أكد قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية اللواء علي بن محسن الأحمر أنه لم ينشق عن المؤسسة العسكرية اليمنية. وأفاد اللواء الأحمر في الجزء الثاني من حوار أجراه معه الصحفي فهيم الحامد لجريدة عكاظ السعودية أنه اختار دعم ثورة الشباب السلمية لإحداث التغيير لمصلحة مستقبل اليمن وحقن دمائهم، مؤكدا أنه لم ولن يستخدم قوته العسكرية للمجابهة وسيحافظ على سلمية ثورة الشباب. وكشف أنه لن يقوم بإنزال صورة الرئيس اليمني المعلقة في مكتبه، مشيرا إلى أن صورة الرئيس ستبقى في مكانها حتى يتم إنزالها بالطريقة البرتوكولية الرسمية، في إشارة إلى احترامه لمكانة الرئيس باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة. وقال إنه إذا أراد الرئيس الخروج بشكل مشرف فإنه سيباركه وسيقدم ضمانات له، موضحا أنه سيترك منصبه فور استقالة الرئيس. وتابع قائلا حتى اللحظة لا زلنا نراهن على الحكمة اليمانية وجهود الأشقاء الخليجيين في نزع فتيل الأزمة.
وفيما يلي يعيد موقع اخبار الساعة نشر نص الجزء الثاني من الحوار:
* اللواء علي محسن هل انشق عن المؤسسة العسكرية أم انضم للثورة؟
- أنا ومعي قيادة أنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية من أبناء القوات المسلحة والأمن لم ننشق وإنما أيدنا الثورة الشبابية الشعبية السلمية ومطالبها، وما يردده الإعلام الرسمي أنه انقلاب أو انشقاق هذا طرح مفلس للأسف وليس لنا من مصلحة في هذا إلا ما يطالب به الشعب فاخترنا دعمنا للثورة السلمية ونحن في الجيش قيادة أنصار ثورة الشباب الشعبية السلمية وعلى رأس هذه القيادة المناصرة للثورة اللواء الركن عبد الله علي عليوة وزير الدفاع السابق، واللواء الركن حسين محمد عرب وزير الداخلية الأسبق واللواء الركن عبد الملك السياني وزير الدفاع الأسبق، واللواء الركن علي محسن الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى مدرع، واللواء الركن محمد علي محسن قائد المنطقة العسكرية الشرقية، واللواء الركن الظاهري الشدادي رئيس أركان المنطقة الشمالية الغربية وآخرون. ونحن متمسكون بهذه الثورة السلمية ولك أن تضع تحت كلمة السلمية ألف خط ولقد حاولت القوات الحكومية أكثر من مرة استفزازنا لإعطائها مبررا لتفجير الموقف عسكريا ولكننا نقول إننا لم ولن نستخدم أي قوة للمجابهة وسنحافظ على سلميتنا وموقفنا وهذا هو الذي أفقد النظام صوابه.
* كيف ولماذا انضمت الفرقة الأولى للمعتصمين؟
- دعني أوضح لكم نقطة مهمة جدا وهي أنه في الأصل أن ساحة الاعتصام هي بالقرب من الفرقة ونظرا للاعتداءات المتكررة لبعض عناصر الأمن والبلطجية على المعتصمين وجدت احتكاكات قوية بينهم مما استدعى اتخاذ قرار من الدولة أن تقوم الفرقة بحماية المعتصمين؛ لأن الشعب والشباب يثقون في الفرقة وقواتها، وعلى لسان الرئيس نفسه قال لي: هم يثقون بك وبقواتك، تولى أنت حمايتهم وحينما استلمنا حماية المعتصمين اكتشفنا أن القوات الحكومية كونت فرقا للاعتداء على المعتصمين باسم الفرقة واضطررنا إلى مواجهتهم دون أضرار وأبعدناهم عن ساحة الاعتصام ولما رأيتهم بدأوا هذه الأعمال تبين لنا أن أعوان النظام أرادوا في الأصل تشويه سمعة الفرقة وتكررت الاعتداءات ومعها تكررت الاستغاثات والنداءات للفرقة بأن أنقذونا من هذا التعدي، وبعد مذبحة الكرامة 18/3/2011م التي ذهب ضحيتها أكثر من 53 شهيدا وأكثر من 738جريحا طلبت أنا في اجتماع للدولة برئاسة