أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

مشكلة الحزبية والتحزب في اليمن.. وأثرها على المجتمع اليمني

- إعداد: عبد الكريم الحزمي

إن من أشد البلايا والرزايا التي ابتليت بها اليمن هي التحزبات التي تمزق مجتمعنا وتقطع أوصاله النازفة، فترى صراعاتنا ومعاركنا الداخلية هي الأشد ضراوة والأحمى وطيسًا، يشتد فيها النزال حتى تخال أنك في ليلة الهرير، وتسخّر الموارد لإبقائها مشتعلة لأبد الآبدين أو يندحر الطرف الآخر. 

وفي مقالة لوزير الثقافة اليمني الاسبق الدكتور "عبدالوهاب الروحاني"  نشرتها صحيفة الشرق الاوسط تحت عنوان "العقدة اليزنية.. ورحلة البحث عن المنقذ..!"

قال فيها: لم يخطئ القاضي عبد الرحمن الأرياني، ثاني رئيس جمهورية بعد ثورة سبتمبر (أيلول) 1962، عندما قال في ستينات القرن الماضي بأن «الحزبية تبدأ بالتأثر وتنتهي بالعمالة»، ذلك لأن التحزب على الطريقة اليمنية لا ينطبق عليه أكثر من توصيف كهذا، فالأحزاب السياسية اليمنية باتجاهاتها المختلفة (قومية - اشتراكية - دينية) بدت خلال العقود الماضية مقيدة بتوجهات وتوجيهات خارجية.

فصنعاء في الأربعينات كانت مشغولة بالقيادي الإخواني الجزائري الفضيل الورتلاني وبأفكار وتوجهات حسن البناء، التي صارت فيما بعد جزءا من ثورة 1948، وبعد ثورة سبتمبر 1962، كانت كل قرارات صنعاء مرتبطة بالقاهرة، لدرجة أن بعض خطابات الرئيس السلال رحمه الله - وفقا لمذكرات القاضي الأرياني - كانت لا تخرج عن النص الذي يقدمه له «أحمد فؤاد أبو العيون» المستشار المصري المرافق حتى رحيل القوات المصرية من اليمن في يونيو (حزيران) 1967، كما كانت كل قرارات عدن بعد رحيل الاحتلال البريطاني 1967 وسيطرة الحزب الاشتراكي على الحكم فيها مرتبطة ارتباطا مباشرا بمقر السفارة السوفياتية في عدن، حتى بيريسترويكا perestroika غورباتشوف في نهاية عقد الثمانينات، فكانت العاصمتان اليمنيتان (صنعاء وعدن) امتدادا متمازجا للعاصمتين المصرية والسوفياتية، ولهذا كان يقال حينها: «عندما تغيم في القاهرة تمطر في صنعاء، وحينما تتساقط الثلوج في موسكو ترفع المظلات في عدن».

وكما كان الحال بالنسبة للأحزاب والقوى الحاكمة كان هو نفسه بالنسبة للأحزاب والقوى السياسية المعارضة، وللزعامات القبلية أيضا، فكانت مرجعيات الجميع تتوزع بين بغداد، والقاهرة، والرياض، ودمشق، وطرابلس الغرب، وموسكو، وبكين، بينما ظهرت في الواقع اليمني اليوم ظواهر وتسميات ومزارات جديدة من أمثال «جمال بن عمر» وسفارات واشنطن، ولندن، وقطر، وطهران، بحيث أصبح اليمن بفضل هؤلاء وبفضل المرتهنين من أصحاب المشاريع الصغيرة ساحة للحرب والدمار، حيث يسفكون بطائراتهم وأسلحتهم وأموالهم دماء اليمنيين، ويتوزعون أشلاءهم باسم غزوات «أنصار الشريعة» و«أنصار الله» وباسم محاربة «الدواعش»، وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب... إلى آخر هذه التسميات، في إطار دوامة عنف خاسرة وظالمة، يدفع اليمنيون أغلى ما عندهم ثمنا لها دون مبرر.

