حذر نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من خطورة اقتراب تنظيم القاعدة من باب المندب في خليج عدن، وطالب دول العالم بمساعدة بلاده على التخلص من هذا الخطر . واعتبر هادي إمكانات اليمن متواضعة في ظل الظروف الاعتيادية فكيف الحال فيما يعيشه اليوم مع استمرار الأزمة القائمة في البلاد منذ أكثر من خمسة أشهر والتي أثرت في كل مناحي الحياة في البلاد، وقال إن “الأزمة في اليمن قد استفحلت وطالت مدتها وباتت مؤثرة على الصغير والكبير وعلى مختلف صعد الحياة، خصوصا أن إمكانات اليمن الاقتصادية متواضعة جداً في الظروف العادية، ناهيك عن هذا الظرف الذي يمر به اليمن، داعيا الجميع في اليمن إلى تغليب المصلحة العليا للوطن فوق كل المصالح” .
وبحث هادي في لقاء عقده مع عدد من السفراء العرب، بينهم سفير الدولة عبدالله المزروعي، والأجانب يتقدمهم سفير الولايات المتحدة جيرالد فالرستاين، المستجدات الراهنة على الساحة الوطنية ولقاءاته ومشاوراته مع جميع القوى الوطنية وأحزاب اللقاء المشترك المعارضة . واستعرض مع السفراء أفكار الحوار المزمع إجراؤه مع المعارضة والخطوط العريضة لخطة العمل الجديدة من أجل الخروج باليمن من هذه الأزمة السياسية التي شملت أوجه الحياة العامة في المجالات كافة الأمنية والاقتصادية والاجتماعية . وقالت مصادر رسمية إن هادي أكد للسفراء طبيعة الأزمة الراهنة التي يمر بها اليمن وانعكاساتها السلبية على مختلف الجوانب .
وركز هادي على مخاطر اقتراب تنظيم القاعدة من الممرات المائية الدولية، بخاصة في ظل المواجهات الدائرة اليوم مع تنظيم القاعدة في محافظة أبين، والتي قال إنها “تشكل خطورة أمنية خاصة وذات أبعاد خطيرة”، واعتبر أن “قرب المنطقة من القرن الإفريقي وسيطرة تنظيم القاعدة على بعض المواقع هناك خصوصا في الصومال يجعلان الأمر خطيرا على الملاحة في خليج عدن وباب المندب وحتى رأس الرجاء الصالح وان حوالي 3 ملايين برميل من المشتقات النفطية تمر يومياً من مضيق باب المندب معرضة للأخطار في حالة تدهور الوضع الأمني” .
وتطرق هادي إلى وضع اليمن الجغرافي الاستراتيجي الذي قال إنه “يجعل الجميع أمام مسؤولية المساعدة على تجنيبه ويلات الانزلاق إلى الحرب الأهلية والخروج الآمن من هذه الأزمة عبر جلوس جميع الأطراف على طاولة الحوار على قاعدة المبادرة الخليجية التي طورت بمبادرة مستشار الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر” .
وقد استمرت المواجهات المحتدمة بين قوات الجيش اليمني ومسلحين، تقول صنعاء إنهم أعضاء في تنظيم القاعدة، في العديد من المناطق بمحافظة أبين، فيما أعلنت صنعاء مقتل جندي من قوات اللواء 25 ميكا المرابط في شرق مدينة زنجبار وإصابة أربعة آخرين في مواجهات اندلعت أمس الأحد .
وقالت وزارة الدفاع إن أربعة إرهابيين قتلوا برصاص قوات الجيش في مواجهات بين أفراد اللواء ومسلحي التنظيم الأصولي بالقرب من منطقة المراقد شرق مدينة زنجبار الخاضعة لسيطرة المسلحين .
وأشارت إلى أن مسلحي “القاعدة” عمدوا إلى التمترس في بعض مساجد المدينة وكدسوا أسلحة وذخائر فيها، كما نصبوا رشاشات ومدافع هاون فضلاً عن نشرهم قناصة فوق مآذن المساجد لاستهداف أفراد اللواء والمدنيين .
وانتقد مسؤول محلي تمترس مسلحي “القاعدة” في المساجد متهما إياهم ب “استباحة حرمة المساجد وشدد على أن عليهم إخلاءها فوراً لأنها أنشئت لعبادة الله وليس لتحويلها إلى أوكار للإرهاب وممارسة أعمال التخريب وقتل النفس المحرمة” .
وكان رجال قبائل مسلحون اعترضوا العديد من مسلحي تنظيم القاعدة مع أسلحتهم الثقيلة في منطقة مؤدية إلى أبين عندما كان عناصر التنظيم في طريقهم إلى منطقة عزان بمحافظة شبوة .