أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

الاشتباكات تزداد عنفا بالقرب من بلدة رئيسية في غرب ليبيا

- صباح الذيباني
تبادلت قوات المعارضة وقوات الزعيم الليبي معمر القذافي نيران المدفعية الثقيلة قرب مدينة زليطن يوم الجمعة فيما حاول معارضون ليبيون التقدم في المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية شرقي العاصمة الليبية.

ووصف فريق لرويترز في الدفنية على مشارف مصراتة -معقل المعارضة في غرب البلاد- المعارضين وهم يطلقون نيران المدفعية وقاذفات صواريخ يصل مداها الى حوالي 20 كيلومترا. وقال معارضون انهم يتطلعون الى دبابات وذخيرة في نعيمة بالقرب من زليطن.

وقال قائد وحدة تابعة للمعارضة يدعى محمد علي لرويترز "كان لدينا استراتيجية للانتهاء من كل شيء اليوم ولكن بعض المقاتلين يعتبرونها لعبة." ومضى يقول بعدما اتخذ مقاتلو المعارضة ساترا من وابل كثيف من قذائف المورتر عند الجبهة الرئيسية في الدفنية "أطلقوا النار حيث كان من المفترض ألا يطلقونها ودمروها."

وكان يمكن أيضا سماع صوت الطائرات الحربية تحلق رغم أنه لم يكن واضحا ما اذا كانت تضرب.

وتبعد زليطن 160 كيلومترا فقط عن طرابلس وهي البلدة الرئيسية التالية باتجاه العاصمة على الطريق الساحلي على البحر المتوسط بعد مصراتة. ومن شأن سيطرة المعارضة عليها أن يمثل انتصارا كبيرا.

وكان اطلاق النار الاشد كثافة في المنطقة منذ الاسبوع الماضي عندما قتل 31 معارضا.

وفي المستشفى الميداني في الدفنية وصلت سيارات اسعاف تحمل خمسة من مقاتلي المعارضة مصابين بجروج خطيرة معظمهم مصابون بشظايا.

وقال المعارضون انهم لن يهاجموا زليطن بسبب الحساسيات القبلية لكنهم يجندون مقاتلين من البلدة وينتظرون أن ينتفض سكانها على القذافي.

واستأنفت طائرات الحلف قصف طرابلس يوم الجمعة وسمع دوي ستة انفجارات الى الجنوب من المدينة.

والضربات التي قلما تقع في النهار والتي استهدفت العاصمة على مدى حوالي نصف ساعة قبل الظهر أطلقت أعمدة من الدخان الكثيف في السماء.

واندلعت المعارضة المسلحة لحكم القذافي قبل أربعة أشهر في مدينة بنغازي بشرق ليبيا في حين بدأ تدخل حلف الاطلسي في ليبيا منذ ما يقرب من 13 أسبوعا وهي مدة أطول مما توقعه كثير من مؤيديه. وبدأت التوترات تظهر داخل الحلف.

وألمح تييري بوركار المتحدث باسم القوات المسلحة الفرنسية أن المعارضة الليبية بدأت تستعد للتقدم صوب طرابلس معقل القذافي.

وقال للصحفيين يوم الخميس "حققت قوات المعارضة على ما يبدو تفوقا على قوات القذافي التي تظهر فقط حجم الاستنزاف التي تتعرض له."

وتابع قائلا ان المعارضين يحققون "تقدما خاصة في الغرب وفي حزام يصنعونه الان حول منطقة طرابلس."

وكان تقدم المعارضة صوب طرابلس بطيئا بينما فشلت هجمات حلف شمال الاطلسي التي بدأت منذ أسابيع والتي شملت قصف مجمع للقذافي وأهداف أخرى في انهاء حكم الزعيم الليبي المستمر منذ 41 عاما.

وتقاتل قوات المعارضة قوات القذافي على جبهتين أخريين احداهما في شرق البلاد حول مدينة البريقة النفطية والاخرى في منطقة الجبل الغربي جنوب غربي طرابلس.

وقال جمعة ابراهيم المتحدث باسم المعارضة في بلدة الزنتان بالجبل الغربي ان القوات الموالية للقذافي تحتشد في الغريان التي تبعد حوالي 120 كيلومترا جنوب غربي طرابلس.

ومضى يقول ان المعارك استمرت اليوم في منطقة قريبة من نالوت بين القوات الموالية للقذافي التي استخدمت صواريخ جراد والدبابات لقصف مواقع المعارضة وبين مقاتلي المعارضة. وأضاف أن الضربات التي وجهها حلف الاطلسي في الثماني والاربعين ساعة الماضية كانت مفيدة للغاية.

وحقق المعارضون مكاسب بطيئة لكنها مهمة في الاسابيع القليلة الماضية في الجبل وقرب مصراتة مما جعل خط الجبهة أقرب الى طرابلس من جهة الشرق والجنوب الغربي.

وقال المعارضون ان هجوما على موقعهم قرب بلدة اجدابيا في ساعة متأخرة يوم الخميس أصاب ما لا يقل عن 16 مقاتلا بجراح فيما قد يكون حادث نيران صديقة سببه غارة جوية لحلف شمال الاطلسي.

وقال الحلف انه يحقق في الحادث.

وقال سيف الاسلام نجل القذافي لصحيفة ايطالية أمس الخميس ان الانتخابات يمكن أن تجرى خلال ثلاثة أشهر وان والده مستعد للتنحي اذا خسرها لكن زعماء المعارضة والولايات المتحدة سارعا الى رفض العرض.

وألقى رئيس الوزراء البغدادي علي المحمودي بالشك فيما يبدو على التنازل المحتمل الذي عرضه سيف الاسلام قائلا للصحفيين ان الزعيم الليبي ليس معنيا بأي استفتاءات.

وقال مبعوث روسي زار طرابلس ان القيادة الليبية أبلغته أن رحيل القذافي "خط أحمر" لا يمكن تجاوزه.

وقال ميخائيل مارجيلوف مبعوث الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الخاص لافريقيا للصحفيين اليوم الجمعة ان المحمودي أبلغه أن ممثلين لحكومة القذافي اجتمعوا مع معارضين في النرويج وألمانيا وفرنسا.

وقال برنار فاليرو المتحدث باسم الخارجية الفرنسية أنه لا يمكنه تأكيد أن محادثات جرت بين ممثلين للمعارضة وممثلين لنظام القذافي في باريس مضيفا أن فرنسا لم تبدأ أي لقاءات.

وكان القذافي قد وصف المعارضين بأنهم "جرذان" وهو يقول ان حملة حلف الاطلسي عمل من اعمال العدوان الاستعماري الذي يستهدف سرقة النفط الليبي.

ورفضت قيادة المعارضة في بنغازي معقل المعارضين في شرق البلاد عرض سيف الاسلام بوصفه مضيعة للوقت.

وقال عبد الحفيظ غوقة المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي لتلفزيون الجزيرة "أقول لسيف الاسلام.. ان الوقت قد تأخر لان الثوار على مشارف طرابلس للانضمام الى ثوارها لاقتلاع رمز الفساد قريبا باذن الله."

كذلك رفض مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية فكرة الانتخابات قائلا "ان الوقت تأخر بعض الشيء على ذلك
المصدر : رويترز

Total time: 0.0398