المشكلة الأكثر إيلاما أن حكامنا وبعض «العقلاء» من حولهم يستمرئون ما يجري الآن من تدخلات خارجية، ويبررون هذا الارتهان، ويتحدثون عن أن الخارج هو الحل (!!!)، مع أن هذا الخارج قاد ويقود إلى انهيار الدولة، وضياع هيبتها، ومزق جيشها، ويهدد بتفتيت نسيج الوطن الاجتماعي، كما فعل ويفعل في أجزاء كثيرة من وطننا العربي.

فالخارج الذي تدخل في العراق ونصب عام 2003، بول بريمر حاكما عليه، وفي سوريا عبر مبعوثين أمميين كان آخرهم ستيفان دي ميستورا، وفي ليبيا عبر برناردينو ليون، واليمن عبر المبعوثين، لن يترك هذه البلدان إلا وقد دمرها تماما، فهو لا يزال يُعمل فيها الخراب والدمار، وفقط مصر هي الوحيدة التي نفذت بجلدها من المؤامرة وتجاوزت المشكلة، حين رفضت الخارج بكل مبادراته ومشاريعه، وارتضت الحل الوطني بتدخل الجيش، الذي كان محل إجماع وترحيب المصريين، الذين بدأوا يستعيدون به ومن خلاله حياتهم ويستنهضون حيويتهم لبناء مصر.

وكما أن «عقدة الخارج» والتمسك بما يأتي به أصبحت مشكلة عربية في العصر الراهن، فلها عندنا نحن اليمنيين تأصيل تأريخي، إذ إن التدافع نحو «المخلص» الخارجي له قصص وحكايات كثيرة متداولة، بدأت بطلب مسيحيي اليمن مطلع القرن السادس الميلادي من إمبراطور الروم وملك الحبشة التدخل لحمايتهم من الملك ذي نواس الحميري (يهودي الديانة) الذي قضى على المسيحيين في قصة «الأخدود» التاريخية الشهيرة في نجران، والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم.

وقد أصبح ميول اليمنيين - قديما وحديثا - للتدخلات الخارجية لحل مشاكلهم، امتدادا لما يعرف في التاريخ اليمني بـ«العقدة اليزنية»، نسبة إلى الملك الحميري سيف بن ذي يزن، الذي لجأ إلى كسرى فارس للمساعدة في التخلص من الاحتلال الحبشي لليمن (525 - 575 م) فأوفد معه جيشا صغيرا تمكن من طرد الأحباش الذين قضوا على حكم الملك ذي نواس، ليتولى بعدها الفرس السيطرة على الحكم، ويصبح اليمن ولاية فارسية بقيادة باذان حتى مجيء الإسلام عام 628م.

وهكذا دواليك، فكلما كانت تحتدم الأحداث في اليمن كان أبناؤه يلجأون إلى استقدام الحل من الخارج، واستمرت الحكاية بعد الإسلام، ففي 283هـ استدعت بعض القبائل اليمنية الإمام الهادي يحيى بن الحسين من جبل الرس بالحجاز ليبدأ حكم الأئمة (الزيديين) في اليمن، ويستمر لأكثر من ألف وثلاثمائة عام.

لم يثبت اليمنيون على حال، فظلوا في رحلة لم تنته بعد، يتنقلون من مكان إلى آخر بحثا عن حلول لمشاكلهم وأزماتهم.. وأملا في «المخلص» أو المنقذ الأجنبي الغائب، لكنهم في الوقت ذاته لم يغفلوا عن البحث في حل وطني - سنناقشه لاحقا - يغني عن الاقتتال ويجنبهم مزالق الاعتماد على الخارج، ما يعني أن التبعية المرفوضة أصلا لم تطغَ كلية على الشعور الوطني، ولن تدعو أحدا إلى تخوين اجتهادات استيراد الحلول من الخارج، فلعلها محاولة جادة للخلاص الوطني، وسيف بن ذي يزن لا يزال في الذاكرة اليمنية رمزا للإباء والوطنية. انتهت مقالته.

