أخبار الساعة » دراسات ومتابعات » دراسات وتقارير

صالح .... من التخويف للاستعطاف

خالد الآنسي
- خالد الآنسي
شعرت يوم أمس بالأسى لمنظر الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لما ال اليه الحال .... وكم كان تصرف أبنائه قاسيا وجارحا ومهينا له شخصيا ولنا كيمنيين بوصفه رئيس سابق لليمن .... لقد كانت حالة تسول بكل ماتعنية الكلمة ... مثلما يفعل كثير من الأبناء السيئين فعل بالأمس أبناء صالح وأبناء أخيه .... أحضروه وهو  مقعد ومشوه وشبه مشلول وتعمدوا تركيز الكاميرا على بيان العاهات التي لحقت به جراء حادث الرئاسة المؤسف بقصد تسول التعاطف بعد أن فشل الأبناء في سد الفراغ الذي تركه. كانت لعبة قذرة لم يكن ضحيتها  الرئيس صالح  فحسب بل مثلت أجترار للصورة اليمني الذي يتسول بعاهاته وأعاقته وهي صورة كانت أحد أهم دوافع اليمنيين ليثوروا ضد نظام صالح دفاعا عن كرامتهم التي أريقت في دول الجوار بسبب التعامل معهم كمجاميع بشريه تحيا على حلم الحصول على فيزة عمل في السعودية أو التسلل لتسول في أسواقها ومساجدها. كانت قنوات سبأ واليمن والأيمان واليمانية والعقيق تؤدي دورها في استثمار حادثة تفجير الرئاسة وعلى نحو مبتذل لكسب تعاطف العامة والبسطاء دون مقتضى لحرق الصورة الذهنية لما كان يوصف بالزعيم الرمز . كم هو محزن أن نشاهد الأبناء وقد جعلوا والدهم ومن قاتل ليورثهم شعب و أرض اليمن محل للتندر والسخرية ووسيلة لتسول تعاطف الداخل ودعم الخارج ....  لقد أرادوا استغلال ظهوره مشوها محروقا ومعاقا لأستحضار محاولة أعتياله فاذا بهم يستحضرون معها صور عشرات الجثث التي تفحمت والأجساد التي أحرقت في ضرب المعجلة بأبين وتفجير مصنع الذخيرة في زنجبار  وأحراق المعتصمين في ساحة الحرية بتعز ....لقد أعادوا للذهن عشرات المعاقين الذين أحرقتهم نيران ميليشيات صالح في ساحة الحريه أحياء ولم يتمكنوا من الفرار بسبب أعاقاتهم .... لقد تركوا فرصه لتخيل كل هؤلائك الضحايا لكل من لم يراهم ... بمافيهم شهداء جمعة الكرامة وشهداء رئاسة الوزراء وشهداء التلفزيون وغيرهم ..... لقد تخيلنا كم من الجرحى والحرقى الذين طالتهم نيران نظام صالح ولم يحضوا بأن تجرى لهم عملية من العمليات التي حظي بها صالح ... ولم تذرف عليهم دموع محمد المحمدي أو زعفران المهنأ.... لقد شكك كثير في أصابة الرئيس المخلوع ومنهم من ذهب بعيدا للقول أنها عملية من عمليات هوليوود فأعادت واقعة ظهو ر صالح للأذهان الخطاب المبتذل للجندي وهو يشكك في أن الدماء التي شاهدها العالم لقتلى وجرحى النضال السلمي هي مجرد الوان وصبغات وعمل تمثيلي ... بالطبع لم يكن صالح يؤدي دور المتسول  ... وانما كان هنالك من يتسول به  وهو مافسر نبرة الانسكار والانهزام  في نبرة صوته التي لم تخفيها عبارات التحدي التي وردت في خطابه ... كان أنكسار يعبر عن عدم رضا بالدفع به للظهور على ذلك النحو وقد أعتاد أن