشاركة في لجان الوحدة حينها، وكان قد اختار اسم ابنته (أُوراس) ليحتفظ بذكرىٰ انتصار ثورة الجزائر عام 1962م، وتيمناً بقمم جبال أوراس التي تقع شرق جمهورية الجزائر الشقيقة.
عانت الدكتورة أوراس من عدة أمراض في سنواتها الأخيرة، وكانت صبورة قليلة الشكوىٰ، حتى وافاها الأجل المحتوم يوم أمس الأربعاء بعد معاناة طويلة مع المرض، وقد تم مواراة جثمانها في مقبرة خزيمة بصنعاء - بحسب وصيتها - لتكون جوار والدها رحمه الله.
تغمد الله الدكتورة أوراس ناجي بواسع رحمته، وأسكنها فسيح جناته، وبالغ التعازي لوالدتها الكريمة وأخوتها(أوسان، ومعين، ويزن، وريدان) وكافة أفراد أسرتها ومحبيها والإخوة في المؤتمر الشعبي العام، وألهم الله الجميع الصبر والسلوان.
"إنا لله وإنا إليه راجعون