ومما لا يخفى علينا أن التحزب له أصناف متنوعة فمنه ما هو ديني «طائفي أو مرجعي» ومنه ما هو سياسي، اجتماعي، فكري، قومي، ومنه ما هو تحزب لأفراد معينين.

وهنا لا بد لنا من أن نعي أن لهذه التحزبات مسببات ومصادر، كما أن لها آثارًا سيئة للغاية قد تفتك بالأمة والمجتمع الذين تتفشا فيهما وتعكر صفو أجوائهما. 

ومن ابرز مشاكل الحزبية هي (التفرقة) فنجد البيت ينتمي أفراده إلى عدة احزاب، فنجد هذا يقاتل مع هذا الحزب وهذا يقاتل مع ذاك، وذاك قتل في معركة كذا مع الحزب الفلاني.

مصادر التحزب

مصادر التحزب ومنابعه كثيرة ومتنوعة ولكنها في الغالب ترتكز على أسباب تتعلق بنفس الإنسان وسريرته، لأنه مهما كانت العوامل الخارجية حول الإنسان، فإن نفسه هي من تلعب الدور الأكبر في كيفية تجاوبه مع هذه العوامل والضغوط الخارجية. 

ونريد هنا التركيز على بعض مصادر التحزب لنعرف كيف نتعامل مع كل واحد منها سواء على مستوى الفرد أو المجتمع أو الأمة ككل، لنتجنب الوقوع في التحزبات السلبية ونقلصها قدر الإمكان: 

1. الحاجة النفسية لكل فرد للشعور بـ"الإنتماء" و"التميز". وعادة ما يقود الإنتماء لمجموعة ما للشعور بضرورة تميز وتفوق هذه المجموعة على غيرها، وهذا في حد ذاته ليس مشكلة، ولكن المشكلة هو عندما تخرج الأمور عن حدها وتتحول المسألة إلى الاعتقاد بالتفوق "المطلق" ومحاولة النيل من انتماءات الآخرين، فهنا تبدا الشرارة الأولى. 

وكمثال على هذه الحاجة فإنك تجد المشجعين بعد مباريات كرة القدم يقولون: "لقد فزنا"، رغم أنهم لا ينتمون مباشرة لهذا الفريق فهم ليسوا من لاعبيه، ولا من إدارييه، ولا من مووليه. لكن عندما يخسر ذات الفريق تراهم يقولون: "خسر الفريق" وكأنهم لم يكونوا ينتمون إليه عندما كان فائزاً. فلماذا يحصل هذا يا ترى؟

هذه المسألة تعرض لها علماء النفس والاجتماع بالبحث والملاحظة، فعندما يبحث الإنسان عن الإنتماء فإنه مستعد لأن يتوسل بأتفه الأسباب ليقنع نفسه بأنه ينتمي للمجموعة المميزة التي لا ينتمي لها إلا مجموعة من البشر بمواصفات خاصة، ولكنه في بعض الأحيان يحاول التملص من هذه المجموعة إن فقدت ما يجعلها المميزة. 

2. اعتقاد أن الجماعة التي تنتمي إليها هي بيضاء بلا سواد، وأن الجماعات الأخرى هي سواد بلا بياض، نتيجة الاعتقاد بالتفوق المطلق، أو بكلمة أخرى الاعتقاد بأننا خير مطلق، ومن خالفنا فهو شر مطلق، فهل وصلنا لدرجة العصمة الكبرى والاصطفاء الإلهي لنعتقد بهذا؟ 

وهذا يظهر بشكل جلي عندما نعتبر أن جميع ما يصدر من جماعتنا هو إنجاز كبير وصواب، وأن ما يصدر من الجماعات الأخرى هو خطأ وإخفاق، وحتى عندما يكون إنجازها مما لا يمكن نكرانه فإننا نميل لإقناع أنفسنا ومن حولنا بأن هذا ما هو إلا "استثناء" شاذ عن القاعدة. 