الرئيس أن يتم تقديم كافة المعتدين للعدالة عبر تسليمهم للنيابة في كل المحافظات عدن وتعز والحديدة والضالع وصنعاء وأن يتم التحقيق معهم ويحاسبوا، ولكن تم رفض تسليمهم كونهم سيفضحون مخطط الاعتداء؛ وأمام هذا الموقف أعلنت بعدها ومعي غالبية قيادات وضباط وصف وأفراد الجيش والأمن دعمنا وتأييدنا لثورة الشباب السلمية ففسروها أنها انقلاب فقلنا لهم أنتم للأسف لا تفقهون الفرق بين الانقلاب والانضمام والتأييد السلمي. وأعلنت أننا لن نخل بالأمن داخل العاصمة، وبالفعل إذا زرت الساحة تجد أن فيها أمنا لا نظير له وظواهر سلمية يفتخر الإنسان بها، وأي شخص يخل بالأمن في المنطقة التي نحميها نلقي القبض عليه ونسلمه للنيابة العامة، ومطلب التغيير سنة الله في خلقه وسنة الحياة، وأنا شخصيا ــ ولا أمن بذلك على الله ــ لا أقبل الظلم حيال ما يلاقيه المعتصمون ولا يمكن أن يقبله أي إنسان حر، ثم إنني قد حذرت النظام أكثر من مرة بأنه قطع على نفسه عهودا بأن يحافظ على الوطن ووحدته وسيادته وأن يحمي الشعب فكيف تزهق الأرواح وتسفك دماؤهم. أما ما يقال إن ماقمنا به بمثابة انقلاب فهذا ليس صحيحا وها أنتم ترون (مشيرا بيده لصورة الرئيس صالح تعلو خلفية مكتبه) صورة الرئيس في مكانها، وستبقى هنا حتى يتم إنزالها بالطريقة البرتوكولية الرسمية وبالتالي فإن الانقلاب تم من قبل النظام على الشعب وهنا تنطبق المقولة (رمتني بدائها وانسلت).
* من المؤكد أن قراركم بتأييد الثورة ودعمها كان صعبا عليكم؟
- أعرف أنا أنه كان صعبا لكنني أعرف أن الشعب من أقصاه إلى أقصاه معنا ويؤيد هذا القرار، وأعوان النظام أكثر ما يخشونه أن هذا القرار سلمي مما أفقدهم صوابهم ولذا فإعلامهم يوميا لا ينفك يكيل لنا الاتهامات. ثم إن أبناء القوات المسلحة والأمن جميعهم يؤيدوننا ويؤيدون موقفنا والوفود العسكرية والشعبية من كل أنحاء الوطن تتوافد علينا صباحا ومساء زرافات ووحدانا.. لكننا حريصون على أن لا تزهق روح أو تراق قطرة دم من أبناء شعبنا.
* إذن اللواء علي محسن الأحمر ليس له مطامع سياسية أو شخصية؟
- إطلاقا ليس لي أي مطامع إلا أن أوصل هذه الجموع وهذه المطالب إلى بر الأمان وبسلام وتحقيقها على أرض الواقع وأشعر أنني قد خدمت سنوات طويلة وآن لي أن أستريح.
* ماذا لو استخدم النظام القوة؟
- هم يعرفون أنهم لو استخدموا القوة فلن تأتي له بنتائج لصالحهم وانضمامي وتأييدي لمطالب الشباب السلمية خلق توازنا وهم يعرفون أن لدينا قوة الشعب والمجتمع الدولي. وهم دائما يهددون بالحرب.
* إذن ما هي السيناريوهات المتوقعة؟
- إذا أراد الخروج المشرف نحن نباركه، إذا أراد الضمانات نقدمها ونباركها. ثم إننا في قيادة أنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية نريد أن نخرج البلاد من هذه الأزمة بسلام وبحكمة، والإيمان يمان والحكمة يمانية، كما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) فإذا أراد الخروج بشكل مشرف سيحسب له. لكن إن أراد مخرجا آخر فلله إرادته لكن نحن حتى اللحظة لا زلنا نراهن على الحكمة اليمانية وجهود الأشقاء والأصدقاء، ونراهن قبل كل ذلك على شعبنا اليمني العظيم ووعيه ووطنيته ووطنية وإخلاص أبناء القوات المسلحة والأمن الذين هم من نسيج هذا المجتمع وهم يعرفون مهامهم الحقيقية المتمثلة في حماية أمن واستقرار أبناء الشعب والوطن وأنهم مؤسسة وطنية لحماية الوطن والحفاظ على سيادته وليس لحماية شخص وتحقيق نزعاته ونزواته.
