اخبار الساعة - وضاح حسين المودع
عن أسباب اضطراب وضع الدولار في الفترة الماضية
الجزء الثاني
كتبها :وضاح حسين المودع
.....
بعد أن انتهى قبل أسابيع حل مشكلة شركة التأمين على الطائرة التي ستنقل الريالات السعودية لاستبدالها بدولارات لحساب البنوك اليمنية كما سبق شرح الاليه
ظهرت مشكلة جديدة
.....
ففي نفس هذه الفترة وقبل أسابيع أرسل البنك المركزي طائرة الى عدن محملة بقرابة 6مليار ريال يمني (مايعادل 28مليون دولار) وكان ارسال هذه الطائرة بالتنسيق مع حكومة الرياض ولغرض تسليم مرتبات موظفي الجنوب ...وحين وصلت تم منعها من الهبوط وتوجه الطيار اضطرارا الى جيبوتي وبقت هناك لأيام
....
هذه الحادثة ألقت بظلالها على عملية نقل طائرة الريالات الى السعودية وانشأت مخاوف من حدوث عرقلة شبيهة ..لكن العرقلة لن تكون بتلك الخطورة بل أكثر بكثير فنحن نتحدث عن مليار ونصف دولار ..يمتلكها المواطنون اليمنيون جميعا الذين يضعون أموالهم في البنوك التجارية وأي أخبار عن تأخر تحويل ماستنقله الطائرة الى جدة سيلقي بظلاله على الوضع الاقتصادي وسيجن الناس خوفا على مبالغهم المودعة والموضوعة في البنوك فالشائعات تنهي عمل البنوك في كل العالم بسبب هلع الناس
....
ولذلك تأخر وحتى اليوم نقل الطائرة التي ستنقل الريالات الى جدة ..ولازال العمل مستمرا دون كلل
....
ثمة مساعي لاتتوقف يوميا من البنك المركزي ومن جمعية البنوك اليمنية لحل الاشكال هذا ...
.....
يتعاون حسام الشرجبي رغم تركه للعمل نائبا لوزير الماليه ويؤكد أنه سينجز عملية نقل الريالات كأحد اعماله قبل ترك المنصب
كذلك ثمة مؤشرات إيجابية أن من تم تعيينه وزيرا للمالية في الرياض وهو منصر القعيطي سيتعاون في تسهيل مهمة تحرك الطائرة ..خصوصا والرجل كان رئيسا لجمعية البنوك ورئيسا لكاك بنك ويعلم أن هذا الموضوع ليس له دخل بالسياسة وأن عدم نقل الطائرة ..سيرفع سعر الدولار ويهز عمل البنوك ..ويؤثر على حياة الناس جميعا في اليمن في كل جوانبهم المعيشية وسيضر بالذات الفئات الأكثر فقرا في اليمن
......
حتى اليوم لازالت المساعي حثيثة لحل مشكلة ايجاد طائرة لنقل الريالات السعودية وتحويلها الى مليار ونصف دولار ولايمكن إلا أن ندعو أن يعي الجميع خطورة تأخير نقل الطائرة على حياة بسطاء اليمنيين بالذات ..ومالم تغادر الريالات ..فان الدولار لن يستقر
....
سأذكر في نهاية هذا المقال بعض النقاط المرتبطة بالموضوع على شكل معلومات سريعة :
1-حجم التدفق النقدي للريالات السعودية (التي ستتحول بالتالي الى عملة صعبة كماسبق شرحه) تناقص من جهة وتزايد من جهة ...فعملية تصدير المنتجات الزراعية اليمنية وعملية تهريب القات والسلاح والمخدرات عبر الحدود الى السعودية انتهت تماما أو تقلصت بنسبة 90% وهذا قلل من كمية تدفق الريالات السعودية.
2-عملية تحويل المغتربين في السعودية للريالات الى الداخل تعرقل كثير من أساليبها ..فلم يعد يتم تهريبها أو نقلها عبر المسافرين لتوقف كثير من المسافرين والمهربين عن السفر عبر حرض..كذلك كثير من وكلاء المغتربين لم يعد بامكانهم التحويل ،كذلك كان لسفر كبار التجار ورجال الأعمال خوفا من القصف تأثير على حجم الاحتياج للدولار فلم يعد هناك من رجال الاعمال سوى ٣٠_٥٠٪ فيما البقية غادروا.
٣-بالمقابل أصبح التحويل عبر الكريمي مثلا أكثر فائدة للدولار حيث صار المغترب يسلم للكريمي في السعودية ويقوم مصرف الكريمي بايداعها في مؤسسة النقد السعودي وقيدها الى حسابه دولار في البنوك الخارجية ولذا باع الكريمي الدولار منذ أسبوع ب٢١٥ لأنه الوحيد الذي قيد لحسابه مبالغ بالدولار خارج اليمن.
