تشهد عدد من المدن اليمنية نقصا حادا في المواد الطبية بسبب الأوضاع غير المستقرة التي تشهدها البلاد منذ أشهر.
فقد تزايدت معاناة المرضى في اليمن بانعدام أو بنقص الأدوية الأساسية من معظم الصيدليات والمراكز الطبية، واشتكى عدد من المرضى من اختفاء أو انعدام الأدوية من معظم الصيدليات في عدد من محافظات البلاد.
وقال مسئول في وزارة الصحة العامة والسكان باليمن لوكالة أنباء شينخوا إن التموين الطبي تأثر كثيرا بالأحداث التي تشهدها الساحة اليمنية وعدم استقرار الأوضاع.
وحسب المسؤول فان إجراءات حثيثة تقوم بها وزارة الصحة العامة والسكان في اليمن لتلافي العجز في المواد الطبية ولتغطية كافة الاحتياجات للمواطنين.
وأوضح المسئول الحكومي أن مخزون اليمن من الأدوية كبير ولكن هناك عمليات احتكار تتم من قبل بعض الموردين وشركات التوزيع وهو الأمر الذي ربما يعد كذلك من الأسباب القائمة في أزمة النقص الموجود.
ويؤكد أحد رجال الأعمال في قطاع الأدوية محمد . ش أن المشكلة الحقيقة الان تتمثل في عملية استيراد للأدوية، مشيرا إلى أن عملية النقل أصيبت بالشلل والنقل توقف من السعودية ودول مجاورة أخرى كما أن التأمين على النقل ارتفع إلى اليمن وهذا يعد ضمن أهم المشكلات التي تواجهنا.
ويقول الدكتور الصيدلي فتحي منصور إن الأزمة التي تمر بها اليمن حاليا أثرت بشكل مباشر على قطاع الأدوية في البلاد، مشيرا إلى أن خسائر كبيرة يتكبدها أصحاب الصيدليات، موضحا أن عددا من أصحاب الصيدليات اضطر إلى الإغلاق بسب قلة الأدوية المتوفرة.
وأكد أن المشكلة أيضا تكمن في ان بعض الموردين توقف عن استيراد الأدوية بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الريال اليمني بشكل كبير.
واشتكت مريم صالح والتي تعانى من مرض السرطان من انعدام الأدوية .. وفي حال وتم الحصول على العلاج فانه يباع بأسعار خيالية.
صالح عبد القادر 46 سنة يعاني من مرض السكري يقول " لم أجد العلاج في أغلب الصيدليات التي كانت تعطينا العلاج مجانا في مركز المحافظة بمأرب شرق اليمن ولذلك اضطررت للسفر إلى صنعاء لأخذ العلاج اللازم ".
وتقول رنا نجيب 27 سنة استخدم حاليا علاج بعد زراعة كلى، وأتمنى إن لا يختفي العلاج نهائيا لأننا في اغلب الأوقات ننتظر حتى نجد العلاج ونخاف أن تتسبب الأزمة الحالية في الانعدام النهائي للأدوية من السوق.
من جانبه، يؤكد الدكتور أحمد الويس المسئول في شركة الجزيرة للأدوية أن الأزمة التي تمر بها اليمن أثرت على شركات الأدوية بشكل مباشر، فمنها من أوقف العمل لأجل غير مسمى ومنهم من اضطر إلى توقيف العمل بسبب ارتفاع سعر الدولار، مشيرا إلى أن شركات الأدوية تكبدت خسائر وصلت إلى 60 % منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام.
ويعاني مواطنون مرضي في المناطق الريفية من عدم مقدرتهم الدخول إلى المدن لتي تشهد موجهات للحصول على مستلزماتهم الطبية .
ويقول معاذ عبدالله من أحد أرياف مدينة تعز جنوب اليمن بأنه يعاني من مرض السل الرئوي ولم يتمكن من الذهاب إلى المدينة لأخذ الجرعة المقررة من قبل الأطباء نظرا للتقطعات القبلية والعسكرية على طول الخط المؤدي للمدينة.
وفي محافظة عدن يشتكي عدد من النازحين جراء المواجهات بين القاعدة والجيش في محافظة ابين من غياب وانعدام المواد الطبية الأساسية وان أمراض بدأت تنتشر في صفوف النازحين، حسب ناشط حقوقي.
وكانت وزارة الصحة العامة والسكان باليمن أرسلت قبل يومين 10 أطنان من الأدوية والمستلزمات الطبية إلى محافظات أبين وعدن ولحج، موضحة أن هذه الأدوية والمستلزمات الطبية أرسلت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية مخصصة لرعاية النازحين والمتضررين من المواجهات بين القوات المسلحة والأمن وعناصر تنظيم القاعدة الإرهابية.
وكان الآلاف من المواطنين قد نزحوا من مدن محافظة أبين إلى كل من مدينة عدن ولحج جنوب اليمن بسبب المعارك الضارية بين قوات الجيش اليمني وعناصر تنظيم القاعدة التي سيطرة في وقت سابق على عاصمة المحافظة مدينة زنجبار وأعلنتها إمارة إسلامية.
ومنذ شباط/ فبراير الماضي، يشهد اليمن موجة احتجاجات غير مسبوقة تطالب بإسقاط النظام، سقط خلالها مئات القتلى والجرحى.