وفي يومين داميين للقوات الاجنية قالت قوة المعاونة الامنية الدولية (ايساف) ان أربعة جنود اخرين من قوات حلف الاطلسي قتلوا في هجومين منفصلين يوم الاحد على أيدي متشددين في شرق وجنوب البلاد.
ومعظم القوات الاجنبية التي تخدم في هذه المناطق من الامريكيين رغم وجود بعض الجنود الفرنسيين في اقليم كابيسا في الشرق.
وفي باريس قال مكتب الرئيس الفرنسي ان جنديين فرنسيين قتلا وأصيب خمسة اخرون في أفغانستان يوم الاحد عندما هاجمهم متشددون في وادي تاجاب باقليم كابيسا. ولم يرد أي تأكيد فوري عن جنسية الجنديين الاخرين.
وقال المكتب في بيان "يعبر رئيس الدولة مجددا عن تصميم فرنسا على مواصلة العمل مع قوة المعاونة الامنية الدولية (ايساف) لاستعادة السلام والاستقرار في هذا البلد."
وقتل 30 جنديا امريكيا من القوات الخاصة التابعة للبحرية التي قتلت زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن وسبعة افغان ومترجم في حادث تحطم الطائرة الذي وقع ليل الجمعة بعد أسبوعين من بدء القوات الاجنبية تسليم المسؤولية الامنية لقوات الامن الافغانية.
وسارعت حركة طالبان الى اعلان مسؤوليتها عن اسقاط الطائرة بقذيفة صاروخية غير ان الحركة كثيرا ما تبالغ في الاحداث التي تتضمن اهدافا اجنبية او تابعة للحكومة الافغانية. وقال مسؤول امريكي في واشنطن ان من المعتقد أن الطائرة تم اسقاطها.
واكدت قوة المعاونة الامنية الدولية في افغانستان (ايساف) عدد القتلى ليل السبت والذي أعلنه اولا الرئيس الافغاني حامد كرزاي وقال ان التحقيق في سبب الحادث لايزال جاريا.
وفي واشنطن قال البيت الابيض ان كرزاي اتصل بالرئيس الامريكي باراك اوباما وعبر الاثنان عن أسفهما للخسائر البشرية التي تعرضت لها الدولتان وتعازيهما لاسر الضحايا.
وأضاف البيت الابيض في بيان "أكد الرئيسان مجددا التزامهما بالمهمة في أفغانستان التي تعد حيوية لامن البلدين واتفقا على البقاء على اتصال وثيق."
والتزم مسؤولو حلف الاطلسي في كابول الصمت يوم الاحد بشأن الاسباب المحتملة لحادث تحطم الطائرة وقالوا ان عملية انتشال الجثث من الموقع في وادي يبعد نحو 80 كيلومترا جنوب غربي العاصمة لا تزال مستمرة.
وجاء تحطم الطائرة في وقت يتزايد فيه القلق في الولايات المتحدة واوروبا بشأن الحرب المكلفة والتي يتراجع التأييد لها بشكل كبير.ومن المقرر ان تنسحب كل القوات القتالية الاجنبية من أفغانستان بنهاية عام 2014 ولكن بعض أعضاء الكونجرس الامريكي يتساءلون عما اذا كانت وتيرة تسليم المسؤولية الامنية تجري بالسرعة اللازمة.
وتحطمت الطائرة وهي من طراز تشينوك في اقليم ميدان وردك الى الغرب من كابول ليل الجمعة.
وقال الجنرال جون الن الذي تسلم قيادة قوة ايساف من الجنرال ديفيد بتريوس منذ ثلاثة أسابيع في بيان صدر ليل السبت "لا تستطيع الكلمات أن تصف الحزن الذي نشعر به بعد هذه الخسارة المأساوية."
واضاف "كل من قتلوا في هذه العملية كانوا ابطالا حقيقيين اعطوا الكثير دفاعا عن الحرية."
وقال مسؤول امريكي ان بعض القتلى الامريكيين اعضاء بالقوات الخاصة التابعة للبحرية الامريكية وهي الوحدة التي قتلت زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في مايو ايار في باكستان ولكن لم يكن اي من القتلى ضمن الفرقة التي اغارت على بن لادن.
وقالت ايساف ان هذا هو اكبر عدد من القتلى من الجنود الامريكيين يسقط في حادث واحد في افغانستان.
وقال ليون بانيتا وزير الدفاع الامريكي في بيان يوم السبت ان الولايات المتحدة "ستبقى على النهج" حتى تكمل المهمة في افغانستان وهي نفس الروح التي عبر عنها الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فو راسموسن.
ومن شأن تحطم الطائرة الهليكوبتر ان يثير المزيد من التساؤلات بشأن عملية نقل المسؤولية الامنية ومدى الحاجة لبقاء القوات الاجنبية في افغانستان.
وكتب الجنرال ريتشارد دانات قائد الجيش البريطاني في الفترة بين عامي 2006 و2009 في صحيفة صنداي تليجراف "في حين نقر بحجم الفاجعة الشخصية للخسائر البشرية في كارثة الطائرة فان من المهم الاعتراف بأنها ستكون فاجعة اكبر التأثر بموجة من العواطف التي نتفهمها واستخدام ذلك ذريعة للانسحاب الان."
ومع استمرار الشكوك بشان سبب التحطم اجتمع كرزاي مع مستشاريه الامنيين يوم الاحد لمناقشة ما وصفه "بحادث الهليكوبتر". وطالبهم بأن يكونوا على أهبة الاستعداد للتصدي لمحاولات اخرى من قبل المسلحين لاخراج عملية تسلم المهام الامنية عن مسارها.
وقال كرزاي في بيان نشره القصر الرئاسي "في الوقت الذي تمضي فيه عملية تسلم المهام الامنية يريد أعداء أفغانستان تعطيل العملية الوطنية بأي وسيلة."
وزعم قادة امريكيون واخرون في حلف الاطلسي تحقيق نجاح في وقف تصاعد التمرد في معقل طالبان بالجنوب رغم ما ابداه المتمردون من قدرة على تغيير خططهم وشن هجمات في مناطق اخرى.
لكن العنف في أسوأ حالاته في افغانستان منذ أطاحت قوات افغانية مدعومة بالقوات الامريكية بحكومة طالبان في اواخر عام 2001 في ظل سقوط أعداد كبيرة من القتلى من الجنود الاجانب وخسائر قياسية في صفوف المدنيين في الاشهر الستة الاولى من عام 2011 .
وفي العام الماضي سقط اكبر عدد من القتلى من الجنود الاجانب في افغانستان حيث قتل 711 . وبحادث التحطم في ميدان وردك وقتلى يوم الاحد يصبح عدد القتلى من الجنود الاجانب 383 جنديا على الاقل حتى الان في العام الحالي أكثر من ثلثيهم من الامريكيين