يظهر في صورة من لا منازع له ... لا صورة الزعيم المقعد العاجز المشوه والمشلول ..... حق له أن يشعر بالهزيمة فمن تعمد أن يرسم لهم صورة مثالية في أعين الناس لم يتبق الا أن يسيروا به في شوارع الرياض في عربة  للمعاقين لتسول مزيد من تعاطف المغتربين قبل أن ينتهي بهم المطاف في بلاط خادم الحرمين للحصول على صك أعتماد لهم خلفا له . الم يكن لائقا خطاب التشفي الذي تناقلته السنة وأقلام المكلومين مثلما لم يكن لائقا جعل ظهوره  مدخل لأستراتيجية  البقاء في السلطة كثمرة للتسول العواطف بعد أن فشلت أستراتيجية البقاء بأستثمار الخوف من التغيير و من القاعدة أو بأثارة الذعر في نفوس الناس خوفا من غضب الأبناء والأنصار الذين تسقط فرحتهم بنجاح عملية جراحية عشرات القتلى والجرحى وبعد أن سقطت استراتيجية التركيع والعقاب الجماعي بالتجويع ومنع وصول المشتقات النفطية ورفع أسعار المواد الغذائية وجعل اليمن تسكن بالظلام بسبب قطع الكهرباء . ولأول وهلة قرأت فيها الدعوات للأهالي بعدم  أطلاق النيران والالعاب النارية احتفاء بظهور الرئيس المخلوع بأنها دعوة تنم عن مكر حتى تؤتي استراتيجية التسول بوضعه الصحي أكلها والتي بددتها حالة الهوس الناري والاطلاق العبثي للنيران على ساحات الحرية والتغيير في انحاء الجمهورية وباتجاه منازل وممتلكات الخصوم المفترضين فوأدت حالة التعاطف وأحلت محلها سخط عارم دفع بتضاعف المتوافدين على تلك الساحات للمشاركة في جمعة رفض الوصاية. ذكرني ظهور الرئيس على ذلك النحو برد للبردوني على سؤال عن حال اليمن بأن الأجابة تعرف بالنظر لوجهه ... فكان مظهر الرئيس المخلوع معبر لحالة الشلل والعجز التي تعيشها بقايا نظامه وأن جميع عمليات التجميل قد عجزت عن أزالة تشوهاته مثلما عجزت أموال الجارة الكبرى ودعم الدولة العظمى عن بعث الحياة في نظام صالح مجددا والذي صار مجرد بقايا نظام معاق على كرسي محاصر لم يتبق له سوى لسان عاجز عن رسم صوره جميله لوجه مشوه حاضر .... نظام يتوسل دعما سعوديا للحفاظ على بقاء نصفه على الأكثر وبتشوهاته كما ساهم في الحفاظ  على بقاء  رمزه وان كان بقاءا مشوها. كما أن لحظة ظهور صالح عقب حادث الرئاسه على ذلك النحو مؤكدا انه سيواجه التحدي بالتحدي في خطاب تحاشى الأشارة للثورة والثوار يؤكد فشل سيناريوهات الحل السياسي وأن الحل الثوري هو مافر منه الرئيس صالح وما يحاول الفرار منه بقايا نظامه وأن على المعارضة أن تدرك ان من يهددها بمواجهة التحدي بالتحدي قد صار عاجز عن  الوقوف على قدميه طبيعيا أو بتدخل جراحي وأنه قد صار ظاهرة صوتيه تستمد بقائها من رفض السعودية وامريكا  الاعلان عن وفاته . 
تعليقات الزوار
1)
يوسف -   بتاريخ: 10-07-2011    
أكره كثيرا لهجة ولغة الشماتة التى أظهرها الشامت خالد الآنسي ، وقريبا جدا سيشمت بك الأعداء يا من تملك نفسا خسيسة ، فليست من طباع العرب الشماتة ، ومهما كانت الأسباب.
