أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

سياسة المناورة والتسويف من قبل النظام ..

- جاد نصر شاجرة

نهض الشارع العربي مستلهما ثورات من واقع مجحف ومثقّل بالأوجاع والتنكيل والظلم والجور وعواقب الامور ..

وما ان فاق هذا الشارع ايقاع النصر لثورتي تونس ومصر حتى تعاظمت هذه الثورات وتمددت مساحاتها لتشمل غالبية الدول العربية وكان وطننا الحبيب من ضمن هذا الشارع الملهم فقد سطّر شباب الثورة بروعة ابتكاراتهم السلمية وبنقل هذا الثورة بمفهومها الثوري والمدني في آن واحد ، فيها ثورة مستلهمة من خصوصية هذا الشعب اليمني فتمكنت بان تقلب وتقلق مضاجع النظام ومابرحت بأن تحدد اهدافها حتى تحققت واتسعت ساحات مناصيرها ومن كل فئات الشعب اليمني ..

ومن هنا بداء النظام في استدراج هذه الثورة تارة بانزال مبادرات متتالية قوبلت بالرفض السريع وفي تصعيد المطالب حتى وصلت الى رحيل النظام وتقديمه واركانه الى المحاكمة وخاصة بعد مجزرة يوم (جمعة الصمود) ومن حينها والشارع اليمني يغلي بين مؤيد ومناصر للثورة وبين مؤيد للنظام فكانت القسمة على اثنين كانت مساحتها في العاصمة صنعاء شارع التغيير وشارع السبعين ..

وهنا ونتيجة الى التأييد المتصاعد لثورة الشباب ونتيجة لارتماء المعارضة باركانها السياسية والشبابية فقد انفردت قيادة اللقاء المشترك في بدء الحوار مع النظام وهذا ماكان يسعى اليه النظام بتحوير الثورة من ثورة تغيير من شباب الامة الى ازمة بين اقطاب النظام والمعارضة وهذا ما تمكن النظام بتسويقه ليس على المستوى المحلي ولكن على المستوى الاقليمي والدولي ومن هنا كان للنظام ما اراد من ايجاد مساحة للمراوغة والتسويف من خلال تدخل دول مجلس التعاون وبلورة مبادرات كل مبادرة كان لها من نصيب الانقلاب ما يفشلها من قبل النظام ..

وما ان تفشل المبادرة الاولى حتى تفشل المبادرة التي يليها نتيجة لمراوغة واستغلال النظام لدول الخليج العربي وتهويل الموضوع بان اليمن سوف تتحول الى غابة من الوحوش تفتك بنفسها وبالدول المجاورة لها وليس هذا فحسب ولكن مصدر للارهاب للعالم ..

وهنا تدخلت امريكا واوروبا وكل هذه التدخلات ليس لانجاح المبادرة بقدرما هى التفاف على ثورة الشباب وتحويلها كما اسلفت الى ازمة بين القطبين المنافسين لحكم البلاد وفي نفس الوقت لاطالة امد بقاء الثورة حبيسة نفسها في ميادين وساحات الاعتصامات والمظاهرات وهى كذلك وان توسعت في العدد الجماهيري وفي المساحة بالامتار وليس في التأثير والضغط وخنق النظام وخاصة بانه كان بين قوسين او ادنى من ذلك بالانحسار والاستسلام ..

كانت المبادرة الخليجية من اول وهله نعرف بانها مجرد ورقة لاطالة امد النظام وسحب ثورة الشباب وخاصة بعد تغيير مضمون المبادرة  في وساطة عرفت مسبقا هدفها وغايتها وهو انقاذ النظام بقدر الامكان ..

وفي كل مرة يصل الامر الى الانفراج وتسليم السلطة كما ورد في هذه المبادرة الوحيدة لانقاذ النظام وتحقيق الجزء البسيط من اهداف الثورة وفي خدها الادنى ولكنها ونتيجة لاصرار الشباب بالاستمرار في التصعيد والتفاعل والرفض كانت الامل او اللبنة التي من خلالها انطلاق الثورة باهدافها الى منتهاها..

ولكن ماذا حصل لقد انزنق علي عبدالله صالح واصبح في زاوية ضيقة ومناورته لم تعد تنفع خاصة وان المبادرة قد تعدلت وتم نسخها وتبديلها بما كان يطالب به وتلبي حمايته وعدم ملاحقته..

 

لهذا فقد انقلب على الثورة وعلى اللقاء المشترك وعلى الشعب وعلى دول الجوار وامريكا واوروبا وها هو الان ينقلب على ذاته من خلال جر اليمن وشعبه الى نفق مظلم لايعلم احدا نهايته ولا بصيص من نوره..

 

ونتيجة لهذا السياسة والمراوغة المستميته من خلالها استدرج الجميع وحول الثورة من ثوريتها السلمية والمنظمة والشريفة والنزيهة الى ازمة بين قطبي السياسة اليمنية نظام ومعارضة ومن ازمة بين هذين القطبين الى تدخل اقليمي ومنها الى تدخل دولي كوساطة وفي الاخير ها هو ينقلب على الجميع ويحولها ازمة قبلية بين نظام وبين اولاد الشيخ المرحوم انشاءالله /عبدالله بن حسين الاحمر..

 

والذين لا يقلون فسادا وطغيانا عن النظام فهم من تربوا في حظن النظام واكلوا من خيراته وعملوا امبراطوريتهم دولة الحصبة العظمى ووقاموا بافساد كل شئ جميل في تلك االمنطقة

وهذا وهم دعاة التغيير اي خير قد نلاقيه منهم وقريتهم لا يوجد بها اي اثر لمشاريع قد تساهم في حل بعض مشاكل تلك القرية !!

 

فهل يتوقف المسلسل عند هذا الحد ام اننا سنرى من النظام اياما صعبة وايضا اطالة في تأزيم الوضع والذي يؤدي الى النهاية الغير سعيدة وكما بدانا نراها اليوم ..

 

الزياني قادم الى صنعاء وهذه فرصة النظام وفرصتنا جميعا في ان تكون هذه الزيارة الفرج وان نحّكم عقولنا ويعرف النظام والمعارضة وعلي محسن واولاد الاحمر ان على الجميع دعمها وان نواصل في العمل السلمي الى النهاية وكفى اليمن شر ما يحصل وما سيحصل مستقبلا بان يتحّول اليمن الى ساحة حرب اهلية وتدخل دولي خاصة ونحن نسمع اليوم بان امريكا وبعض الدول العربية والاوروبية سوف يقدموا الملف اليمني الى مجلس الامن وهنا مربط الفرس الذي لايمكن التوقع بنهايتها ونتائجها

Total time: 0.0463