عاود شباب الثورة في اليمن تظاهراتهم الاحتجاجية، واحتشد عشرات الآلاف في العديد من المحافظات، وجابوا الشوارع هاتفين برفض الوصاية الخارجية على الثورة، والمطالبة برحيل ما تبقى من أركان نظام الرئيس علي عبد الله صالح ورفض عودته إلى اليمن .
وجاءت التظاهرات غداة إبلاغ مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي جون برينان المعارضة بإصرار الرئيس صالح على العودة إلى اليمن رئيساً ورفضه نصائح واشنطن له بعدم العودة والتوقيع على المبادرة الخليجية بما يتيح الشروع بإجراءات فورية لنقل السلطة .
ودعا برينان بعد سلسلة لقاءات جمعته مع مسؤولين في الحكومة وقادة الجيش الموالي للرئيس صالح وقادة أحزاب المعارضة، دعا سائر الأطراف السياسيين إلى الشروع بخطوات فورية لنقل السلطة والانخراط في عملية سياسية سلمية تلبي الاحتياجات الملحة للشعب وتطلعاته في نقل السلطة، غير أن هذه الدعوة لم تلق أي صدى من نظام الرئيس صالح رغم الاجماع الذي خلصت إليه المشاورات بأن حل الأزمة في اليمن لن يكون إلا بنقل فوري للسلطة .
وأفادت دوائر سياسية معارضة أن التوجهات إلى طي صفحة حكم الرئيس صالح المؤيدة خليجياً وأوروبياً لا تزال تواجه بعراقيل تجعل من الصعب التكهن بعملية تغيير منخفضة التكاليف خصوصاً مع إصرار صنعاء على بقاء صالح في السلطة وإدارة حوار يشمل كذلك المبادرة الخليجية، ما اعتبره قادة في المعارضة محاولة للالتفاف على الثورة بل تجاهلاً لإرادة الشعب المطالب بالتغيير .
وظهر صالح للمرة الثانية يوم الأحد الماضي لدى استقباله في جناحه الملكي بالمستشفى العسكري في الرياض مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي جون برينان وقد تحسنت صحته كثيراً ودعا إلى حوار يشمل سائر القوى السياسية على أرضية المبادرة الخليجية وبيان مجلس الأمن للخروج برؤية توافقية للخروج من الأزمة الراهنة .
وأكد أحمد الصوفي المستشار الإعلامي للرئيس صالح أمس أن صالح سيعود إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة بعدما تماثل للشفاء، مشيراً إلى أن صالح يقضي حالياً فترة نقاهة من العمليات التي أجرها في الرياض ويمارس حالياً رياضته المعتادة، مضيفاً “الرئيس سيعود لممارسة مهماته الدستورية ولن يتخلى عن تنفيذ مهامه قيد أنملة” .