أخبار الساعة » دراسات ومتابعات » دراسات وتقارير

لم يرن هاتفها المحمول مرة اخرى !!!

- طاهر اللهبي - امريكا

رن تلفونها السيار ..  متراقصا بنغمات رومنسية هادئـة .. 

ولانها " هـي "  الزوجة بعيدةً عنة  .. منهكة في تحضير الطعام لدرء جوع اطفالها..

امسك "هـو" الزوج موبايلها  ليتولى عنها المهمة وليرد علـى المتصل..

فجاة اغلق المتحدث الخط  ...  بعدما سمع صوتا خشنا غير الذي اعتاد عليه.. 

صمت الزوج هنيهات منتظرا لعل شيء يستجد .... لم يرن الجوال مرة اخرى ..

  تململ الرجل يمنيا و شمالا .... نفذت دقائق الانتظار ..

بدأت علامات الشك تعشش في مخيلة الرجل ..  تزاحم كم هائل من الافكار والوساوس في راسة..

استقرت واحدة من تلك الافكار المبعثرة ....  ربما كان المتصل رجل مثله "هو" ... ولكنة لا يريد التحدث الا معها  " هي ".

   * * * 

... (هـو) و(هـي ) المراة و زوجها وحديثهما الذي اعتدنا علية، لابد ان يتخللة شئ من الخلاف في اغلب جوانب الحياة اليومية ، وبديهي ان تشتد حدته ويصل الى اقصى ذروتة عند الشك وسوء الظن لان الشك بطبيعته يؤدي إلى قتل المودة واختناق العاطفة وتدمير الرحمة.

     ... قد يقدم الزوج على التكهن و المساس في الثقته التي منحها زوجته ، والتى تعد بمثابة العمود الفقري في العش الزوجي الناجح ...  يسلك الزوج اساليب عدة في مسئلة الريبة و قتل اليقين وخاصة في كيفية التعاطي عند استخدام التلفون الجوال.

... ان المتابع لحياتنا اليومية يدرك انها اصبحت بين فكي الاعصار التكنولوجي ، تغزو و تقتحم بيوتنا بدون ادنى مقاومة منا ، اخذت تسيطر على مكامن الوقت والجهد والمال لما احدثتة من نقلة نوعية في شتى جوانب الحياة ، من موبـايـل وانترنت وستلايت وغيرهما .

... ان استخدام الادوات التكنولوجية الحديثة لاسيما ذات الطابع الخاص باتت اليوم من الضروريـات ، اذ لا احد يستطيع ان يتصور نفسه و وقته  يمر بدون ان يحمل التلفون السيار    ولو ليوم واحد ، و لاشي يمانع في ذلك اطلاقـا وخاصة لمستخدميه من الجنس الـذكـوري ، اذ تقتصر المشكلة هنا على االجنس الاخــر( النسوي)  في مجتمع تلبسه عادات وتقاليد اجماعية تـوراثها الابـاء عن الاجداد ، اذ قـد يمانع البعض في استخدامة من قبل الجنس الانثوي على حد سواء ، فيما الاغلبية قد سمحت بالاستفادة من مزاياة لاسيما الازواج ، فقد يفاجئ زوجتة باهدائها اياه وقد يقدمه لها بمناسبة او بدون مناسبة ليفتح لها باب الحرية في استخدام هذا الجهاز والذي لربما سيظل مقفلا  لسنوات قادمة .

* * *  

... يفرض الزوج طوقا من الرقابة غير المتناهية كالتفتيش والتلصص والتجسس والاطلاع  والتصفح على الصور والتسجيلات والعبث في محتويات الهاتف والتمعن في سجل المكالمات مع     تحديد اوقاتها ومدتها .. الخ والاقدام على مثل هذا التصرف من قبل الزوج ازاء زوجته ، يعد مفتاح للخلاف وباب من ابواب التناحر والشجار، يوصل الطرفين الي حرب ضروس ، نيرانها تلسع العائلة باكملها، لاسيما انها تتعلق بامور حساسة فيما يخص الزوجة في مسألة التشكيك بالشرف والتهجم على حرمة النزاهة الاخلاقية.  

... جهاز كهذا " الموبايل " لابد ان  يخترق كل الحواجز ويصل الى جميع ايادي مستخدميه بمتنهى  السرعة و السهولة كامر واقع في حياتنا ، وما تحويه من مشاغل واتعاب جعلت الموبايل من اهم الضروريات ، الكل يحمله والاكثرية منهم قد يحمل موبايلين او ثلاثة في ان واحد ،  فقد دخل الموبايل المحيط الاسري واصبح بمتناول الازواج لما له من فوائد جمة لعل ابرزها التواصل .

... فمن المعروف اننا في مجتمع  كباقي المجتمعات الذي يتخلله الغث من بعض البشر الذين يمتهنون عمل المعاكسات، اذ يعتبرون المراة وتلفونها السيار ما هي الا مجرد صوت للتسلية والملهى  واهدار للوقت .. الخ .. نظرة قاصرة من اعين لا ترى الا السواد ، بها تقاس المراة من زاوية ضيقة جدا..نظرة تخالف الدين والعرف والشرع.

