فهمت المملكة ان خدمة قضايا الاسلام تقتصر على تبريد ماء زمزم..!
وتناست انه كان يعول عليها قيادة المشروع السني الذي يعيش تحت لواءه أكثر من مليار مسلم يتوزعون في كل قارات العالم ...
خيبت سياسات المملكة آمال الجميع، فبدلا من ان تتزعم المملكة هذا الكادر البشري العملاق وتطلق الاقمار الاصطناعية فوجئنا بها تنظم سباقات الهجن وتفرغ المشروع السني من محتواه وتحوله الى شئون البحث حول الحيض والنفاس والسواك واللحية وقصر الثوب..
ثمة اجهزة استخبارات كبرى أوحت الى المملكة ان تيار الاسلام السياسي ( والاخوان تحديدا ) هم الخطر الادهى على مستقبل المملكة...
لكن واقع الامر يحكي عكس ذلك فلم يرفع الاخوان يوما سلاحهم الا على اسرائيل حينما ارسل حسن البنا بعضا من اخوان مصر الى فلسطين .. او اخوان غزه في حربهم مع اسرائيل ايضا..
يحكي واقع الاخوان صمود عجيب وصبر مذهل ..
قتلوا وشردوا ، سجنوا وعذبوا، لكنهم لم يلجئوا للعنف ابدا...
يحكي لنا التاريخ ان الاخوان ليسوا مشروعا مليشاويا ولا انتقاميا ولا اقصائيا
انهم مشروع نجاح لا مثيل له فما ان اتيحت لهم الفرصة في تركيا حتى حققوا نجاحا اذهل العالم في كافة المجالات ووصل الحال لان تبيع تركيا صفقة اسلحة لإحدى الدول الأوروبية انها بولندا.. وأطلقوا قمرا اصطناعيا ...
انها ثورة اقتصادية وعلمية كبرى ...
بدلا من التعامل الايجابي مع الاخوان اتجهت المملكة اتجاها آخر ..لقد جن جنونهم وصاروا يخططون لمحاربة اخوان تركيا واخوان العالم بأسره..
فأصدرت المملكة مرسوما ملكيا اعتبرت فيه الاخوان جماعة ارهابيه..!
قرار خطير لا يوجد ما هو أفدح منه الا قرار قريش بقتل منقذهم رسول الله ( ص ) ليختاروا بذلك ان يكونوا من ( الطلقاء )..
اما ايران فلا تؤمن بالطلقاء او الصفح ..
ستجتث جينات آل سعود وسيصبحون شيئا من ( الذكريات )...
قررت المملكة التآمر على اخوان مصر ..
حينها قال مرسي ستندم المملكة ..كانت ستحتاجنا يوما ما..
كررها مرسي بقوله ستحتاجوننا يوما ما..
لم ادرك لحظتها ماذا يقصد ..
كان الاخوان يدركون ان هناك مؤامرة كبرى على المملكة من نفس اجهزة الاستخبارات التي زرعت العداء بين المملكة والاخوان .. انها اكبر خزان نفط في العالم..
لكن المملكة العمياء سياسيا كانت لا ترى ذلك بل ترى ان الاخوان هم الخطر..!
كان لحظتها الاسرة المالكة تشرب نخبا ملكيا على شرف نجاح الانقلاب .. ولم يكونوا يعرفون انه في نفس اللحظة يشرب قادة اجهزة الاستخبارات نخب عزاء المملكة...
التفتت المملكة متآمرة نحو اخوان اليمن الذين أدركوا المؤامرة الملكية وتعاملوا معها بحكمة وصبر ....
أدركت المملكة انها قد ارتكبت خطأ قاتلا وها هي تدفع ثمن ذلك غاليا...
اجهزة الاستخبارات التي اوهمت المملكة ان الاخوان يشكلون خطرا عليها ها هي نفسها تبتز المملكة وتطلب سبعمائة مليار دولار لحمايتها من (مجموعة داعش )...
فكم ستطلب من المملكة ثمنا لحمايتها من( ايران النووية)..
خلاصة الكلام ان المملكة لو اهتمت بقضايا المسلمين من اقصى العالم الى ادناه لكانت في غنى عن الامريكان وابتزازهم ..
ولكانت خطا احمرا وربما دولة عظمى ..
ان حبل نجاة المملكة يكمن في تغيير جذري وفوري في سياستها نحو المسلمين وعلى رأسهم الاخوان....