اخبار الساعة - محاسن الحمصي
الأبيض بعد ان كان قد اصبح أسود أسود ، كتبت مقالة حماسية (لاتمت بصلة الى حركة حماس الإرهابية..! ) تغزلتُ ( بالفارس الأسمر على حصان أبيض) على أساس التفاؤل بمقدمه الكريم بعد خراب وجحيم ..!
قلت (خيي) هذا الأوباما (منا وفينا ) جذوره إفريقية سوداء قلوبها بيضاء وعانى مع أجداده التمييز العنصري من رق واستعباد وتشريد في البلاد . والده (حسين )إذا حتما و لابد يقرأ ماتيسر من سورة الفاتحة ، ( والجدة) الطيبة تسرد له كل ليلة من قصص الأنبياء مايطمئن له قلبه ويقربه من ديننا الحنيفا ويكون معنا لطيفا ..!
وسبحان من بدل قروده بغزلان ، يملك الجاذبية والوسامة ، صوت رخيم في الخطابة ، متمكن من المحاورة ومقنع في المداورة ، ان أطل عبر الفضائيات لا تملّ من طلعته البهية وحيويته وإبتسامته ولا تضطر لتغيير القناة ، يبحث عن السلام ، يحارب اللئام ، ويصلح ماافسده الأب (بوش) والإبن المدلل (جونير ) .
تحدث ووعد ،قال وجال ،ومضى العام الأول من حكمه الميمون وهو أحسن مايكون في سياسة حكيمة ترضي القاصي والداني ، حرك القضية ، وشرب القهوة العربية ، في العام الثاني نزلت عليه المصائب وهلت عليه النوائب من كل جانب ، حلق وطار ولم يفقد رشده مع إنهيار البورصة والدولار ، وقف صامدا أمام أزمة الإعصار ، ناقلة النفط ملوثة البحار ومحاربة الإرهاب في الديار ، استقبل وثائق ويكليكس ،ومسحها ( بمحارم الكلينيكس ) تعامل معها بروح رياضية وووضع جوليان آسانج في إقامة جبرية بعد تهمة نارية ..!
الى هنا ونحن ننام في العسل ونبجل البطل ، نحتمي في حماه ، ونشتري رضاه ونعتمد على الوعود ، ونبرم معه العقود ، والمشرد الى بلاده سيعود ..!
في العام الثالث ملّ من الأقنعة ، خلع رداء الوداعة ،كشر عن أنيابه ، وشمر عن ساعديه
وبدأ مشوار الديمقراطية بين الشعوب البدائية ، ذاب الثلج وبان المرج .
اكتشفت ان اوباما لا يحفظ من العشق الا كلمة ( أوحشتني) ، لم يطّلع الا على خطبة الحجاج الشهيرة "والله اني لأرى رؤوسا قد اينعت وحان قطافها واني لصاحبها "
وانه حين ضرب رأسه في (حائط المبكى ) ووضع أحلامه وآماله على ورقه ودسها في الجدار ، من شدة الضربة إختلطت وتناثرت وتطايرت أفكاره ومفاهيمه وبرنامجه الإنتخابي ..!
غواتينامو مازال مكانك راوح ، جنوده تسرح وتمرح في العراق رغم تقليص العدد ، ضرباته العسكرية على باكستان وافغانستان مستمره، قتل الأبرياء بغارات جوية غالبا ما تخطيء أهدافها او هكذا تبرر مع إعتذار بكلمة رقيقة عن نيران صديقة وحليفة .
ثم جاء "رامبو" وفريق"سكواد" ليداهم بيت عدو امريكا اللدود أسامة بن لادن ، زعيم القاعدة الشهير يقضي عليه في الظلام ويلقيه لقمة شهية لأسماك بحر العرب بعد الصلاة عليه حسب الشريعة الإسلامية ، لا القي القبض عليه ، ولا وضُع في سجن ، القتل خير الامور ، وإعلان إنتهاء عهد الإرهاب قالها اوباما في حبور ، وفرحة البعض كتمت في الصدور تحسبا من شعوب
تثور . تخلى عن الحلفاء بعد إنتهاء الأدوار أيد التغيير والثوار ولون زهر الربيع .
دخل على خط الحرية ودعم الديمقراطية ، لكن حبه الأول والأخير لإسرائيل أصابه بالضعف والإستسلام وتحقيق رغبات الحبيبة يحتاج الى التضحيات ورضاها يتطلب تنازلات عن قطع من الأراضي ليكون النتن ..ياهو راضي ، وضع العراقيل والعقدة في المنشار،حين تمت مصالحة الإخوة الأعداء ..!
ومد البساط الاحمر لنيل الاصوات في الانتخابات وأصبح ممثلا ونجما ساطعا في زيارته الاوروبية وهو يأكل اللحمة المشوية ، ويعدد مناقب أجداده في آيرلندا ويعرج على بولندا ليضمن (عزوة ) الأصدقاء إن تخلى عنه الحلفاء .
إستطلاع الراي الامريكاني أشار الى إرتفاع شعبية اوباما البطل وكفة حسناته في الميزان
بلغت 56% وهذه النسبة اعطته الأمل في دورة رئاسية جديدة يكمل بها المشوار ويجلس على كرسي دوار .
ترى كم يحتاج اوباما من قطف رؤوس أينعت تقتل و تتدحرج في ليبيا ، سوريا ، اليمن ، السودان ، وفي بلاد العربان وكم طفل شهيد سيشيع ليبكي قلبه كما بكى على شعب اسرائيل الخائف من تهديد العرب والجوار ،وكم وصلة شعر(كشعرة معاوية ) يحتاج ليربط الحُكام يشدهم ويرخيهم حسب الرغبة والطلب ويوزع عليهم الأدوار كل حسب الأهمية والأولوية وكم من الوقت يراقب و يستعرض ما يجري في الوطن العربي دون التدخل الا بقرار هنا ومساعدة هناك ولسان حاله يقول (فخار يكسر بعضه ) وهو الزعيم المُنصّب ليقود العالم بعصاه والويل لمن عصاه ، وكم وجه سيتبدل ، وكم خارطة جديدة ستظهر لتصل نسبة شعبيتة الى 9،99% اسوة بانتخاباتنا ومن سيكون القربان على مائدة اللوبي الصهيوني .. ؟
مابين ثعلب اليمن ، زنقة القذافي ، الشبيحة ، البلطجية ، طائفية العراق ، ثورات الربيع والصيف الحار هل تخرج أصوات
تهتف وتنادي اوباما .. يا سيد اوباما المدلل .. متى عن بلادنا تكف اليد و ترحل ؟
كاتبة من الأردن
Mahassen_h@yahoo.com