  بهذا سؤال يطرح نفسة و يظل ممتد ولفترة طويلة هل يحق للزوج ان يفتش مقتنيات زوجته الالكترونية مثل الموبايل!!! ليطلع على الارقام المخزنة في هاتفها وعلىى سجلات المكالمات والرسائل والتسجيلات الصوتية والمرئية والصور وغيرهما.. فريق يؤيد ذلك والاخر يرفضة ويقاومة وخاصة الفتيات.

 

* * *

{ ان التهجم وتفتيش الموبايل يعد انتهاك صارخ لكرامة وحرية وكيان الزوجة}

{ الاطلاع على محتويات الموبايل يعد تجسس على ارقام هواتف زميلات لها ، تصرف ترفضه و لا تحبذه الزوجة اطلاقا}

 {تشعر الزوجة اذا ما فتش موبايلها بمشاعر سيئة ، لاسيما الشعور بفقدان الثقة الذي يعد نقطة البداية في جر العلاقة الزوجية الى بحور الشك ، لتفضي  نحو الانفصال والطلاق}

{ تدرك الزوجة ان شريكها مصاب بمرض الشك والوسواس والتطفل }

 { ترفض الزوجة هذا السلوك لانة يفتح باب سوء الظن ، مما يجعل المرء يتبع أوهامه، ويُعزّز من شكوكه، ويلغي الثقة التي هي ركيزة الحياة الزوجية}

* * *

بهذا ينهي مبرراته الطرف الاول ويبدا الثاني بسرد الاسباب التى تستدعي عمل مثل هذا :

{ النساء ناقصات عقل ودين وقد تقع في وحل هذا المستنقع ،لذا من الواجب على الزوج المراقبة ومتابعة كل محتويات الموبايل اول باول،  قبل ان يقع الفاس في الراس }

{ طالما انه لا يوجد ما تخفية المراة ، وهي واثقة من تصرفاتها فلا داعي لتهويل الموضوع ، وترك الزوج يطمئن بنفسة وليظفئ الشك باليقين دون ادنى ممانعة منها }

{ من  الطبيعي ان تشهد الحياة الزوجية مثل هذا التصرفات ، كشعور ناتج عن غيرة الرجل و نوع من الحب والخوف معا على مجرى حياتهما الزوجية }

 

* * * *

... تبقى الثقة هي الفيصل في هذا الموضوع الشائك ، فلا بد من وجود نوع من التفاهم ،الذي يخلق جوا مليء بالدفء والحنان ، ليطغى على كل مشاعر الشك والريبة ويقضي على احساس الزوجة وانهاء معاناتها اثناء شعورها بالتحقيق والمسائلة في قضية جهاز صغير بحجم اليد اسمة الموبايل.

... ويظل الاتفاق والتوافق ضروري ليتقاسم الجميع المسؤوليات بينهما في بعض الأمور التي لا تخلّ بالشرع والقوامة، مثل الأسئلة للاطمئنان وتصحيح الزلل وإزالة الشكوك العالقة في الخواطر.

... ان الحياة لا تكتمل الاعند وجود تقارب وتواد، والابتعادعن العناد وعن تبادل الاتهامات ، بهذا نستطيع ان ندفن الشك و الوساوس ونهيئ محيط اسري يحتضن اطفال نحن مسئولين عن تربيتهم ، بعيدا عن اي صرعات قد تعكر صفوا حياتهم البريئة.

 

... لذا الاجدر بكلينا ان يسخر مجهوده من اجل  اكمال المشروع الواعد مشروع الاسرة التى تعد نواة المجتمع و ركيزته الأساسية في شتى مجالات الحياة ، وهذا بالطبع لا يتحقق الا اذا زرع الحب والوئام المصبوغ بالثقة المتبادلة بين ركني العائلة الاساسيين (الزوج والزوجة).

... من باب الحرص على توثيق العلاقة يتطلب من الزوج السعي على تأسيس المداميك الاسرية وعدم الاجترار وراء هذة الانزلاقات التى لا تجلب الا تكدير صفو العلاقة الزوجية وفتح ملفات للخلافات التى ربما يستحيل اغلاقها


... ايضا يجب ان تتحلى الزوجة بالصبر والحلم وسعة الصدر وان تتقبل ما يصدر من زوجها وان تتفهم ان هذا ما هو الا شي من الحب و الغيرة و الخوف على العش الزوجي الذي يحس الرجل انة المسؤل الاول عنه و اتعاظاً لأحداث ربما سمع بها او قرأ عنا .....  وبهذا يكونا  قد أغلقا بوابة الشك الاسري.... إلى الأبد ..

تعليقات الزوار
1)
سندباد النهار -   بتاريخ: 28-05-2010    
الله يكفينا شر الرجال وافكارهم وظنونهم
مشكور على الطرح والاعتراف
ولكن ياترى من فضوله وشكوكه اكثر للتفتيش في اغراض او مايسمى خصوصيات الطرف الاخر
الانثى ام الرجل كنت اتمنى ان تطرح دوافع الانثى لمن تفتش

Total time: 0.0756