قتلت القوات السورية الثلاثاء 30 مدنيا على الاقل وتحركت الى بلدة قريبة من الحدود مع تركيا، يأتي ذلك رغم ضغوط وزير الخارجية التركي على الرئيس بشار الاسد لوقف الهجمات على الاحتجاجات، في حين ردّ بشار الاسد بالتشديد على أن بلاده لن نتهاون في ملاحقة المجموعات الارهابية.
قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء لدى عودته الى انقرة بعد محادثات مع الزعماء السوريين في دمشق ان تركيا طالبت الحكومة السورية بوقف قتل المدنيين.
وقال داود اوغلو ان حكومته ستراقب الاحداث في سوريا على مدى الايام القادمة. ووصف محادثاته مع الرئيس بشار الاسد بانها صريحة وودية قائلا ان حكومته ستظل على اتصال بكل أجزاء المجتمع السوري.
وحث الزعماء الاتراك الاسد بشكل متكرر على وقف العنف واجراء اصلاحات عادلة بعد تفجر احتجاجات شعبية مناهضة لحكمه قبل خمسة اشهر.
وقال داود اوغلو ان تركيا تأمل في ان تشهد سوريا عملية انتقال سلمية تتيح للشعب السوري صياغة مستقبله. ونصحت تركيا الاسد بتطبيق اصلاحات تمهد السبيل لانتقال سوريا الى نظام سياسي تعددي
واكد الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء خلال لقائه وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو انه لن يتهاون في ملاحقة "المجموعات الارهابية"، حسبما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).
ونقلت سانا عن الاسد قوله للوزير التركي "لن نتهاون في ملاحقة المجموعات الارهابية من اجل حماية استقرار الوطن وامن المواطنين".
وتتهم السلطات السورية "مجموعات ارهابية مسلحة" بترهيب السكان والوقوف وراء اعمال العنف والاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ منتصف اذار/مارس.
وقال الاسد ان "سوريا مصممة على استكمال خطوات الاصلاح الشامل التي تقوم بها ومنفتحة على اي مساعدة تقدمها الدول الشقيقة والصديقة".
وقال اوغلو من جانبه ان "تركيا حريصة على امن واستقرار سورية".
ونقلت سانا عن الوزير داود اوغلو قوله ان "سورية بقيادة الرئيس الاسد ستصبح نموذجا في العالم العربي بعد استكمال الاصلاحات التي اقرتها القيادة السورية".
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اعلن السبت ان صبر تركيا "نفد" ازاء مواصلة النظام السوري القمع الدموي للمتظاهرين.
من جهتها، طلبت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون من نظيرها التركي ان ينقل الى دمشق رسالة واضحة مفادها ان على السلطات السورية "اعادة جنودها فورا الى ثكناتهم"، كما اعلنت وزارة الخارجية الاميركية.
ومنذ بداية حركة الاحتجاج في سوريا في 15 اذار/مارس قتل حوالى الفي شخص واعتقل اكثر من 12 الفا بحسب منظمات حقوقية.
30 قتيلا على الاقل في سوريا بينهم 17 في دير الزور
قتل 30 شخصا على الاقل الثلاثاء في سوريا برصاص قوات الامن بينهم 17 في مدينة دير الزور شرق البلاد والتي داهمها الجيش السوري وقوات الامن صباح الثلاثاء، وفق حصيلة جديدة من ناشطين حقوقيين.
واضاف المرصد ان "النشطاء في مدينة دير الزور اكدوا مشاهدة 15 جثة ملقاة في الشوارع في الحويقة وجبيلة والقصور والجورة ظهر الثلاثاء اثر العمليات الواسعة التي شنتها القوات العسكرية والامنية السورية في الكثير من احياء المدينة، كما اكدوا وجود اكثر من 50 جريحا جراح بعضهم حرجة". وكان شخصان آخران قتلا صباح الثلاثاء.
واضاف ان الدبابات ترافقها سيارات امنية ترفع رشاشات ثقيلة تنتشر في الشوارع وفي ساحة الحرية التي شهدت تظاهرات حاشدة في الاسابيع الاخيرة، مشيرا الى "اعتقالات واسعة" في هذه المدينة الواقعة على بعد 430 كلم شمال شرق العاصمة.
وتابع ان "اطلاق النار يسمع في اكثر من منطقة والنيران استهدفت مستشفيين".
واشار المرصد الى انه "يتم إسعاف الجرحى في المنازل دون وجود أدوية بسبب اغلاق الصيدليات، كما يعاني السكان من فقدان الخبز".
واوضح المصدر نقلا عن الشهود ان اكثر من 30 دبابة وناقلة جند مدرعة شوهدت بعد الظهر "تسير باتجاه مسجد عثمان بن عفان".
وفي بنش، في منطقة ادلب، قال ناشطون ان اربعة اشخاص قتلوا بينهم طفل في الثالثة عشرة. وتوجد ادلب شمال غرب البلاد، قريبا من الحدود التركية.
وفي محافظة حماة، شمال دمشق، "قتل ستة مدنيين في بلدتي حلفايا وطيبة الامام بينهم ثلاثة اطفال وذلك خلال العمليات الامنية والعسكرية المستمرة منذ صباح الثلاثاء"، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال ناشط على الارض ان حماة تعاني من "نقص حاد في المواد الغذائية الاساسية". وينفذ الجيش السوري عمليات مداهمة في حماة منذ قرابة عشرة ايام.
ومن جانبهم، اكد نشطاء من سكان طيبة الامام وحلفايا ان "عدد الشهداء مرشح للارتفاع بشكل كبير بسبب وجود عدد كبير من الجرحى جراحهم خطرة".
وفي محافظة حمص، "قتل مدنيان من سكان تجمع قرى الحولة برصاص عناصر من الشبيحة اطلقوا عليهم الرصاص ولاذوا بالفرار"، وفق المرصد السوري.
واضاف المرصد ان "رجلا يبلغ من العمر 35 عاما قتل تحت التعذيب. كان الرجل اعتقل قبل اسبوع من جوار منزله واليوم ابلغ ذووه انه فارق الحياة".
ومنذ بداية حركة الاحتجاج في سوريا في 15 اذار/مارس قتل حوالى الفي شخص واعتقل اكثر من 12 الفا بحسب منظمات حقوقية.
وتتهم السلطات السورية "مجموعات ارهابية مسلحة" بترهيب السكان والوقوف وراء اعمال العنف والاحتجاجات.
والثلاثاء، اكد الرئيس السوري بشار خلال لقائه وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو انه لن يتهاون في ملاحقة "المجموعات الارهابية".