أسفت أوساط حزبية وسياسية في اليمن من طريقة تعامل نظام الرئيس علي عبد الله صالح مع نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي بعد تقارير عن تعتيم على أخباره في وسائل الإعلام الرسمية.
واعتبرت هذه الأوساط أن عدم السماح له بمزاولة مهامه من دار الرئاسة والتعتيم على أخباره دليل على ممارسة الضغوط عليه حتى لا يشرع في مباحثات نقل السلطة التي سبق الإعلان عنها.
وبحسب الكاتب الصحفي عارف أبو حاتم فإن نجل الرئيس وقائد الحرس الجمهوري أحمد علي عبد الله صالح وأبناء عمومته يتعاملون مع هادي على أنه نائب مشكوك في صلاحياته الدستورية بحجة عدم صدور قرار جمهوري بمواصلة شغله المنصب عقب انتخابات عام 2006 التي فاز فيها صالح بولاية رئاسية جديدة.
خرق الدستور
وقال أبو حاتم للجزيرة نت "إذا كان سكان القصر الجمهوري من أبناء صالح قد منعوا نائب الرئيس من مزاولة مهامه بداخله وأصروا على ذهابه إلى وزارة الدفاع، فمن باب أولى تناول أنشطته في وسائل الإعلام الرسمية".
وعد هذا السلوك دليلا على أن أبناء الرئيس يتعاملون مع منصور على أنه ليس أكثر من موظف لديهم وأداة من أدوات الحكم بينما هم يعتقدون أنهم ملاك الحكم الشرعيين، على حد تعبيره.
واعتبر أن هذا التصرف خرق للدستور اليمني الذي ينص على أن منصور هو المخول القيام بأعمال الرئيس ومن حقه أن يمارس صلاحياته كاملة بما فيها حقه في عزل جميع أقارب الرئيس.
انتقاد للإعلام
من جهته وصف القيادي في أحزاب اللقاء المشترك المعارض سلطان العتواني قضية التعتيم على أخبار نائب الرئيس بـ"العنصرية".
وأوضح للجزيرة نت أن أنشطة وزير الإعلام حسن اللوزي تطغى على أخبار القائم بأعمال رئيس البلاد.
وانتقد دور الأجهزة الإعلامية الرسمية وقال إنها "لا تحترم مسؤوليتها في إطار السلطة التي تمثلها".
وأشار العتواني إلى أن تلك الأجهزة "تتعامل مع هادي بدونية وهو نائب للرئيس فكيف سيكون الحال حينما يرتقي إلى مقام الرئيس؟".
وشدد على ضرورة منح أنشطة هادي نفس الاهتمام الذي كان يحظي به صالح لأنه يقوم مقام الرئيس.
وكانت تقارير صحفية نشرت في صنعاء تحدثت عن قيام وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) وموقعها على الإنترنت إلى جانب القنوات التلفزيونية الرسمية، بالتعتيم على لقاءات نائب الرئيس بالشخصيات الدولية ومشاوراته للخروج باليمن من الأزمة الحالية، واقتصار التغطية على جهوده لتنفيذ النقاط الأربع التي تم الاتفاق عليها بين الحزب الحاكم واللقاء المشترك.
ووفقا للتقارير فإن وكالة سبأ تعمدت التعتيم على اللقاء الذي جرى بين هادي ومساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان الذي خصص للتباحث حول آليات المبادرة الخليجية ونقل السلطة، وسعت إلى تقديم ما جرى على أنه في سياق "الاتصالات والمشاورات بشأن مختلف القضايا".
وبدوره هاجم عضو اللجنة التنفيذية لثورة الشباب السلمية وسيم القرشي من سماهم "بقايا نظام صالح"، ووصفهم بالعصابات التي لا تحترم الدستور.
وقال القرشي للجزيرة نت "من الطبيعي أن يتجاهل هؤلاء أخبار هادي لأنهم لا يعترفون به كقائم بأعمال الرئيس".
الصوفي ينفي
لكن أحمد الصوفي السكرتير الصحفي لصالح نفى تلك الاتهامات وأكد في تصريح مقتضب للجزيرة نت أن "نائب الرئيس يمارس دوره القيادي بكفاءة بالغة".
واعتبر الصوفي أن "كل كوادر حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم واليمنيين هم جنود خلف عبد ربه منصور هادي".