أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

قيادة المحافظة هربت وأمرت بانسحاب الوحدات الأمنية : تفاصيل عملية استيلاء 300 مسلح على مدينة زنجبار

المجمع الحكومي لمحافظة أبين
- ذويزن مخشف

فرض مسلحون الأحد سلطتهم الكاملة على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين الساحلية جنوب اليمن بعد اشتباكات دامية مع وحدات أمنية صغيرة قتل خلالها عشرات الجنود والمدنيين. فيما نزحت مئات الأسر إلى محافظة عدن ومناطق مجاورة بفعل اشتداد المعارك أثناء المحاولات التي تقوم بها قوات من الجيش لاستعادة السيطرة على المدينة.


وجاء الهجوم الذي يعد الأحدث منذ مارس الماضي، مع الساعات الأولى يوم الجمعة وبعد أيام من تلويح الرئيس علي عبدالله صالح أن استقالته ستؤدي إلى انتشار الفوضى وتولي الجماعات الإسلامية المناصرة لتنظيم القاعدة للحكم بدلا عنه.


واستولى المسلحون في اليوم الأول وعددهم حوالي (300) شخص على غالبية المؤسسات والمقار الحكومية والأمنية والبنوك بينما لم تكن هناك مواجهة فعلية تمنعهم إلا من بضعة جنود لقوى الأمن المركزي والعام الذين وجدوا أنفسهم أمام نيران المسلحين وقد كان قيادات المحافظة هربت وأمرت بانسحاب الوحدات الأمنية المتمركزة في مدينة زنجبار المتوترة في علامة أثارت غيض أهالي المدينة وتساؤلهم.


وقال سكان علقوا في المدينة لـ "المصدر أونلاين" أن اشتباكات جديدة اندلعت اليوم الأحد استمرت حتى المساء بين المسلحين وقوات الجيش من اللواء(25) ميكا بعدما رفضت قيادة اللواء تنفيذ توجيهات عليا بالانسحاب وتسليم عتاده للمسلحين.


وأضافوا أن الجيش قصف بشكل مكثف وعشوائي تحصينات ومواقع المسلحين وقال سكان آخرون أن قذائفا أصابت منازلا مازال يسكنها مدنيين. وذكر مصدر عسكري لـ"المصدر أونلاين" أن أركان حرب اللواء (25) العميد ركن علي الكازمي يقود المعارك ضد المسلحين المتطرفين.


وأضاف إن العميد الكازمي رفض وساطة قبلية لتسليم المعسكر إلى المسلحين. واستطرد "تم الرفض المطلق..قوات اللواء وقائدها سيقاتلون حتى آخر طلقة... هذا هو واجبهم حماية الناس... وتثبيت الدولة".


وهذا اللواء تابع لوزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر احمد الذي أعلن تأييده لشرعية الدستورية بقيادة الرئيس صالح. وإذا صح رفض قيادة اللواء الانصياع لأوامر الوزارة فهذا بمثابة انشقاق وانضمامه لوحدات الجيش الذي أيدت ثورة الشباب.


وقال مسؤولون محليون وأطباء لـ"المصدر أونلاين" أن 25 جنديا على الأقل قتلوا منذ يوم الجمعة وأصيب العشرات موضحين أن 15 جثة محترقة لجنود انتشلت ليلة أمس الأحد كانت ملقاة بجانب عربات آلية ودبابتين محترقات.
وبينما قال طبيب بمستشفى الرازي أن ستة مدنيين قتلوا وجرح آخرون يومي الجمعة والسبت قال ناشطون أن الرقم الحقيقي ضعف.


وقال الناشط الحقوقي احمد الربيزي لـ"المصدر أونلاين" في تقديري أن عدد القتلى المدنيين ما بين 10 – 12 بينهم أطفال ونسوة مشيرا إلى أن عدد من الضحايا جرى نقلهم جثت الى مستشفيات محافظة البيضاء.
وتابع قائلا مازال هناك ضحايا مدنيين لا يمكن حصرهم.. لدي معلومات عن وجود سكان تحت الأنقاض.


وأضرت قذائف المدفعية بالفعل عددا من المنازل فكثيرا من المسلحين كانوا يحتمون بالمنازل أثناء اشتباكهم العنيف مع الجيش يوم السبت والأحد.


واتهم ناشط سياسي معارض السلطة بتسليم مدينة زنجبار إلى الجماعات المتطرفة فيما محاولة لتدوير المشهد الداخلي في اليمن الساعي إلى إسقاط النظام بصورة سلمية على غرار ثورتي تونس ومصر اللتين أطاحتا برئيسي البلدين ولفت أنظار العالم الغربي إلى أن البلاد ستسقط في أيدي تنظيم القاعدة من دون شك في حال اجبر المحتجون على تنحية الرئيس. وصالح موجود في الحكم قرابة 33 عاما.


