قال عبد الملك الحوثي زعيم حركة أنصار الله "الحوثيون" خلال كلمة مطولة له بثتها قناة المسيرة بمناسبة العام الهجري الجديد، وبمناسبة الذكرى الـ52 من ثورة 14 أكتوبر.. أن "إسرائيل نقلت صواريخ إلى قاعدة ‏خميس مشيط داخل ‏السعودية".

 

وتابع الحوثي: "النظام السعودي يتعاون مع إسرائيل لإغراق المنطقة في الفتن، ويدعي أنه نظام ديني، بينما هو اليد الأقذر والأسوأ لأمريكا وإسرائيل اللتين تبطشان بها أهل الإسلام".

 

وفي تصريح آخر ، قال الحوثي إن حلفاءه في العراق هم من طردوا الغزو الأمريكي من بلادهم، متوعدا السعودية ودول التحالف بالانكسار والهزيمة على أرض اليمن على غرار الهزيمة الأمريكية.

 

وبكلمات واضحة قال عبد الملك الحوثي: "نحن اليوم معنيون بمواجهة هذا الغزو وقتاله، ومواجهته بكل الوسائل المشروعة، وهذا يعدّ واجبا وجهادا مقدسا".

 

وعاد الحوثي للهجوم مجددا على النظام السعودي، متهما إياه بالتكفيري والجاهلي، وأضاف: "الكثير من المنتمين إلى الإسلام ومنهم السعودية والتكفيريون جنوا على الإسلام وشوهوا صورته، لذا نجد أن النظام السعودي يتمثل في ذروة حالة التشويه والانحراف للإسلام".

 

وتابع: "النظام السعودي يستغل البيت الحرام وفريضة الحج للحصول على أموال طائلة، كما كانت قريش تفعل في الجاهلية، حيث استغلت البيت الحرام في التجارة والثراء".

 

وأكمل: "النظام السعودي يلعب أسوأ دور تخريبي داخل الأمة من ناحية القيم والأخلاق والمبادئ، كما أنه يلعب دورا أساسيا لمصلحة أولئك الذين انحرفوا عن رسالات موسى وعيسى ومحمد".

 

وبطريقة الوعاظ والمؤرخين، تحدث الحوثي بشكل مطول عن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وهجرته إلى المدينة، وعن حالة الاستقرار في الاقتصاد والأمن والسياسة التي كانت في عهد كفار قريش، وغيرها من مواضيع السيرة النبوية.

 

واستذكر الحوثي كيف أن الله عز وجل استبدل بكفار قريش الذين هم من أقارب رسول الله عليه سلم، أشخاصا لا تربطهم به صلة قرابة، مضيفا: "وهنا نستذكر هذه المنقبة التي ينبغي أن يتطلع إليها شعبنا اليمني العظيم كصفحة بيضاء عظيمة في تاريخه، الأنصار الذين هم من أصل يمني من اليمانيين هم حظوا بهذا الشرف، شرف أن يكونوا هم البيئة التي تنصر وتؤوي وتؤيد وتحمل لواء الحق والعدالة وتحمل قيم الإسلام وتستقبل الرسول الذي أراد قومه في مكة قتله وتآمروا عليه".

 

وبعد سرد طويل للأحداث التاريخية، التي تخللها دروسا عن المبادئ والأخلاق والقيم، قال الحوثي: "اليوم في ذكرى الهجرة نتطلع إلى موقف الأنصار شعبا يمنيا، الأنصار ذلك المجتمع المتميز الذي اختلف كثيرا عن مجتمع مكة الأشبه حاليا بالنظام السعودي".

 

وأضاف: "من يريد أن يتخيل المجتمع القرشي في مواجهته للإسلام في خصامه وجحوده وكفرانه وطغيانه وهمجيته وكبره وبطره، فليتخيل الصورة المرتسمة حاليا للنظام السعودي، المجتمع، مجتمع الأنصار، هو الذي اختلف كثيرا عن ذلك المجتمع، فكان مجتمع الإيواء والنصرة، مجتمع الإيثار والعطاء والصبر".

 

ولم يتمكن عبد الملك الحوثي من الابتعاد عن ذكر السعودية في كل فقرة من حديثه، حيث اتهمها عشرات المرات في الكلمة ذاتها بأنها وأمريكا وإسرائيل محور الشر الذي يريد تدمير المنطقة، قائلا إن "بريطانيا هي من زرعت النظام السعودي وجعلته كيانا ينشر الكثير من الآفات والفتن والمشكلات ويلعب أدوارا تخريبية وسط هذه الأمة".

 

وبحسب عبد الملك الحوثي، فإن "الغزو الأجنبي المتمثل بالنظام السعودي والأمريكي يرتكب مجاز قتل جماعي في الأسواق والمساجد والأعراس والمناسبات والمدن والقرى اليمنية".

 

وتابع قائلا: "هذا هو معنى الغزو الأجنبي، هذا هو معنى الاحتلال الذي يعني الاستباحة لدمك، الاستباحة لأرضك، الاستباحة لعرضك، يعني سلبك حريتك، سلبك قرارك، سلبك مستقبلك وحاضرك، هذا هو معنى الاحتلال، يعني استعبادك وإذلالك وقهرك والتحكم بك".

 

وفي اعتراف غير مباشر منه بتدهور قوة جماعته، استنفر الحوثي جميع الشبان المتعاطفين معه للذهاب إلى معسكرات التدريب، وإلى الجبهات".

 

وأضاف: "المهم أن يواصل العلماء والمثقفون والإعلاميون التعبئة الثقافية والإعلامية والمعنوية في كل أوساط هذا الشعب، المهم أن يسعى رجال الأعمال، وأن يستمروا في توفير لقمة واحتياجات هذا الشعب المحاصر".

 

وعن فلسطين قال الحوثي: "لن ننسى مهما كانت ظروفنا قضايانا الكبرى، وفي مقدمتها ما يتعرض له الأقصى الشريف، اليوم للنظام السعودي إسهام أساسي في كل ما تفعله إسرائيل، هو يتحالف مع إسرائيل، ويتعاون معها في إغراق شعوب المنطقة في كثير من المشاكل والفتن".