رأى الكاتب والإعلامي السعودي "داوود الشريان" أن الحوار مع جماعة الإخوان المسلمين "أقل كلفة" من آثار السلبية على المواقف العربية تجاه بعض القضايا المصيرية في المنطقة.
وأشار الكاتب في مقال له نشرته صحيفة "الحياة" اللندنية تحت عنوان (الإخوان المسلمون ظالمون ومظلومون) إلى وجود اختلاف عربي حول التدخل الروسي؛ فبعضهم يراه عدواناً سافراً وهو محق، وآخر يؤيده.
وأوضح الشريان أن موقف المؤيد للروس مرده إلى الخوف من وصول «الإخوان المسلمين» إلى الحكم. خصوم الجماعة هم مع التدخل الروسي لشعورهم أن «الإخوان» هم من سيرث سورية في حال سقوط النظام على نحو مفاجئ، لأنهم الأكثر تنظيماً وتأييداً على الأرض.
وذكر أنه لا شك في أن فرضية وصول جماعة «الإخوان المسلمين» لحكم سورية، أحدثت ارتباكاً في الموقف العربي تجاه سورية، وفرضت على دول عربية مواقف متناقضة. ما أبعد مصر عن تركيا، وخلق أزمة بين أنقرة وبعض عواصم الخليج. هل جماعة «الإخوان» تشكل كل هذا الخطر؟ وهل هي فعلاً مؤهلة للعب دور في مستقبل الصراع في سورية، بعد كل ما جرى من تدخلات؟
ورأى الكاتب أن الأكيد أن ما يسمى «فوبيا الإخوان»، تحول إلى أداة لتشتيت المواقف العربية، وهذه الحال ستزيد من تأزم الموقف في مصر وسورية والمنطقة، فضلاً عن أن استمرار بعض الدول العربية في تضخيم ما يسمى «خطر الإخوان المسلمين» سيسوغ التماهي مع سياسات ستفضي إلى وضع عربي يصعب التكهن بمأسويته. أليس الحوار مع «الإخوان» أقل كلفة مما يحدث اليوم؟
