اخبار الساعة - صنعاء
أيها المتحاربون في مدينة تعز ، مهما أخذت الحرب من أنماط وأساليب وخبث الصراع والقتال في مدينة تعز ، فيجب ان لاتنسوا أنكم لاتحاربون عدوكم التاريخي أو عدوكم الخارجي..إنما تحاربون أخوتكم وأبناء وطنكم وعشيرتكم..وهم من دمكم ولحمكم.
لهذا ليس من أخلاق المقاتل اليمني ، ولا شهامة ولا مروءة الرجل اليمتي أن يمنع الطعام والغذاء عن الأبرياء عن الأطفال والنساء والرجال الذين ليس لهم أي علاقة بالحرب والمتحاربين وهؤلاء هم أبناؤكم وبناتكم وأخوانكم وأخواتكم ونساؤكم وأمهاتكم وآباؤكم وأهلكم وأبناء بلدكم مهما اختلفتم معهم.
فارفعوا حصاركم عن مدينة تعز لكي لاتهبط أخلاقكم وتنحدر إلى أدنى مستويات خطر الإنحدار الديني والوطني والإنساني..فحصار الأبرياء ليس من أخلاقنا نحن اليمنيين وليس من مروءاتنا على مدى التأريخ حتى مع أعدائنا التأريخيين.
وحصار الأبرياء ليس رمزاً للقوة أو عنواناً للإنتصار..فثقوا أن حفاظكم على حياة وأرواح هؤلاء الأبرياء هو الترجمة الحقيقية لقدرتكم على الحفاظ على حياة وأرواح الشعب بأكمله ، وحمايتكم لمساكنهم هي ترجمة صادقة لقدرتكم على حماية الوطن ، وتفريطكم بهم هو تأكيد لتفريطكم بالشعب والوطن.
وإن أردتم أن تبحثوا عن مكتسبات سياسية ، فاتخذوا من فن الذكاء والفكر الراقي وسيلةً للبحث عنها بالمحبة والسلام وليس بالقتل والدمار ، فابحثوا عنها ولكن داخل مصلحة الوطن والشعب ، وما عدى ذلك ليس مكسباً بقدرما هو خسران..وازدياد في أرصدة الحقد والكراهية ، فالقتل لايورث إلا الإنتقام ، والإنتقام أبشع دوافع دمار القيم الإنسانية وتشويه العقيدة.
والنصر الحقيقي لن يكون إلا بالذهاب لمفاوضات مباشرة وحكيمة تحقن الدماء والدمار ، وتوقف تزايد أرقام الحقد والكراهية في قلوب الموجوعين..والسياسي الحصيف هو الذي يكبح جماحه ولا يستفزه الغضب ويرعى شعبه ووطنه.
أخيراً...إننا نثق في إستنهاض ضميركم الإنساني وعقيدتكم القتالية المليئة بالرجولة ونبل دينكم الإسلامي التي تمنعكم عن إستمرار حصار للأبرياء..واكسبوا حب المواطن واحترامه لتربحوا المكاسب السياسية الحقيقية ، واتقوا الله في البقية الباقية من أرواح أبناء مدينة تعز ومباني مدينة تعز ومؤسسات مدينة تعز فهم وهي جزءٌ منكم.
فليس من يقطع الطريق هو بطلاً ، إنما من يتقي الله هو البطل.
وسلامي لكم بقدر احترامي.
... جمال شمهان ...
