تناقضت الآراء بين شباب الثورة اليمنية بين المؤيدة والمعارضة للإعلان عن تشكيل المجلس الانتقالي الرئاسي السبت الماضي من قبل أحد المكونات الشبابية الذي تترأسه الناشطة توكل كرمان، وعبر معظم الثوار في ساحة التغيير عن اعتراضهم على الإعلان قبل التشاور وإشراك القوى كافة الموجودة في ساحات الاعتصام، لكن البعض منهم رحب بالخطوة وطالب الأطراف كافة في الداخل والخارج بالاعتراف بها لتقوم بإدارة البلاد .
ويرى بعض الثوار ل”الخليج” أن المرحلة الحالية والمقبلة بحاجة إلى مجلس ثوري يكون دوره التصعيد الثوري السلمي لإسقاط بقايا رموز النظام . وقال عضو اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية مانع المطري إن شباب الثورة في إطار التشاور مع القوى السياسية والاجتماعية كافة في ساحات وميادين التغيير والحرية بما يضمن مشاركة الجميع وسيتم الإعلان عن مجلس انتقالي رئاسي بعد استكمال التشاورات والترتيبات خلال المرحلة المقبلة . وقلل من أهمية الإعلان عن تشكيل مجلس انتقالي من قبل تكتل شبابي، وقال إن هذا من حقه لكنه اعتبره خطوة انفرادية من قبل ذلك الكيان الذي استبعد القوى كافة الفاعلة في ميادين التغيير والحرية المطالبة بإسقاط النظام .
ويعتقد الشاب علي الصبري أن تشكيل مجلس انتقالي خطوة جيدة لتحريك المياه الراكدة التي تشهدها ميادين وساحات الاعتصام باليمن، خاصة ساحة التغيير في العاصمة صنعاء، لكنه قال: “نحن مع مجلس ثوري وليس انتقالياً،كون المرحلة الراهنة والمقبلة تحتاج إلى عمل ثوري، فلا يوجد وقت للمساومات والمبادرات”، مشيرا إلى أن الإمكانيات غير متوفرة لتشكيل مجلس انتقالي فلا توجد مدن أو مناطق قد سقطت بيد الثوار ليتم إدارتها من قبل المجلس الانتقالي، كما أن المجلس يحتاج إلى امكانيات وموازنة مالية كبيرة من توفير رواتب الموظفين وتوفير الخدمات للمواطنين من مياه وكهرباء وغيرها من الأمور، والأهم أن معظم المناطق لم تحسم بعد، مجدداً أن المرحلة المقبلة تحتاج تشكيل مجلس ثوري .
وتؤكد سماح ردمان إحدى الثائرات في ساحة التغيير أن قرار إعلان تشكيل مجلس انتقالي لم يكن موفقاً وغير صائب ولا يخدم الثوار في الوقت الراهن، معتبرة الخطوة قراراً انفرادياً من قبل أحد المكونات وتسبب في إحراق فكرة تأسيس مجلس انتقالي مستقبلاً، مشيرة إلى أن القوة القادرة على تشكيل مجلس انتقالي هي تكتل اللقاء المشترك المعارض بمشاركة شباب الثورة، لكنها تتعرض لضغوطات دولية .
من جانبه رحب الشاب عبدالرزاق العزيزي بالإعلان عن مجلس انتقالي، وقال إنها خطوة تصعيدية مهمة جداً في مرحلة الثورة اليمنية،خاصة بعد فشل العملية السياسية التي قادها تكتل اللقاء المشترك المعارض منذ مارس الماضي، ودعا الأطراف الوطنية كافة إلى الالتفاف حول هذا المجلس لكونه يضم شخصيات وطنية، مستبعداً أقارب الرئيس صالح وأولاد الشيخ الراحل عبد الله بن حسين الأحمر، ما اعتبره يمثل نجاحاً نوعياً للعملية الثورية . وتمنى من القوى السياسية اليمنية كافة في الداخل والخارج الاعتراف به فعلياً ليحظى بالشرعية الدولية ويستطيع أن يدير البلاد في المرحلة المقبلة .