المراقب لتواتر الاحداث في المنطقة، يلاحظ ان هناك تغييرات كبيرة في السياسة السعودية، بدأت مع عاصفة الحزم في اليمن، ومن المتوقع ان يؤثر هذا التحول بشكل ايجابي في قضايا المنطقة العربية.
نجاح السعودية في قيادة التحالف العربي في اليمن، وتحقيق مايقارب 90بالمائة من اهدافه العسكرية،هو ما شجعها لإعلان التحالف الإسلامي، لمواجهة المنظمات الارهابية في المنطقة، وهذا يدل على تحفز سعودي للامساك بأخطر الملفات في المنطقة، وحشد الجهود والإمكانات العربية والإسلامية حولها،وهذا في الواقع يؤشر الي انتقال المملكة من محور الاعتدال العربي الي محور المواجهة، هذا التغيير اللافت في السياسة السعودية اربك حسابات كثيرين، لاسيما الغرب، وإيران، وروسيا، ودفعهما للتخبط في مواقفهم، بينما ظل الموقف السعودي ثابت وفي خط مستقيم، وهذا ما ادى في تصوري الي نجاح عاصفة الحزم، ورعد الشمال، ودفع روسيا الي تفضيل خيار الانسحاب من سوريا على خيار المواجهة مع التحالف الاسلامي بقيادة المملكة.
اسلوب المواجهة الذي انتقلت له السعودية، قلب كل التوقعات، واربك حسابات لاعبين اقليمين ودوليين، فالسعودي ثقل مالي واقتصادي عالمي كبير، وإذا ما تم توظيف الورقة الاقتصادية، الي جانب الورقتان السياسية والعسكرية، في التعامل الايجابي تجاه قضايا المنطقة، فمن المتوقع ان اشياء كثيرة سوف تتغيير لصالح العرب والمسلمين، من اليمن الي سوريا الي العراق الي فلسطين، وغيرها، وسيضعف حضور ايران كلاعب في المنطقة، وسيحجم من دورها كثيرا، فضلا عن كون ذلك سيحبط الورقة الطائفية، التي تراهن عليها اسرائيل ومن خلفها دول غربية، لاعادة تشكيل الشرق الاوسط وفق خططها المرسومة، والتي اصبحت مفضوحة، وتخسر باستمرار، لصالح صعود عربي وإسلامي بازغ بقيادة المملكة.