اخبار الساعة - الراي الكويتية
كشف تقرير حديث، الاثنين، عن رحلة الحزام الناسف الذي استخدمه شاب سعودي موالي للدولة الإسلامية المعروفة باسم “داعش” في تفجير مسجد الصادق بالعاصمة الكويت الجمعة قبل الماضية وتسبب في مقتل 27 شخصاً وإصابة أكثر من 200 آخرين.
وقال التقرير الذي نشرته صحيفة “الراي” الكويتية، وثيقة الصلة بوزارة الداخلية، إن عبد الرحمن صباح، سائق السيارة التي أقلت منفذ التفجير، السعودي فهد القباع، كان على اتصال مع تنظيم “داعش” عن طريق برنامج إلكتروني قبل أربعة أيام من الحادثة.
وأضاف التقرير الذي ينقل معلوماته عن مصادر أمنية، أن “داعش” أبلغ عبدالرحمن بأن يذهب إلى منطقة الزور، حيث من المقرر وصول شخصين عن طريق منفذ النويصيب الحدودي، مهمتهما الالتقاء به وتسليمه براد سفري (آيس بوكس) يحتوي على الحزام الناسف، وتدريبه على عملية التفجير وإبلاغه أن المسجد مرصود من قبلهم ولا داعي لأي توجس أو خوف.
وقالت المصادر إن المتواصلين مع عبدالرحمن من “داعش” أُحيطوا علماً بأنه استعار السيارة من المتهم جراح نمر، لأنه لايملك سيارة، وعلى ذلك تم وضع “الآيس بوكس” الحاوي للحزام الناسف في السيارة قبل أربعة أيام على التفجير.
وفي يوم الخميس السابق ليوم التفجير، تواصل عبدالرحمن مع “داعش” عبر البرنامج الإلكتروني، فأبلغوه بأن شخصاً سينتظره في أحد فنادق محافظة الفروانية في السابعة من صباح يوم الجمعة المحدد لتنفيذ العملية، وأنه سيتعرف عليه من ارتدائه غترة حمراء ودشداشة لونها بني فاتح.
وبالفعل التقى معه صبيحة الجمعة وأركبه معه السيارة وتعارفا في لقائهما الأول، ومن ثم ذهبا إلى منزل عبدالرحمن ومنه إلى جمعية الصليبية، واشتريا أمواساً للحلاقة قبل أن يعودا أدراجهما إلى منزل عبدالرحمن، وأنزلا الحزام الناسف من السيارة إلى البيت، ونزع فهد القباع دشداشته والغترة الحمراء، وتحزّم بالحزام الناسف، ولبس دشداشة فضفاضة لكي لا يظهر الحزام من تحت ملابسه أو يثير الشكوك، ومن ثم ارتدى غترة بيضاء وعقالاً أحضرهما له عبدالرحمن.
وأشارت المصادر إلى أن عبدالرحمن وفهد ذهبا بعد أن أعد الأخير نفسه للتفجير إلى مسجد الإمام الصادق، حيث الهدف، وأبلغ عبدالرحمن، منفذ التفجير القباع، بأنه على دراية وخبرة بكيفية كبس زر الحزام الناسف، وأحاطه بالخطوات التي تدرب عليها وتلقاها من “داعش” وقال له بالحرف “إن شاء الله أنت من أهل الجنة”.
وأوضحت المصادر أن سيارة الجانيين وقفت بهما على بعد 150 متراً تقريباً من المسجد، حيث ترجل منها القباع متوجهاً إلى المسجد، حيث لم يشعر به رجال الأمن، ودخل المسجد وحصل الانفجار وتمت المهمة، فهرب عبدالرحمن الى منطقة الصليبية، حيث أبلغ من يتواصل معه من قيادة “داعش” بأن العملية تمت بنجاح.
وكان عبدالرحمن خائفاً جداً بعد تنفيذ العملية، وأبلغ أخاه أنه ستكون هناك عمليات قمع ومداهمات للأشخاص المتدينين، طالباً منه أن يساعده على تخفيه، لا سيما وأن لدى شقيقه شقة في منطقة السالمية، وبالفعل نقله أخوه إلى هناك بسيارته، حيث ترك السيارة التي نقل بها منفذ التفجير، متوقفة في منطقة الصليبية، وتحتوي على ملابس فهد القباع التي أتى بها إلى البلاد قبل أن يستبدلها إضافة إلى “الآيس بوكس” الذي احتوى الحزام الناسف.
وبات عبدالرحمن ليلته في السالمية، مع أخيه وأصحاب أخيه وعددهم أربعة، وفي اليوم التالي ذهب إلى منطقة الرقة حيث كان يستأجر جزءاً من منزل المتهم فهد شخير، ولديه زوجة هناك، وعند دخوله المنزل أطبق عليه رجال أمن الدولة هو وزوجته واقتادوهما إلى التحقيق، حيث اعترف بالواقعة تفصيلاً، وكشف عن تورط مالك السيارة جراح نمر، وكذلك فهد شخير وعلاقتهما بتنظيم “داعش”.