وأصدر الجنرال جون تولان اعتذارا رسميا نيابة عن قائد قوات الناتو الجنرال ديفد بترايوس والجنرال ديفد رودريغز عن مقتل تسعة مدنيين في هجوم حلف الناتو يوم السبت.
وقال تولان إن غارة جوية شنت بعد هجوم لمسلحين على دورية تابعة للناتو في منطقة قتل فيها جندي من مشاة البحرية الأميركية.
وأضاف أن خمسة مسلحين سيطروا على مجمع واشتبكوا مع قوات التحالف، وهو الأمر الذي استدعى شن غارة جوية لمواجهة تهديد المسلحين.
وأشار إلى أنهم اكتشفوا لسوء الحظ في وقت لاحق أن المجمع الذي سيطر عليه المسلحون هو منزل به مدنيون أبرياء.
جاء ذلك بعد ساعات من إصدار الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بيانا حذر فيه قوات الناتو من عواقب الاستمرار في استهداف المدنيين بعد غارة مديرية نو زاد بولاية هلمند. ووصف البيان عمليات الحلف بأنها عشوائية وغير ضرورية تقتل الأبرياء كل يوم، وتدل على عدم مبالاة واهتمام.
وكان حاكم هلمند قد أعلن أن 12 طفلا وامرأتين قتلوا في الغارة التي شنتها قوات الناتو على منزلين بمديرية نو زاد في وقت متأخر من أول أمس، مشيرا إلى إصابة ستة مدنيين آخرين بينهم ثلاثة أطفال.
وأظهرت صور بثتها وكالة رويترز أقارب الضحايا وهم يحملون الجثث ملفوفة في أغطية تغطيها الدماء.
وقال نور أغا الذي قتل أبناؤه في الهجوم "قصِف منزلي منتصف الليل وقتل أبنائي.. طالبان كانت بعيدة عن المكان.. لماذا قصفوا المنزل؟".
جاء ذلك بعد ساعات من عملية تبنتها حركة طالبان قُتلت فيها شخصيات أمنية وسياسية بارزة في الشمال الأفغاني.
وتأتي الغارة في وقت تزايدت فيه المشاعر المناهضة للغرب بأفغانستان، وبعد أيام من مظاهرات عنيفة قتل خلالها 12 شخصا احتجاجا على مداهمة ليلية نفذتها قوات من الناتو أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص بينهم امرأتان.
وتثير الهجمات التي يقتل فيها مدنيون غضب الأفغان، وتعد مصدر توتر رئيسيا بين كرزاي والقوى الداعمة له في الغرب، وتعقد من جهود كسب المواطنين الأفغان إلى جانب الحرب على ما يسمى الإرهاب.