أخبار الساعة / يحيى علي شرف
في غمرة احتفالات بلادنا بالعيد الوطني العشرين للوحدة المباركة ، تتجه أنظار الشباب وكل المتابعين إلى ما تراه الأعين أمامها بارزاً من مظاهر الاحتفال بالعيد ، وما نلمسه مع اقتراب يوم الـ22من مايو من كل عام ، حيث تزهو شوارعنا بأبهى حلة ، ترصف الشوارع وتزين ، وتلحن طيور الفرح أصدق الأغاني وأجمل العبارات فرحاً بالعيد وطرباً لهذه المناسبة .
ومع كل دورة تتجدد آمال الشباب وتقترب إلى الحقيقة طموحاتهم ، ويصارعهم شعور بأن أحلامهم ستخطو لتكون حقيقة وواقعاً ملموساً ، حيث أن الشباب في كل خطة والاهتمام بهم احتوته مختلف البرامج على مستوى كل دول العالم نظراً لما يمثله الشباب من ثروة بشرية حقيقية لا تنضب .
مع كل فرحة ومع كل عيد ، يحلم الشباب بأن واقعهم سيشهد تحولاً نحو آفاق الخير والبناء ، وأن الخطط والبرامج الاستراتيجية لا يمكن لها أن تنسى أو تتجاهل عنصر الشباب ، بل ستخصص لهم مساحات واسعة من أجل دعمهم ورعاية مشاريعهم الخاصة ، كما يحلم الشباب أيضاً بأن الغد سيسلمهم راية النهوض بالوطن ويمنحهم كل الآليات الكفيلة بذلك .
نثق تماماً أيها الشباب أن لكل عيد مظاهره ويجب أن تكون تلك المظاهر معبرة عما يختلق في أعماق الناس ويلبي مختلف طموحاتهم وتطلعاتهم ، فالشباب في هذا العصر لم يعودوا بحاجة ماسة إلى ملصقات عملاقة تكلف الملايين ، كما أن أحلامهم لا تصل إلى التفكير في ضرورة تزيين الشوارع والممرات ، بل إن طموحات الشباب تحتم أن يتغير مجرى التفكير نحو التأهيل والتدريب والرعاية الحقيقية ، الشباب يتطلعون اليوم إلى امتلاك القاعدة الأساسية والبنية التحتية من أجل الانطلاق نحو بناء مستقبلهم المنشود الذي رماه المجتمع على عاتقهم .
إننا حينما نتحدث عن احتياجات الشباب في حاضرنا نتطلع لأن يكون للشباب توجه خاص يعمل على دمجهم في إطار قافلة البناء والتنمية بتأهيلهم وتدريبهم ومنحهم الخبرات والمعارف بما يمنحهم خبرة عملية في أيديهم تقودهم إلى القدرة الذاتية على التخطيط لمستقبلهم .
وحينما يتجه القائمون على التخطيط للبرامج الشبابية نحو القشرة الظاهرية والاهتمام بالشباب لمرحلة محدودة تنتهي بانتهاء الحدث فإنهم يضعون الشباب في دائرة مفرغة بعد انتهاء تلك البرامج مباشرة ، حين يشعر الشباب بأن مشاركاتهم تلك لم تمنحهم تأشيرة المرور إلى واقع أفضل ولم تهبهم فرصة المشاركة في صنع وإضاءة مستقبلهم .
إن الشباب اليوم بحاجة إلى ما يؤمن لهم رحلتهم المستقبلية ، هم في غمرة هذه الاحتفالات بحاجة إلى من يرعى طموحاتهم ويدعم مشاريعاً تقوي من مكانتهم في المجتمع وتجعل لهم القدرة على تحمل مسئولياتهم ، هم اليوم بحاجة إلى المشاريع الخاصة والصغيرة وربما المصغرة المدرة للدخل والتي يمكن لها أن تكون مستقبلاً مشاريعاً استراتيجية تضمن تشغيل أعداد كبيرة من الشباب في ظل تفاقم أرقام ونسب البطالة في بلادنا .
شبابنا اليوم تشتد حاجتهم نحو استثمار إبداعاتهم وملكاتهم وتشجيع كل قدرات العطاء التي يمتلكونها وفي الوقت ذاته يمكن أن تضيع منهم تلك القدرات إذا لم تجد من يرعاها .
أخيراً
إن ما يصرف على مشاريع آنية تنتهي دون استفادة تذكر يمكن أن توجه لمشاريع فعلية استراتيجية تعمل على تشغيل الشباب وتنميتهم كثروة يمكن الاعتماد عليها في الحاضر والمستقبل ، ولا عيب إن أخطأ البعض اليوم في استثمار الإمكانيات المتاحة لكن عليهم ألا يقعوا في الخطأ ذاته مستقبلاً حتى لا تضيع ثروة عنوانها الشباب .