تعثرت مساعي اللجنة الأمنية المكلفة الإشراف على إزالة المظاهر المسلحة في العاصمة صنعاء، ومعالجة الآثار الناجمة عن تداعيات الاشتباكات المسلحة الأخيرة بين القوات الحكومية الموالية للرئيس علي عبدالله صالح وأتباع الشيخ صادق الأحمر، زعيم حاشد كبرى القبائل اليمنية .
وشهدت مديرية الحصبة، التي تعد الأكبر في العاصمة، تجدداً لافتاً لمظاهر التحفز المسلح سواء في أوساط أتباع الشيخ الأحمر أو القوات الأمنية والعسكرية المكلفة تعزيز الحراسات المفروضة على مقار المؤسسات والمنشآت الحكومية بشارع جامعة الدول العربية والشارع المقابل للمقر الرئيس لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم الممتد إلى حي القيادة بوسط صنعاء .
وتسبب استئناف المجاميع القبلية من أتباع الشيخ الأحمر والقوات الأمنية والعسكرية الموجودة في مناطق متفرقة بحي الحصبة، استحداث متاريس ترابية جديدة في العديد من الشوارع ومفارق الطرق الرئيسة والفرعية ومناطق متفرقة متاخمة لمحيط قصر الشيخ الأحمر، إلى جانب الانتشار في شكل مجموعات متفرقة ومتقاربة في أحياء كشارع “مازدا” و”سنهوب” والشارعين المؤديين إلى حي “جامع العنقاء” و”النهضة”، في إثارة المخاوف الكامنة لدى أصحاب المحال والمعارض التجارية والخدمية المتوزعة في أنحاء حي الحصبة كافة، والذين عاودوا إغلاق محالهم بعد أيام فقط من استئناف أنشطتهم التجارية، تحسباً لتكرار السيناريو الدامي للمواجهات المسلحة السابقة .
ورأى أحمد عبدالواحد الصريمي الذي يملك محلاً لإصلاح وصيانة الأجهزة الإلكترونية بشارع “مازدا” بالحصبة، أن تجدد المظاهر المسلحة يكفي لاستشعار أن ثمة حرباً وشيكة قد تندلع في أية لحظة بين ذات الطرفين، وقال لـ “الخليج” إن الأوضاع لاتزال على حالها في حي الحصبة .
وكان مراسل اخبار الساعة قد شاهد استعدادات حثيثة في منطقة الحصبة تمثلت برجوع المظاهر المسلحة وعمل المزيد من المتاريس حتى بمساعدة الجرافات التابعة للشيخ الاحمر.
بينما يقول العديد من المراقبين ان الاختبارات الاساسية والثانوية قد تؤخر نشوب الحرب، لكن الواقع لا يدل على ذلك وقد يكون الاسبوع المقبل هو الحاسم نظرا لتصريحات نائب الرئيس التي قال ان المسلحين سينسحبون غدا من العاصمة صنعاء، وهو مالا يُتوقع ابدا في ظل التحضيرات الحالية من قبل الطرفين.