اليونيسف: الأطفال في المجتمعات الريفية والفقيرة يعانون من عدم المساواة
في الحصول علىالخدمات الصحية
دراسة جديدة تشير إلى تفاوتات في الوضع الصحي للأمهات والأطفال
في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
صرحت اليونيسف اليوم أنه بالرغم من أن عددا من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حققت تقدما واضحا في مجال تحسين صحة الأم والطفل، إلا أن وجود تفاوتات داخل هذه الدول يجعل التقدم الذي حققته غير متساو.
وقالت السيدة شاهدة أظفر، المديرة الإقليمية لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال إطلاق دراسة حول التفاوتات في صحة الأم والطفل في المنطقة: "في كثير من الأحيان لا ترتبط صحة وسلامة الأم والطفل بالدولة التي يعيشون فيها، ولكن بدخلهم ومكان إقامتهم داخل هذه الدولة. ولكي تتمكن هذه الدول من تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بحلول عام 2015، عليها أن توفر خدمات صحية متساوية لجميع أفرادها".
وتحلل الدراسة إمكانية الحصول على الخدمات الصحية للأم والطفل في مجموعتين من السكان- الأكثر غنى والأكثر فقرا، وسكان المناطق الريفية والحضرية - في 10 دول ومناطق هي: الجزائر وجيبوتي والعراق ومصر والأردن والأرض الفلسطينية المحتلة والسودان وسوريا وتونس واليمن.
ولقد تم من خلال الدراسة تحليل 5 مؤشرات هي: وفيات الأطفال دون سنّ الخامسة، التطعيم ضد الحصبة لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة، نسبة الولادات التي تتم بحضور أخصائي مدرب، تغطية الرعاية الصحية ما قبل الولادة، واستخدام موانع الحمل.
وتجد الدراسة أن التفاوت في الحصول على الخدمات الصحية مرتبط بعامل الثروة أكثر من ارتباطه بمكان الإقامة. فالأطفال الذين ينتمون إلى الأسر الغنية أكثر احتمالا للبقاء على قيد الحياة وتلقي المطاعيم من الأطفال الأكثر فقرا. وفي نفس السياق، يزيد احتمال استخدام النساء لموانع الحمل ومراجعة طبيب خلال فترة الحمل وتلقي المساعدة الطبية خلال عملية الولادة إن كنّ من الفئة الأغنى من السكان.
وحسب الدراسة توجد الفجوات الأكبر في السودان واليمن، سواء كان ذلك بين الفئات الأكثر غنى والأكثر فقرا أو بين سكان المناطق الريفية وسكان المناطق الحضرية.
ففي اليمن، تصل معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة بين 20 بالمائة من السكان الأكثر فقرا ثلاثة أضعافها مقارنة بـ20 بالمائة من السكان الأكثر غنى.
أما في السودان فترتفع إمكانية حصول طفل من أسرة غنية على لقاح الحصبة بمعدل مرتين مقارنة بطفل من أسرة فقيرة.
وتقدم الدراسة سلسلة من التوصيات تساعد في ضمان توفير الخدمات الأساسية إلى النساء والأطفال الأكثر حرمانا من ذلك:
• تخصيص المزيد من الموارد للبرامج الصحية على مستوى المجتمع والقرية لتعزيز تغطية الخدمات الصحية.
• تدريب وتعيين المزيد من العاملين الصحيين ومدهم بالمهارات اللازمة لاستخدام تقنيات حديثة وبسيطة وتقديم خدمات جيدة ذات كلفة معقولة.
• توفير الحوافز عن طريق إلغاء الرسوم وتغطية كلفة المواصلات للفئات الفقيرة والمهمشة من المجتمع.
• تعزيز أساليب جمع البيانات وأنظمة التتبع.
وهذه الدراسة جزء من جهود اليونيسف العالمية لزيادة التركيز على الإنصاف بحيث يتمكن جميع الأطفال بما فيهم أولئك الذين يعانون من مستويات عالية من الحرمان في المجتمع من الحصول على التعليم والرعاية الصحية والمياه الآمنة وخدمات الصرف الصحي الكافية إضافة إلى الخدمات الضرورية الأخرى للبقاء والنمو.