٤-أيضا ينبغي فهم أن الطلب على الدولار انخفض بنسبة 50%على الاقل بسبب توقف الاستيراد للسلع الكمالية وانخفاض عدد المسافرين الى الخارج بنسبة 90% وهذا جيد ويدفع الدولار للاستقرار ويمكن مثلا فهم أن قطاع استيراد الأدوية وهو من القطاعات شديدة الأرباح وشديدة الفعالية والحركة انخفض نشاطه هذا العام الى اقل من 170مليون دولار فيما كان في العام الماضي قرابة 500مليون دولار أي انخفض بقرابة 70% رغم أن الاحتياج ازداد بسبب زيادة الجرحى والقتلى والمرضى بسبب القصف ،وعلى قطاع الأدوية المستوردة وقطاع السفريات قس بقية القطاعات ليتضح أنه لا أحتياج فعلي للدولارات .
٥-كذلك كان لموضوع دعم السعودية لعملائها في الداخل بمليارات الريالات السعودية دور كبير في زيادة كمية العملة الصعبة ويمكن لكل منصف أن يلاحظ كيف أن محافظات الجنوب تتعامل منذ شهور بالريال السعودي بسبب كثافة المعروض من أموال العملاء .
٦- من المؤكد بالتالي أن الصرافين كان لهم الدور الأكبر في اضطراب أسعار الدولار ويمكن أن نعي أيضا أنهم
يعانون أيضا من تخمة المعروض وأنهم كانوا يشترون الريالات السعودية خلال الفترة الماضية من الناس على أمل بيعها للبنوك بزيادة ربح عشرين فلس يمني في الريال مثلا ..ولكن البنوك توقفت عن الشراء منهم بسبب ماشرحته سابقا ..فأصبح الصرافون بالتالي في مشكلة... فاستخدموا وسيلة المضاربة التي رفعت سعر الدولار ..ولذا أظن أن موضوع حبسهم كان قرارا اضطراريا صحيحا للحفاظ على هدوء السوق ولو قليلا.
٧-أكبر مشكلة تساعد على اضطراب أسعار الدولار هي الشائعات واعتماد الناس على الوتس اب والفيس بوك وعدم وجود مختصين يشرحون للناس الالية التي ذكرتها ..وقد لاحظت كيف تورط كثير من الذين كنت اظنهم يفهمون الجوانب الاقتصادية .. بالافتاء بطريقة خاطئة واغلبهم صدق أكذوبة أن قرار التعويم كان له تأثير على الدولار رغم أن التعويم لم ينفذ حتى اليوم!!
....
كذلك لابد أن أنوه إلى جهود البنك المركزي ونائب المحافظ في الأسبوع الماضي بوضع حل بان تنقل البنوك الريالات السعودية من خزائنها الى خزائن البنك المركزي مؤقتا في حساب خاصة كي تتمكن بالتالي من تخفيف التأمين على خزائنها ..وأيضا قيام المركزي بشكل مستمر ودون توقف حتى اليوم بتمويل وبيع الدولار بسعر مدعوم هو 214.80 لتجار ثلاث سلع أساسية هي القمح والرز والسكر ودون توقف أيضا للمشتقات النفطية ..مايجعل من كل الترهات التي تتحدث عن زيادة الطلب على الدولار مجرد هرطقات اعلامية وترديد لشائعات اعلاميي مرتزقة الكبسة.
....
في الختام :
يمكنني التأكيد أن الوضع الاقتصادي في اليمن لم يصل بعد لحد الخطورة والانهيار..عكس الوضع الانساني المنهار وبالذات في جانبه الصحي ..
.....
وقد تأكدت من كل معلومة ذكرتها في هذا المقال بشكل قطعي ..وسيصدر البنك المركزي بعد شهرين مايؤكد أن نشاط البنوك التجارية لم يتأثركثيرا وأنه انخفض بنسبة لاتزيد عن 3% مقارنة بالعام الماضي وهي نسبة معقولة جدا ..
....
ولابد أن أشير أخيرا إلى أهمية تعاون الجميع في استمرار عملية نقل طائرة الريالات لقيدها في الخارج كدولارات كي تستقر الأمور قليلا ..
....
فلنختلف في الأمور كلها الا فيما فيه هلاك للجميع وبالذات الفئات الأشد ضعفا وهم النساء والأطفال والشيوخ وبالذات المرضى ،ولاتصدقو أن انهيار الدولار سيؤثر على غير هؤلاء أو سيؤثر على ميزان القوى العسكري فللحرب موازنتها الخاصة ومواردها الخاصة البعيدة كل البعد عن ماسبق شرحه.
.....
ارجو أن أكون قد وفقت بشرح بعض المبهم في موضوع أسباب اضطراب أسعار الدولار في الفترة الماضية فان أخطئت فمن نفسي وإن وفقت فمن الله ثم الشكر لكل من أمدني بالمعلومات سواء في البنك المركزي أو وزارة المالية أو الغرفة التجارية أوجمعية البنوك أو اتحادات المستوردين أو جمعية الصرافين
والله من وراء القصد
#وضاح_المودع