أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

عباس الضالعي : فشل مهمة المبعوث الاممي جمال بن عمر في اليمن ..

- بقلم : عباس الضالعي

ان الاسلوب المتبع منذ بداية انطلاق سير المفاوضات من خلال اللعب بالمتناقضات الحاصلة في الشأن اليمني و تغذية بن عمر للصراعات بين القوى السياسية ،  وتجاهله للمرجعيات والاسس المتفق عليها والمواعيد الزمنية الموصلة الي مرحلة الاستحقاق الدستوري بالانتخابات  وتجاوز المطبات والحفر المعيقة  التي تمنع الوصول الي شاطئ  الأمان ،  بل ان الإيحاء  لبعض القوى  بنوع من الدعم  تعد بمثابة نوع من الغش دفع وساعد هذه القوى  بصورة مباشره الي نسف الجهود التي توصلت اليها بمشاركة كل القوي السياسية وفرض مسار جديد وواقع مغاير ومخالف لمخرجات الحوار الوطني ومحاولة أخلالها  بالتزاماتها  واطلاق الدعوات  للمطالبة بمالها من حقوق  باعتبار ان اتفاق السلم والشراكة يوصف بأنه عقد ملزم لأطرافه لا يمكن لطرف واحد المطالبة بتنفيذ بند من بنوده الا بعد  الوفاء  بما عليه ..

 

 ورغم ان السيد جمال بنعمر يعرف ويدرك بأن اشراك تلك القوي مرهون ومتوقف علي انسحاب المسلحين التابعين لها من امانة العاصمة  صنعاء وباقي المدن ...

 

علي أثر ذلك يتم الدخول في تنفيذ البنود الأخرى ،   ناهيك عن تأكيد الامم المتحدة ذلك في قرارتها ،  ومع ذلك فإن السيد بنعمر لم يلتزم  بقرارات الامم المتحدة باعتباره المشرف علي تنفيذ ها ،  مع ان وظيفته هنا ليس بذل المساعي الحميدة كما يروج له بل انه محصور بضرورة  التنفيذ الفعلي لتلك القرارات التي جاءت بناء علي موافقة كل الاطراف ،   ونقل الصورة  الحقيقة في تقاريره الدورية المقدمة  الي مجلس الامن مع الإحاطة  الكاملة بالسلوكيات والأفعال الجديدة الدالة علي العناد والاصرار علي عدم الانصياع للتنفيذ لتلك القرارات الدولية  بما في ذلك الوضع الامني والاقتصادي والمعيشي الذي تمر به البلاد والناتج عن التأخر في  التنفيذ للقرارات والاتفاقيات ،  وأثر ذلك علي وضع المواطن المعيشي وما ترتب عليه من اسقاط لمؤسسات  الدولة ..

 

 أمام هذا المشهد الذي يتعقد يوما بعد يوم بفعل المعطيات الجديدة  وادارة جمال بنعمر السيئة  والفاشلة  وتجاوزه  للمطبات والحفر التي قفز عليها كان لها الأثر السلبي الذي ادي بوصول البلد الي هذه الوضع المتدهور والمنفلت الى درجة الخطورة ،   واصبحت البلد تعيش  برأسين كلا منهما يدعي شرعيته احداهن بعدن والأخرى بصنعاء والتي  من شأنها أن تقود البلد الي مرحلة المواجهة و الإحتراب الاهلي ..

  اخيرا بات من الضرورة  تغير الإدارة والاسلوب التقليدي بين الاطراف السياسية علي ضوء الاتفاقات والقرارات الدولية المستندة على مرجعية المرحلة الانتقالية المتمثلة بالمبادرة  الخليجية  التي تحمي مصالح الشعب وتمنعه من الانزلاق الي الحرب .                                     وبذلك فإن الشعب اليمني يأمل من  الامم المتحدة والدول الخمس دائمة  العضوية  بمجلس الامن بتحمل المسؤولية والحفاظ علي السلم والامن الدوليين في اليمن وتقوم بتغيير مبعوثها جمال بنعمر بشخص اخر نظرا لفشله في المهمة المكلف بها واخفاقه وعدم احرازه اي تقدم وفقدان كل الاطراف والمكونات السياسية الثقة  به لأنه تحول من مبعوث اممي يعمل بشكل محايد الي وكيل شخصي يعمل لصالح الحوثين المسيطرين علي الارض  وتعصبه الواضح معهم ..

يجب على كل الاطراف الاقليمية والدولية معرفة حقيقة فشل بنعمر وعدم حيادتيه هي التي تزيد من تعقيد المشهد السياسي والامني باليمن وان استبدال هذا المبعوث هي اول الخطوات الايجابية للسير بالاتجاه الصحيح ،  وان استمرار بنعمر يعتبر هو العقبة وعنصر اساسي بعرقلة اي حلول سياسية ..

Total time: 0.0961