تمكنت القوى الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الجمعة 3 أبريل/نيسان من طرد المقاتلين الحوثيين من وسط مدينة عدن بعد حصولها على إمدادات وذخائر.
وكانت طائرات حربية تابعة لقوات التحالف بقيادة السعودية قد ألقت في وقت سابق من يوم الجمعة شحنات من الأسلحة بالمظلات لمقاتلي اللجان الشعبية الموالية لهادي.
ونشرت صحيفة "عدن الغد" الموالية للرئيس اليمني صورا لصندوق خشبي واحد على الأقل تحمله مظلة وقالت إنها هبطت في عدن.
كما قال مقاتلون إن أسلحة خفيفة وأجهزة اتصال وقذائف صاروخية أسقطت على منطقة التواهي في مدينة عدن جنوب اليمن.
هزيمة الحوثيين جاءت بعد أيام من تقدمهم وسط المدينة التي تمثل آخر معقل مهم للمقاتلين الموالين لهادي، وسيطرتهم على القصر الرئاسي رغم حملة جوية تقودها السعودية منذ أكثر من أسبوع.
وأكد سكان ومسؤولون محليون أن الحوثيين وحلفاءهم انسحبوا من منطقة كريتر ومن مقر للرئاسة في عدن كانوا سيطروا عليه الخميس الماضي.
وقال العميد أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف إن الدعم اللوجستي الذي تم إنزاله فجر الجمعة ساعد على تحويل دفة المعركة لصالح أنصار هادي.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي في الرياض "استلموا الدعم واستطاعوا أن يغيروا الوضع على الأرض وطرد عناصر الحوثية من داخل القصر والمناطق التى سيطروا عليها في لحظة من اللحظات."
حلف "قبائل حضرموت" يقرر تأمين المكلا
ذكرت وسائل إعلام يمنية، السبت 4 أبريل/نيسان، أن حلف "قبائل حضرموت" قرر تشكيل قوة مسلحة للزحف إلى مدينة المكلا للمساعدة على حفظ أمنها واستقرارها خاصة بعد سيطرة عناصر تنظيم "أنصار الشريعة" الموالي لـ"القاعدة في جزيرة العرب" على عدد من المرافق الحكومية في مدينة المكلا أمس الأول.
ونقل الموقع الإخباري "المشهد اليمني" عن رئيس حلف قبائل حضرموت عمرو بن حبريش العليي قوله إنه "نظرا لما استدعت الظروف الأمنية التي تعرضت لها مدينة المكلا فقد تداعت قيادة حلف قبائل حضرموت على توجيه قوة من أبناء حلف قبائل حضرموت والزحف تجاه المكلا للمساهمة والمشاركة في حفظ أمنها واستقرارها وباقي مدن المحافظة".
وأشار بن حبريش إلى أن القوة القبلية المشكلة ستعمل على، تأمين عاصمة المحافظة ومداخلها في وقت واحد، وإنشاء حواجز لحماية الأحياء وإبلاغ قيادة الحلف الأمنية عن أي ظواهر مخلة بأمن المحافظة.
ودعا بن حبريش جميع قيادات المجتمع المدني والمكونات السياسية إلى الوقوف معه، ضد كل من يعبث بأمن المدينة والممتلكات العامة والخاصة.
يذكر أن ما بين 200 و300 مسلح انتشروا وسط المكلا وغربها وأقاموا حواجز تفتيش ورفعوا رايات سود.
كما هاجموا سجن المكلا وقاموا بإطلاق سراح 300 سجين بينهم زعيم محلي بارز للقاعدة يدعى خالد باطرفي موقوف منذ أكثر من 4 أعوام.
عسيري: لن نسمح لصالح والحوثيين بالاستمرار في تخريب اليمن
شدد المتحدث باسم قوات التحالف على أن القاعدة والحوثيين وجهان لعملة واحدة يعملان على خلط الأوراق وإدخال الفوضى والبلبلة، مؤكدا أن صالح وأنصاره ليس لديهم النية لإعادة بناء اليمن.
وأشار أحمد عسيري إلى أن القوات المسلحة لن تسمح لصالح والحوثيين بالاستمرار في تخريب اليمن، قائلا إنه يستبعد أي تصرف من صالح للحفاظ على مكاسبه ومصالحه.
وأكد المتحدث باسم قوات التحالف، أن "عاصفة الحزم" مستمرة في يومها التاسع، على جميع المحاور، وتعمل على استكمال تدمير قدرات الميليشيات الحوثية.
وأوضح أن قوات التحالف بقيادة السعودية، دعمت اللجان الشعبية والمقاومة اليمنية بالسلاح من خلال عملية إنزال، لمواجهة الميليشات الحوثية.
مجلس الأمن يبحث إرساء "هدنات إنسانية" في اليمن
على صعيد آخر، يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا السبت 4 أبريل/نيسان بمبادرة روسية لمناقشة إلزام تحالف "عاصفة الحزم" بتطبيق "وقفات إنسانية" خلال غاراته على اليمن.
وقال ألكسي زايتسيف، السكرتير الصحفي لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، في حديث مع وكالة "تاس"، الجمعة، إن المشاورات ستجري في اجتماع يعقد خلف الأبواب المغلقة، في الساعة الـ11 صباح السبت 4 أبريل/نيسان بتوقيت نيويورك.
وأضاف أن فلاديمير سافرونكوف نائب مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة سيمثل الجانب الروسي في الاجتماع.
يذكر أن موسكو واجهت صعوبات في وقت سابق من الأسبوع الجاري خلال إجلائها مواطنين روس من اليمن، بسبب استمرار التحالف قصف مواقع الحوثيين.
وكانت مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس قالت الخميس إن حصيلة المعارك في اليمن بلغت في أسبوعين 519 قتيلا ونحو 1700 جريح، معربة عن “قلقها البالغ” على سلامة المدنيين العالقين في المعارك الدائرة في هذا البلد ومطالبة مختلف أطراف النزاع ببذل قصارى جهدهم لحماية المواطنين العاديين.
آموس: عشرات الآلاف فروا من منازلهم في رحلة محفوفة بالمخاطر
وقالت مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس إنه "يتعين على الذين يشاركون في معارك أن يحرصوا على عدم استهداف المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين والنازحين في البلاد والبنى التحتية المدنية، لا سيما في المناطق المأهولة، أو عدم استخدامها لغايات عسكرية".
وأضافت أن عشرات الآلاف فروا من منازلهم وأن قسما من هؤلاء توجه إلى جيبوتي والصومال في رحلة محفوفة بالمخاطر.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" قد أعلنت الثلاثاء الماضي أن 62 طفلا على الأقل قتلوا وأصيب 30 آخرون في المعارك الدائرة في اليمن، مطالبة بالإسراع في حماية الأطفال.
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن "قلقه العميق" حيال المعلومات التي تحدثت عن مقتل عدد كبير من المدنيين، مذكرا جميع الأطراف المعنية بالعمليات العسكرية في اليمن بضرورة احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين.