وانفرد المنتخب الاوروغوياني بالرقم القياسي من حيث عدد الالقاب في البطولة والذي كان يتقاسمه مع المنتخب الارجنتيني الذي خرج من الدور ربع النهائي على يد رجال تاباريز بالذات.
وكانت الاوروغواي تخوض النهائي الاول لها في البطولة القارية منذ 1999 عندما خسرت امام البرازيل بطلة النسختين الاخيرتين بثلاثية نظيفة، والمرة الحادية والعشرين في تاريخها، ونجحت بالخروج فائزة باللقب للمرة الاولى منذ عام 1995 حين تغلبت على البرازيل بركلات الترجيح (تعادلا 1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي).
ورفض المنتخب الاوروغوياني التي توج بلقبه الثالث على الاراضي الارجنتينية بعد 1916 و1987، ان يذهب ضحية الحظ الباراغوياني، كما كانت حال مع البرازيل وفنزويلا في الدورين ربع النهائي ونصف النهائي (خرجا على يد الباراغواي بركلات الترجيح)، فنجح بحسم المباراة بوقتها الاصلي وعن جدارة، حارما منافسه من استعادة امجاد الايام الغابرة والفوز باللقب للمرة الاولى منذ 1979 والثالثة بتاريخه بعد ان توج به ايضا عام 1953.
يذكر ان المنتخب الباراغوياني وصل الى المباراة النهائية دون تحقيق اي فوز، اذ تعادل 3 مرات في الدور الاول مع الاكوادور سلبا والبرازيل 2-2 وفنزويلا 3-3 في مباراة قوية، ثم أقصى البرازيل بركلات الترجيح 2-صفر بعد تعادلهما بدون اهداف في الوقتين الاصلي والاضافي، وتخطى فنزويلا بركلات الترجيح ايضا 5-3 بعد تعادلهما صفر-صفر في مباراة سيطر عليها الفنزويليون.
وهذه المرة الاولى التي يلتقي فيها الفريقان في النهائي، علما بان المواجهة الاخيرة بينهما في البطولة القارية كانت منذ سبعة اعوام في ربع نهائي 2004 عندما فازت الاوروغواي 3-1. ولم تنجح الباراغواي في التغلب على الاوروغواي في كوبا اميركا منذ 1947، ومن اصل 24 مباراة بينهما، فازت الاوروغواي 14 مرة والباراغواي 6 مرات وتعادلا 5 مرات.
وبالعودة الى اللقاء، خاض تاباريز المواجهة بالتشكيلة التي تخلصت من البيرو (2-صفر) في الدور نصف النهائي باستثناء مشاركة دييغو بيريز في خط الوسط بعد عودته من الايقاف، في حين اجرى المدرب الارجنتيني للباراغواي خيراردو مارتينو تعديلات بالجملة على تشكيلة مباراة فنزويلا، فزج بالفيس ماريكوس في الدفاع بدلا من انتولين الكاراز، وبانريكه فيرا وفيكتور كاسيريس في الوسط بدلا من دييغو باريتو وجوناثان سانتانا الموقوف لطرده في نصف النهائي، وبابلو زيبايوس بدلا من لوكاس باريوس في الهجوم ليلعب الى جانب نيسلون هايدو فالديس.
وكانت الاوروغواي الافضل منذ البداية وكانت قريبة جدا من افتتاح التسجيل منذ الدقيقة الثانية اثر ركلة ركنية وصلت الى القائد دييغو لوغانو الذي لعبها قوية برأسه لكنه اصطدم بتألق الحارس خوستو فيار ثم ارتدت الكرة الى سيباستيان كواتيس الذي تابعها برأسه ايضا لكن نستور اورتيغوزا صدها بجسده ويديه دون ان يحتسب الحكم البرازيلي سالفيو فاغونديس فيليو ركلة جزاء.
وواصل رجال تاباريس اندفاعهم وسعيهم نحو افتتاح التسجيل، فيما اعتمد الباراغويانيون على الهجمات المرتدة التي انتهت عند اقدام دفاع الاوروغويانيين الذي نجحوا في استثمار افضليتهم في الدقيقة 12 بفضل مهاجم ليفربول الانكليزي سواريز الذي وصلته الكرة على الجهة اليمنى لمنطقة فيار فتلاعب بالمدافع بطريقة مميزة قبل ان يسدد فتحولت الكرة من داريو فيرون وارتدت من القائم الايمن الى الشباك، رافعا رصيده الى 4 اهداف لينفرد بالمركز الثاني بفارق هدف عن البيروفي باولو غيريرو المتصدر.
ولم تخف وتيرة اندفاع الاوروغويانيين رغم تقدمهم لكنهم عجزوا عن الوصول الى مرمى فيار حتى الدقيقة 32 عندما كسر دييغو فورلان مصيدة التسلل وتوغل داخل المنطقة قبل ان يسدد لكن الحارس الباراغوياني كان له بالمرصاد، ثم حصل سواريز على فرصة ذهبية لتسجيل هدفه الثاني لكنه سدد في الشباك الخارجية (37).
واثمر الضغط الاوروغوياني عن هدف ثان في الدقيقة 42 سجله فورلان الذي انتظر حتى المباراة النهائية ليفتتح سجله التهديفي في البطولة القارية وجاء هدف افضل لاعب في مونديال جنوب افريقيا بعدما فقد الدفاع الباراغوياني الكرة عند مشارف منطقته فخطفها اغيديو اريفالو ومررها الى مهاجم اتلتيكو مدريد الاسباني الذي اودعها بيسراه بعيدا عن متناول فيار.
وانتظر المنتخب الباراغوياني حتى الدقيقة 55 ليهدد مرمى فرناندو موسليرا للمرمى الاولى عندما اطلق نيلسون هايدو فالديس كرة "طائرة" صاروخية لكن الحظ عانده بعدما ارتدت محاولته من العارضة.
وبدا رجال مارتينو اكثر نشاطا في الشوط الثاني وسط تراجع الاوروغويانيين الى منطقتهم ما دفع بتاباريس الى الزج بنجم نابولي الايطالي ادينسون كافاني بدلا من الفارو بيريرا سعيا خلف توجيه الضربة القاضية ل"البيروخا"، وكاد ان يحقق مبتغاه لكن فيار وقف في وجه محاولة البديل الاخر سيباستيان ايغورين (74).
وعندما كانت المباراة تلفظ انفاسها الاخيرة استفاد الاوروغويانيون من اندفاع منافسيهم ليسجلوا الهدف الثالث ي الدقيقة الاخيرة وعبر فورلان ايضا الذي كسر مصيدة التسلل بعد تمريرة رأسية من سواريز وانفرد بفيار قبل ان يسدد في الشباك، مسجلا هدفه الدولي الحادي الثلاثين، فعادل الرقم القياسي لافضل هداف في تاريخ "لا سيليستي" والمسجل باسم هكتور سكاروني الذي سجل 31 هدفا في 52 مباراة خاضها بين 1917 و1930.