الحمد لله على سلامة وصول اللواء الصبيحي إلى مسقط راسه سالما بعد أن افلت من قبضة جماعة الحوثي وقد استطاع اللواء الصبيحي استخدام تكتيكاته العسكرية التي درسها في هروبه وافلاته ملتحقا بالمشير هادي ليكونا أخطر رجلين استطاعا تطبيق ما درساه في الاكاديميات العسكرية من فنون قتالية ومهارات حربية في الهروب من الخصم بأقل خسائر ممكنة وفي زمن قياسي و قد تحقق لهما ذلك بعد استلهام كبير لكتاب ( تكتيكات هامة في هروب القادة ) ( تكتيكات النُخب في الإفلات والهَرب )
لقد ضجت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بهروب الرئيس هادي ثم اللواء الصبيحي أو بالأصح تهريبهما وهلت برقيات التهاني بسلامة الوصول وأضحت عدن هي قبلة الهاربين تحط فيها قوافل التهريب وتنزل منها أغلى الجماجم السياسية والعسكرية وتحولت عدن من مدينة حرة تجارية إلى ميناء يستقبل تلك الرؤوس والتي إلى الان يبدوا انها لم تبدا تفكر في مهامها الوطنية الحقيقية ومراجعة أنفسها في ماذا قدمت لهذا الوطن وما الذي ستقدمه ؟ خصوصا بعد ان تحررت من عصابة خطفت الدولة - شخوصا ومؤسسات- وأصبحت طليقة تدب فيها الروح المعنوية العالية وتحاول لملمت ما بعثرته أيام التساهل والعبث في صنعاء لترص الصف وتوحد الجهود وتعيد ضبط البوصلة صوب هدف واحد وهو الوطن لا المصلحة .
ماذا بعد هروب الرئيس والوزير ؟ وهذا ما يهم الشعب فهل سيتحقق ما يريده هذا الشعب ؟ أم ان الأمور مجرد انتصارات إعلامية وتهويل لهذا التهريب وسرد رواية الهروب والمعجزات والكرامات التي حدثت في طريق الهاربين وانشغال المحللين بالكيفية والآلية التي تم بها الهروب وتشجيع بقية المحاصرين من المسؤولين على الهروب بينما يظل الواقع على حاله ( هادي يستقبل ويودع في عدن جموع المهنئين ، والحوثي يحكم ويهيمن ويحارب من صنعاء ، والمتحاورون و بنعمر يتحاورون في أي مكان سيواصلون حوارهم بينما قوى الخارج والأمم المتحدة تكتفي بإبداء قلقها مما يجري في اليمن .
إن الحقيقة التي يجب أن يدركها الحوثي هي أنه من المستحيل ان تدوم هيمنته طويلا أو انه يستطيع الحكم بطريقته المليشاويه الإقصائية والتي يسميها شرعية ثورية تحت غطاء الشراكة ، وعلى هادي أن يدرك أنه ما عاد مرغوبا وإنما تسعى الأحزاب خلف شرعيته لا خلف شخصه وعليه أن يستغل تلك الشرعية في استدراك أخطائه وتحسين صورته وان يختم حياته السياسية بما يحقق لهذا الشعب ما يصبوا إليه من الأمن والاستقرار ، وعلى الأحزاب أن تراعي حساسية اللحظة الراهنة والفارقة وان تحاول شيئا فشيئا التخلص من تبعيتها للخارج وأن تقدم التنازلات تلو التنازلات في سبيل وطنها وأن تكون تحالفاتها في سبيل ذلك وان ترمم جسور الثقة فيما بينها البين وبين منتسبيها ولن يتأتى لها ذلك إلا بنتائج ملموسة يلمس أثرها المواطن