أخبار الساعة » فنون وثقافة » ابداعات ادبية

فدوى طوقان في الناصرة..!

فدوى طوقان
- شاكر فريد حسن اغبارية

             فدوى طوقان في الناصرة ..!

             شاكر فريد حسن

كان للشاعرة الفلسطينية الراحلة فدوى طوقان جولات وزيارات داخل الوطن الفلسطيني وخارجه ، وجمعتها بعد الاحتلال عام 1967 لقاءات عديدة مع الشعراء والكتاب والادباء الفلسطينيين في الداخل . وقد حلت ضيفة على المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية  وزارت حيفا وعكا ويافا . كذلك كان لها مشاركات في فعاليات ونشاطات اتحاد الكتاب والادباء الفلسطينيين ، وفي احتفال التأسيس لهذا الاتحاد كانت ضيفة الشرف فيه.

وعندما حصدت فدوى طوقان جائزة فلسطين للأدب عام 1997 اقيم لها احتفال تكريمي في مدرسة مار يوسف الثانوية في الناصرة ،فاستقبلت بالتصفيق الحار من طلاب المدرسة وادارتها وضيوفها الكرام ، وذلك على انغام نشيد "موطني".

وكان افتتح هذا الحفل واداره الأستاذ باسيلا بواردي ، الذي حيى الشاعرة بكلمة معبرة قال فيها: " انت ضمير كان اوله فتح بالعملية الابداعية ووسطه سكون حزين وآخره كسر للمتعارف كي نرى النور".

أما الأستاذ الناقد والباحث رياض كامل ،نائب المدير في حينه ومدير المدرسة اليوم فقال: " هذا اليوم بالنسبة لنا هو حدث تاريخي ، فقد كنا ننظر اليك من بعيد فذاك خيالاً ننظر الى انسان نتعلم عنه كأننا ننظر الى المتنبي أو أي شخص كان في تاريخنا لكن الظروف تحولت وجعلتنا ننظر اليك حقيقة ملموسة نراها بأعيننا نحسها بعواطفنا ، انت اليوم عروس مدرستنا".

وكان لصديق الشاعرة سيد القصيدة العامية المحكية وأميرالقوافي والبيان، الشاعر الزجلي سعود الاسدي، نصيب في الحفل ، حيث ارتجل كلمة وقصيدة ترحيب بشاعرة فلسطين وجبل النار فدوى طوقان ، عبّر من خلالها عن الاحترام الكبير والود العميق الذي يكنه اهل الناصرة وشعبنا بمختلف فئاته وشرائحه وادبائه ومبدعيه لشاعرتنا المتألقة والمتوهجة أبداً ، معتبراً هذا التكريم بمثابة عيد كبير للجميع .. وانشد قائلاً :

فدوى طوقان ! والناصرة شوق وحنين

بتحب فدوى ع المدى وطول السنين

والناصرة يا فدوى ورد وياسمين

بسمات بتفتح على شمال ويمين

وكل جمهورنا يا فدوى فاهمين

السامعين ال هون وال مش سامعين

كل اهل الشعر في عيني الشمال

وفدوى طوقان لحالها بعين اليمين

وأجرى المربيان رياض كامل وباسيلا بواردي حواراً أدبياً شائقاً مع الشاعرة طوقان حول بداياتها وبواكيرها الشعرية وتجربتها الأدبية وعلاقتها الخاصة بشقيقها الشاعر ابراهيم طوقان الذي علمّها الشعر ، مشيرة الى أن تعلمها الشعر أعاد لها الحياة.

وتوجهت طوقان بكلمة الى طلاب المدرسة قائلة :"أتمنى أن تتوثق الصلة بينكم وبين الكتاب بعد تخرجكم من المدرسة لأن الكتاب يغذي العقل وينمي الفكر ، وهو النبع الاساسي للثقافة ، ونحن في زمن لا يستغني فيه عن العلم .. واذا وضع الانسان امامه هدفاً وأصر على الوصول اليه يمكنه أن يحطم العواقب ويحقق الهدف ، فأنا خلقني شقيقي ابراهيم من عدم .. ولولا رغبتي واصراري على تحقيق وجودي لما حققت شيئاً ".

وانتهى الحفل التكريمي المؤثر هذا بتقديم جائزة رمزية للمحتفى بها الشاعرة فدوى طوقان ، سلمتها اياها مديرة المدرسة آنذاك المربية مريم دهبر.

وودعت الشاعرة طوقان طاقم المدرسة لتلتقي رئيس البلدية المهندس رامز جرايسي ، الذي اهداها البوم صور من الناصرة للفنانة ابنة ترشيحا سيسيل كاحلي، ثم تركت شوارع المدينة الأحب الى قلبها ـ  الناصرة ، كقلعة نضالية وثقافية ، حاملة في جعبتها ذكرى جميلة وأي ذكرى.

وسلاماً لروح فدوى في مرقدها الأبدي .

Total time: 0.0667