* على ماذا يراهن الرئيس؟
- حقيقة لم يبق للنظام مصلحة، لكن حوله مجموعة لديها مصالح هي التي تغرر بالنظام والعقلاء من حول النظام والمحبون له وللوطن من المستشارين نصحوه في المبادرات كلها أن يوقع عليها ويخرج اليمن من المحنة وهذه الأزمة، ونحن نشكرهم على مواقفهم هذه ونشكر العقلاء في المؤتمر الشعبي الذين نصحوه بنفس النصيحة، واليمن الآن يواجه مخاطر المنتفعين فقط، إضافة إلى مخاطر اقتصادية جمة نتيجة للسحب من الرصيد الاحتياطي للدولة. وشعبنا اليمني اليوم أضحى يعي كل ما يدور حوله خاصة ما يتعلق بمصيره ومصير وطنه رغم الأمية التعليمية الموجودة أما الأمية السياسية فليس لدينا أمية في هذا الجانب، ورغم ما يحاول شحن البعض به وتعبئته الخاطئة وتسليحهم وصرف المبالغ الطائلة لهم إلا أنهم يستمعون ويستلمون منه ويأتون إلينا مباركين الثورة الشبابية السلمية ومؤيدين وداعمين لموقفنا وللثورة الشبابية الشعبية السلمية.
* ماذا عن المعتدين على الشباب في جمعة الكرامة؟ هل صحيح أنهم موجودون لديكم؟
- نحن سلمناهم للنائب العام وبدأ النائب العام في إجراءاته القانونية ولما شعروا أنه قد توصل لنتائج تدينهم أقال الرئيس النائب العام الدكتور عبدالله العلفي وعين مكانه نائبا عاما آخر الدكتور علي الأعوش ظنا منه أنه يستطيع أن يطمس الحقائق ويمرر عبره ما يريد، ونحن نعرف الدكتور الأعوش حق المعرفة وهو رجل قانوني محل ثقة الكثير ممن يعرفه ولا يمكن أن يقبل بتلطيخ سمعته عبر الإضرار بأبناء شعبه واعتساف الحقائق وتزويرها.
* هل لكم اتصال بشباب الثورة؟
- لدينا اتصالات بالشباب وكافة الشرائح الاجتماعية، والشباب متحمس ويطالبون بالرحيل الفوري وهم على حق.
* ماذا عن القاعدة وخطرها في اليمن؟
- في الواقع القاعدة موجودة ولكن ليس بالشكل المبالغ فيه وفيه مزايدة؛ لأن موضوع القاعدة فيه عائد مادي كبير يستفاد منه، وأصبحت بمثابة مزرعة مال. والأشقاء والأصدقاء الأمريكان والأوروبيون أصبحوا الآن يدركون الحقيقية ولكننا في نفس الوقت ضد الإرهاب في اليمن ونتعامل معه بقوة وحزم.
* في حالة تنحي الرئيس هل لديك رغبة بأن تكون البديل؟
- هذه الرؤية ليست موجودة على الإطلاق، بعد خروجه مباشرة ــ إن شاء الله ــ سأعتزل العمل وأتقاعد وأستريح من عناء الخدمة لمدة 55 عاما حتى اللحظة، وليست لي أي مطامع، ثم إنني لا أضمر شرا لأحد حتى للرئيس، ولا أضمر إلا كل الخير لكل الناس، وأنا أعرف أن المستشارين المخلصين له وللوطن يعرفون حقيقة هذا الأمر ويشيرون عليه ليل نهار أن مصلحته ومصلحة الوطن بيده وتكمن في تنحيه وإخراج البلاد من الأزمة. ويهمني هنا أن أنوه مرة أخرى أن على الإخوة الأعزاء في الخليج والأصدقاء الأمريكيين والأوروبيين التمسك بالمبادرة الخليجية دون زيادة أو نقصان خدمة لإخوانهم وأصدقائهم في اليمن وللمنطقة والعالم.
* ماذا عن علاقتكم مع إخوتكم قادة دول الخليج؟
- العلاقة مع الإخوة في الخليج حميمية جدا بل وشخصية على المستوى الرسمي والشخصي وهي متأصلة بالنسبة لنا على الثقة. ويجب أن تؤصل على الثقة والمصالح المشتركة وأن لا تكون مرتبطة بأشخاص بل بالشعوب ومصالحها.
أدخل هنا لقراءة الجزء الأول من المقابلة