واتهمت أحزاب المعارضة الرئيس باستغلال التهديد بتنظيم القاعدة في الحصول على مساعدات من قوى إقليمية تسعى للاستعانة بحكومته في محاربة المتطرفين. وتؤكد المعارضة أن من الممكن أن يكون أداؤها أفضل من الرئيس في احتواء تنظيم القاعدة.


وصور سكان في اتصالات هاتفية مع المصدر أونلاين المشهد في مدينة زنجبار بالسيئ وقال الساكن احمد صالح غازي هناك مأساة حقيقة تعيشه (زنجبار) أناس تقطعت السبل بهم وآخرون فقدوا.. قطعت المياه والكهرباء عن المدينة منتصف الأسبوع الماضي لأسباب تذكر سوى أنها مخطط نفذ بإحكام تمهيدا لسيطرة المسلحين.


وفي موقف على بشاعة الصورة أفاد سكان أن المسلحين نكلوا بجنود كانوا استسلموا والقوا السلاح وهددوا أسرا حاولوا التدخل. وظلت عددا من جثت الجنود عرضة للشمس وبدت عليها آثار التعذيب.


وفرت مئات الأسر من مدينة زنجبار إلى عدن حيث الميناء الرئيس لليمن الذي تبعد نحو 50 كيلو مترا حاملين أمتعتهم إغراضهم وقد ظهروا بوجوه عابسة وحزينة على من فقدوا. وفتح المسلحين سجن المدينة أمام عشرات السجناء للهروب من أحكام بعضها إعدام.


وعند مساء اليوم تجمع عشرات المسلحين القبليين من قبائل أبين في ملعب الوحدة بزنجبار وذلك في مسعى لتوحد على قتال المسلحين المتطرفين ولكن بعد مرور ساعة انفض غالبية القبائل عن التجمع فيما أفاد به وجهاء قبليين أن هناك مؤامرة تحيكها السلطة بهدف إذكاء صراع أهلي بين قبائل محافظة أبين وليس دعوة لمواجهة المتشددين.


وقال زعيم قبلي في أبين لـ"المصدر أونلاين" أن وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد وقيادات أمنية يحاولون إشعال الحرب في أبين. وأضاف بعد رفض طارق الفضلي عرض الرئيس أمس كمحافظ وقائد عسكري لأبين جاء ناصر بعروض للقبائل بأن تدخل زنجبار وتكون هي السلطة والدولة والعمل على احتواء المسلحين.
وشارك الاجتماع قبائل آل بليل وآل الفضل والعواذل والمياسرة وآل كازم والحسنة.


وقال محللون سياسيون أن تحرك وظهور القاعدة في اليمن، في مثل هذا التوقيت، يثير الريبة. من حيث أن ذلك يخدم مصلحة معينة الهدف منه هو خلط الأوراق وتوجيه رسالة معينة إلى الغرب بشكل خاص تعزز الإشاعة التي دأب النظام على تكرارها مراراً من أن المستفيد الأكبر من انتقال السلطة في اليمن من شأنه أن يساعد على نمو وازدهار الجماعات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم القاعدة .


وكانت قيادات في الجيش مؤيدة للثورة الشعبية السلمية أصدرت اليوم الأحد بياناً رقم "1" اتهمت خلاله الرئيس صالح بتسليم محافظة أبين لجماعات مسلحة. واتهم البيان الذي تلاه وزير الدفاع السابق اللواء عبدالله علي عليوه، الرئيس صالح بمحاولة تمزيق المؤسسة العسكرية وإخلاء المعسكرات وتسليمها إلى المسلحين والبلطجية. ودعا كافة أفراد القوات المسلحة للانضمام إلى الثورة الشعبية السلمية، وإلى تفويت الفرصة، ومقاومة الإرهابيين في أبين.


ووقع على البيان إلى جانب عليوه، اللواء الركن علي محسن صالح قائد المنطقة الشمالية الغربية، واللواء الركن حسين محمد عرب وزير الداخلية الأسبق، واللواء الركن الظاهري الشدادي أركان المنطقة الشمالية الغربية، واللواء الركن محمد علي محسن قائد المنطقة العسكرية الشرقية، واللواء عبدالملك السياني وزير الدفاع الأسبق، واللواء الركن صالح علي الضنين مستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة، واللواء الركن سيف محسن الضالعي قائد المنطقة العسكرية المركزية، واللواء الركن محمد علي المقدشي قائد المنطقة العسكرية الوسطى. غير أن وكالة الأنباء الحكومية بثت تصريحات عن لسان الأخير (المقدشي) نفى خلالها توقيعه على البيان. ولم يتسن التأكد من صحة هذا النفي.

المصدر : المصدر اون لاين

Total time: 0.0423