هذا المنطق فيه ظلم كبير للآخرين، وخداع لعقولنا عندما نتعامى عن سلبياتنا وإيجابيات الآخرين، كما أنه يتضارب مع قوله تعالى: ﴿ ولا يجرمنكم شنآن قوم ألا تعدلوا ﴾ - والشنآن هو العداوة -، وقوله: ﴿ ولا تبخسوا الناس أشياءهم ﴾.

3. تحويل الاختلاف إلى خلاف: هناك فرق بين اختلاف وتعدد الآراء وطرق العمل وهو أمر إيجابي يساعد على استخراج الفوائد من كل واحد منها وتجنب مساوئه مما يقود للتكامل والتعاون، وبين التعصب الذي لا يطيق سماع الطرف الآخر إطلاقًا، ويحول ذلك إلى اختلاف ومواجهة وعداوة والاعتقاد بأن الصواب والخطأ معزولان تمامًا ولا يتجزآن، فعندما يكون طرف ما مصيباً فإنه لا بد أن يكون الخطأ من نصيب الطرف الآخر بنسبة 100%، ولا مجال لأن يكون الصواب والخطأ متوزعان على عدة أطراف بنسب متفاوتة تحثنا عن التعاون سوية لاستخراجهما من كل الأطراف لمضاعفة الإيجابيات والقضاء على السلبيات. طريق الخلاف هذا ليس له إلا نهاية واحدة هي "خسارة الجميع" التي يوقن بها كل من يتأمل في تاريخ البشرية الممتد لآلاف السنين، ولكن للأسف يبدو أن البشر لا يأخذون العبر ولا يتعلمون الدرس أبدًا. 

4. الشعور بالاستهداف والتضييق، وهذا ما يحفز الإنسان للقيام بعمل دفاعي مضاد وربما يكون استباقيا، فيكون جل اهتمامه وتفكيره منحصرًا في مصلحة الجماعة الخاصة المستهدفة دون الالتفات لمصحلة الجميع. 

 • من مشكلات التحزب: 

1. تغييب العقل وصوت العقلاء من داخل الجماعة وخارجها، وأخطر نتائجه على الإطلاق هي رؤية الباطل حقا والحق باطلاً. 

2. التحزب المضاد، حيث تسعى – في كثير من الأحيان - الفئة التي يمارس التحزب ضدها للدفاع عن نفسها مستخدمة نفس السلاح التي طالما اشتكت منه وصرخت بعدم شرعيته ومخالفته للعقل والإنصاف! وهذا مما يزيد الوضع سوءً، ويخلق مصدرًا لتحزبات جديدة ربما تكون أقوى من القديمة، وهكذا ندخل في دوامة لا يعلم نهايتها وما ستؤول إليه إلا الله. 

3. صعوبة التخلص منه حيث يربي كل جيل الجيل الجديد الذي بعده على هذه النفسية، وربما يكون الجيل الجديد أشد تعنتا من الجيل القديم لأنه يتعصب لأسباب لا يعرفها تمامًا ولأحداث لم يعايشها بنفسه وإنما سمعها من طرف واحد فقط. 

4. خسارة الجميع كمجموعة كبيرة، فكما هو معلوم أن «الكل أكبر من مجموع أجزائه». وقد هناك بعض الربح المؤقت لمجموعة معينة تظن أن التحزب لن يضرها بل بالعكس ربما يزيدها تألقًا، إلا أنها في حقيقة الأمر تظل خاسرة في النهاية لأنه كان يمكنها أن تحقق ربحا أكثر لو تعاونت مع البقية، ولأنه عندما يخسر الآخرون فإن ذلك سيقودها كمجموعة -بشكل أو بآخر- للخسارة المباشرة. 

5. استفحال الأخطاء نتيجة الابتعاد عن انتقاد الفئة المتحزب لها مما يؤدي لانعدام التجديد والإبداع والتعلم من الأخطاء وعدم تكرارها، فيقود الفئة للشيخوخة والعجز عن تحقيق ما يطمح له من ينتمي لها وربما تواجه بذلك نهايتها. وهذا ما حدث مع الدولة العثمانية والإتحاد السوفييتي. هذه العملية قد تكون تلقائية ولا شعورية أحيانًا، لأن عقل الإنسان يميل لتصديق ما يريد الإنسان تصديقه ويلتفت لذلك بكل سهولة، ولكنه لا يلتفت لما يخالف هواه إلا عند حدوث صدمة قوية. 