هنيئا لك البريق الكاذب ولهجتك الساخرة وألفاظك الجارحة فأنت مثال للسخرية بل أنت السخرية بذاتها.
2)
بسام -   بتاريخ: 10-07-2011    
نتمنى السلامة والخير للأشقاء في اليمين السعيد
3)
بلال الشرعبي -   بتاريخ: 10-07-2011    
شكرا للك اخي يوسف صح لسانك
وجزا الله الكاتب الف خير على شماتتة
فلغة الشما تىة ليست من لغة اليمنينولا هي من اصولهمولكنالضاهر ان ملاين حميد اضاعت فصل واصل واخلاق بعض الناس امثال الكاتب
4)
محمد -   بتاريخ: 10-07-2011    
ماهكذا ترص العبارات وتجمل الاحرف بقبح الشخصية وهيكلة الشماته وكلمات خرقاء جوفاء ..بالله عليك الم تتعلم بعد من كثرة حبوك على اسطر الاوراق كيف تصاع العبارت المحترمة ومن يحترمك اليوم ويصفق لبالوناتك التى تطير فقاعاتها اليوم يغباء لامثيل له سيدوسك غيره فى الغد من اولئك الذين تصفق لهم وترضى ان تذبح بلدك بهكذا حمقى لايجدون حتى فن الكتابه الهادفة والنقد البناء...خسئت ايها الشامت وثكلتك امك وبلدك...
5)
الدين يماني والحكمه يمانيه -   بتاريخ: 10-07-2011    
المظاهرات التي يقوم بها المسلمون كثير ما يراد من ورائها إسقاط دول وإقامة دول كما يلاحظ هذا في وقتنا الحاضر، فهنا يجتمع فيها الشر كله، ويتحقق فيها ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «الفوضى يقع فيها من الظلم في ساعة ما لا يقع في سنين من الاستبداد» ويصير المتظاهرون لأجل هذا مغامرين، فهم ما بين الحياة والموت، فإن ماتوا على هذه الحال فنعوذ بالله من سوء الخاتمة، حيث ماتوا في سبيل الشر والفتن والتعدي والظلم العام, وإن عاشوا فبعدما أفسدوا في الأرض وربما كانوا أجراء لأعداء الإسلام فالجرم أعظم والخطر أطم فالمظاهرات لإسقاط دول وإقامة دول أخرى حفر قبور المسلمين، وفتح أبواب السجون، وتمكين للأعداء الطامعين في النفوذ أو الاحتلال للبلاد والعباد، والدولة التي ستقوم على إثر الدولة التي أسقطت ستسعى بكل ما أمكن للتخلص ممن تسببوا في إسقاط الدولة التي قبلها، لأنها لا تأمن أن يفعلوا بها مثل ما فعلوا بمن قبلها فالمؤججون لفتن إسقاط الدول ذنبهم كبير، وحياتهم في خطر ما عاشوا وربما لم يجدوا إلا أن يغادروا إلى بلاد الكفار، وفي هذا من الأخطار ما لا ينعم به الفاعل لذلك لا في ليل ولا في نهار ولا يسلك مسلك المظاهرات لإسقاط دول إلا من كان مضحياً بدينه، أو مفرطاً فيه في سبيل المال والملك، وقد قال تعالى:{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } الحج: 11 ثم إن الأحزاب التي تسعى لإسقاط الدول لتقيم لها دول لم يجمعها دين على ذلك وإنما جمعتها إرادة الملك فإذا قربت من الملك ذهب كل حزب إلى مؤاثرة نفسه بالملك دون غيره وسعى في التخلص ممن عارضه أو سعى إلى تهميشه وإضعافه ولا تسأل هنا عن التصفيات بين الأحزاب بالقتل والقتال والاغتيال والاحتيال والدول الكافرة تقوي الأحزاب التي تحارب الإسلام فيوشك هنا أن تتغلب الأحزاب التي تحارب الإسلام وتفتك بالمسلمين فلا يبقى للمسلمين دين قائم ولا دنيا صالحة بل تتحول أحوال المسلمين إلى تدافع إلى الفتن التي لا تبقي ولا تذر فالخروج على الحكام المسلمين بطريق المظاهرات من أعظم الفتن العامة التي تحصد الأخضر واليابس وتهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد.
