استأثرت قضية نقل سلطات الرئيس صالح إلى نائبه وإعادة تفعيل المبادرة الخليجية على جانب من المباحثات التي جمعت أمس مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي جون برينان ونائب الرئيس اليمني الفريق عبد ربه منصور هادي ووزير الخارجية أبوبكر القربي وقائد قوات الحرس الجمهوري العميد أحمد علي عبدالله صالح ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن أحمد علي الأشول .
وطبقاً لدوائر سياسية فقد عرض المسؤول الأمريكي أفكاراً لحلحلة أزمة انتقال السلطة من طريق إجراء تعديل على المبادرة الخليجية اقترحت تنحي الرئيس صالح عن الحكم ونقل سلطاته إلى نائبه في غضون 30 يوماً تتيح فترة انتقالية أطول لترتيب الأوضاع الداخلية، غير أن هذه الرؤية تقاطعت مع تمسك صنعاء ببقاء الرئيس في منصبه لحين انتهاء فترة ولايته الرئاسية الأخيرة منتصف عام 2013 ورفض أي حوارات بشأن انتقال السلطة خارج الآليات المنصوص عليها في الدستور .
وقالت مصادر يمنية إن المسؤول الأمريكي أبلغ الفريق عبد ربه أن واشنطن طلبت من الرئيس صالح الموافقة على نقل السلطة على وجه السرعة بسبب تزايد حالة عدم الاستقرار وتهديد القاعدة في اليمن، مشيراً إلى أن واشنطن ستتعاون مع اليمن بصورة أكبر وستقنع المجتمع الدولي بضخ المزيد من الدعم لليمن من أجل تحقيق الاستقرار . وأكد أن الولايات المتحدة شريكة مع اليمن في الكثير من القضايا وفي مقدمها محاربة الإرهاب الذي يمثله تنظيم القاعدة .
لكن الفريق هادي أكد لدى لقائه برينان أن الأزمة التي يمر بها اليمن حالياً متعددة الجوانب وذات أبعاد خطيرة على مختلف الصعد، وأشار إلى أن مباحثاته مع قادة المعارضة انتهت إلى شبه اتفاق مع أحزاب المعارضة بشأن الحوار وفق خطة جديدة تجنب اليمن ويلات الحروب .
وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أن اللقاء الذي جمع برينان ونجل الرئيس صالح العميد الركن أحمد قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن أحمد علي الأشول، تناول علاقات التعاون المشترك بين البلدين والجيشين الصديقين خصوصاً في مجالات التدريب والتأهيل وتبادل الخبرات والمعلومات العسكرية والجهود التي يبذلها اليمن في مكافحة الإرهاب والتي حققت نجاحاً متميزاً .
وأكد رئيس هيئة الأركان العامة أن “الشراكة بين البلدين الصديقين ستظل قوية وراسخة وستمضي نحو الأفضل لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الصديقين وخدمة الشراكة الوثيقة والمتطورة في مختلف الجوانب وأهمها الشراكة في مواجهة الإرهاب” .
وأفادت صنعاء أن لقاء المسؤول الأمريكي مع وزير الخارجية القربي تناول المستجدات على الساحة الوطنية وآليات الحل السلمي للأزمة والسبل التي من شأنها أن تمضي باتجاه الوصول إلى حلول مناسبة وفي مقدمتها المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية في إطار ديمقراطي ودستوري وبما يحترم خيارات الشعب اليمني ويضع مصلحة اليمن فوق أي مصلحة حزبية ويجنب البلاد ويلات الحروب .
لكن أحزاب المعارضة دعت الشعب اليمني إلى تصعيد العمل الثوري السلمي لإسقاط ما تبقى من فلول نظام الرئيس صالح وحضت الجماهير وشبان الثورة على استنفار كامل قواهم الفاعلة لطرد بقايا فلول النظام وإنهاء سيطرتها على السلطة .
ودعت المعارضة شبان الثورة إلى المزيد من التلاحم ووحدة الصف ودانت معاودة بقايا نظام صالح ارتكاب الجرائم بحق المدنيين واتهمت قوات الجيش والأمن الموالية للرئيس مواصلة أعمال القتل وفرض العقاب الجماعي والحصار الاقتصادي على المدنيين من طريق إخفاء المشتقات النفطية وقطع إمدادات الكهرباء على سائر المدن إلى قصف القرى الآهلة بالسكان بالسلاح الثقيل كما هو حاصل في صنعاء وتعز .
وأضافت “في الوقت ذاته، أعادت بقايا النظام خلال فترة وجود لجنة الأمم المتحدة خدمة الكهرباء واستمرت في تلفيق التهم للمشترك وظل إعلامها يصور تأييد المشترك للخطوات التي أعلنها الرئيس المؤقت وبمجرد أن غادرت اللجنة البلاد عادت فلول بقايا النظام لممارسة العقاب الجماعي للشعب وإطفاء الكهرباء بما يؤكد أنها من يقوم بعمليات الإطفاء المبرمجة والانتقائية” .
وأكدت المعارضة أن نائب الرئيس اليمني المخول دستورياً بصلاحيات الرئيس ممنوع من ممارسة مهماته بعدما اختطفت بقايا فلول النظام سلطاته الدستورية، كما اتهمت هؤلاء بالتواطؤ مع الجماعات المسلحة في أماكن كثيرة ومنحها فرصاً للسيطرة على مواقع الجيش وشن هجمات على القوات المؤيدة للثورة .