عدم معرفة الأخطاء يؤدي إلى عدم معرفة نقاط القوة كذلك، لأنه بهذا المنطق كل ما تقوم به المجموعة هو من نقاط القوة، وبذلك لا يمكن تركيز الموارد والجهود على نقاط القوة الحقيقية وتنميتها، وهذا ما يجعلها تخسر نقاط قوتها الفعلية إضافة لما تخسره بسبب نقاط ضعفها، لأنه لا يمكن لأي جماعة مهما كانت مميزة وقوية أن تكون الأفضل في كل الأمور وتشتت ما تملكه من قدرات على كل الأمور بما فيها الأمور التي لا تستطيع النجاح فيها. وهل توجد خسارة أكبر من هذه الخسارة؟ وهل يقبل أي شخص مخلص لجماعته التي ينتمي إليها ويتحزب لها ويحبها أن يقودها تحزبه وأمثاله لهذا المصير المأساوي؟ 

6. يجعل منا أضعف أمام المخاطر والعدو المشترك والحقيقي، وهاهو التاريخ يحدثنا عن تنازع ملوك الطوائف في الأندلس وتحزبهم ضد بعض، بل وباستعانتهم بالعدو ضد الأخ المختلف – وهذا ما يفعله بعضنا في هذه الأيام -، فما كانت نهايتهم؟ وهل فرق العدو بين جماعة وأخرى؟ وهل خسرت مجموعة دون أخرى لضعف الأولى وقوة الثانية؟ 

ولنقترب في التاريخ أكثر، فها هو موشي دايان –وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق الذي شارك في هزيمة الجيوش العربية المتحشدة واحتلال القدس والضفة الغربية وغزة وسيناء والجولان- عندما سئل عن سبب انتصار جيشه وهو جيش واحد على عدة جيوش، فأجاب ببساطة: «لأننا جيش واحد، وهم عدة جيوش». 

7. الحساسية المفرطة وافتعال المشاكل والحروب الكلامية والمعارك الطاحنة من لا شيء أحيانًا. وأن نرى أن خطأ غيرنا لا يغتفر ولكن خطأنا – إن رأيناه أصلا - هو شيء بسيط لا يذكر، في أحيان أخرى. بل وربما افتعال مشاكل على أمور يتفق الجميع عليها ويقر بها، ولكن التحزب يعمي الأبصار والأفئدة. 

8. التفكك الاجتماعي وحالة التشاحن والتباغض والحقد بين فئات المجتمع الواحد وربما بين أفراد الأسرة الواحدة – وهو ما يخالف العقل والدين قطعا -، وما ينتج عن ذلك من مشاكل اجتماعية ونفسية وجرائم أخلاقية نتيجة للجو العام الملوث بنزاعات تستهلك أكثر الطاقات وتحرم المجتمع والأمة من الاستفادة من هذه الطاقات في مواقعها الطبيعية - كالاهتمام بالشباب وقضاياهم مثلا - مما يخلف خللا لا محالة منه في النظام العام تنتج عنه مثل هذه الجرائم المأساوية والعقد النفسية والاجتماعية التي يدفع الجميع ضريبتها. 

الخلاصة:

التحزب جلب على المجتمع اليمني مشكلات (التعصبية، والمناطقية) واشعل فتيل حروب جديدة بين الاطراف الحزبية، كما قام بتمزيق الأسرة الواحدة إلى عدن تشرذمات تتقاتل فيما بينها وتتجادل لأجل هذا الحزب أو ذاك.

ولهذا تجدر الحاجة الملحة إلى التخلص من الحزبية والاستغناء عنها، والبقاء أمة واحدة موحدة لمواجهة المخاطر المحدقة بها.

 

Total time: 0.0554