6)
احمد ردمان -   بتاريخ: 10-07-2011    
انا ضد بقاء واستمرار صالح او ابنائه في السلطة.
لكن بالمقابل اتمنى من اعداء صالح -المعول عليهم تحرير اليمن وبتاء المستقبل- ان يتعلموا من اخلاق صالح وكيف يعامل الاخرين. فلم نعهد منه او من ابنائه الشماتة او السخرية.
7)
مواطن ريفي ^ -   بتاريخ: 10-07-2011    
مش معقول ماقاله القوال وليس بمفهوم لديه ماقالوا له المعللقون ... والدليل انه يتحدت عن ثوره وثوار واين الثورة ...هناك صندوق وهناك مدة محدده 2013والخيره للشعب الكبير شعب الأيمان والحكمه ...فخامة الرئيس الصالح سيضل فارس العرب وزعيم اليمن ومن بعده احمد وطارق وصلاح حفظهم الله يا...انتلمان
8)
ابو احمد -   بتاريخ: 10-07-2011    
هل سمعتم عن حادثة ذبح احد الجزائرين من قبل ضابط فرنسي وعندما تحركت الضحيه قال الضابط انه رجل متوحش هذا هوحالنا اليوم شعب يقتل ويجوع ويحاصر من الخدمات الاساسية ولاتتحرك مبادئ الاخلاق عندالمتحدثين قبلي ويتحدثوا عنها وعن مضار التهكم والسخرية اين اخلاق كل من لديه غيره ودين وحميه تجاه مايجري لشعبنا العظيم الذي يبحث عن حيات كريمه ورفض نظريات الذل والشحاته من الجيران وقد دمرت كل الاخلاقيات من قبل الفاسدي
9)
وهل لو كان هناك صندوق حجقيقي ك -   بتاريخ: 10-07-2011    
للذين يتبجحوا بان هناك صندوق الانتخابات نقول لهم لوكان فعلا انتخابات نزيهة ما كان استمر حكمه لمدة 33عاما فلا تضحكوا على انفسكم وتقنعوا انفسكم بأنه توجد لدينا انتخابات بحق وحقيق , لان الانتخابات اذا لم تحدث تغيير فهي فاشله ومزورة لان الحاكم يعيد انتاج نفسه بالمال العام وبأستخدام جميع اجهزة الدولة لصالحه بمافيها المؤسسات الامنية
بطلوا هذه السيره ماعلى ماتبقى من النظام الرحيل ولاشئ غير الرحيل
10)
فدائي (صالح) -   بتاريخ: 10-07-2011    
كم استلمت على المقالة والشماته يافيلسوف ....علي عبدالله صالح حكم اليمن33سنه فيكفينا اننا تعلم الادب والاخلاق والسماحة والصبر في مدرسة الصالح .. علي عبدالله صالح سيرجع وسيحكم اليمن بإذن الله رغم انف الحاقدين المثل اليمني يقول لوهمينا العصافير مازرعناالدخن
المثل يقول العصافير وما اردنا نحرف المثل ونقول الخفافيش
11)
ريما -عدن -   بتاريخ: 10-07-2011    
نحن مسلمين و لا نشمت بالمرض و انت يا كاتب هذه السفاهه احد المخططين للإغتيال انت انسان مريض نفسيا و عديم التأدب مع مخاطبة اكبر منك سنا و معرفه بالحياه انت لا شيء يذكر امام قامة رئيسنا وانت ممن استلوا ملايين الدولارات لتخريب اليمن و قتل الشباب بحجة الثورة الوهميه انت و صديقتك توكل

Total time: 0.0524