اخبار الساعة - وكالات
تجلس وزيرة حقوق الإنسان اليمنية السابقة حورية مشهور على طاولة وتردد: "أنا ذهبت.. أنت ذهبت"، باللغة الألمانية فيقوم طلابها في حصة اللغة الألمانية التطوعية بترديد هذه العبارات ببطء، في غرفة صغيرة ببلدية دوربلينغ في ولاية شليسزفيغ هولشتاين، التي تقيم فيها حالياً كلاجئة.
تعليم اللغة الألمانية للاجئين الجدد الذين لا يملكون الحق في الحصول على دورات اندماج حالياً ومساعدتهم في الدوائر الحكومية هو أكثر ما يمكن أن تفعله مشهور الآن، إلى جانب إلقاء المحاضرات عن الوضع الحالي في اليمن، ولا تستطيع تقديم شيء لبلادها "بتاتاً"، بحسب ما نقل عنها تلفزيون "NDR" الألماني.
وتقول مشهور للقناة إن "الوضع في اليمن سيئ جداً، هناك حرب، الرئيس ورئيس الوزراء والحكومة ليسوا موجودون في اليمن، هناك دائماً صعوبات، وانفجارات وحرب، حرب حقيقية!".
الفرار من اليمن
وتروي السيدة اليمنية (62 عاماً)، كيف اقتحم أشخاص يرتدون زياً عسكرياً وزارة حقوق الإنسان عندما حاول الرئيس اليمني السابق علي عبدالله الصالح استعادة السلطة بمساعدة الحوثيين، واستطاعت الفرار بعد أن تلقت تحذيراً من أصدقائها.
وتقول مشهور إن الناس الذين صادفوها في المطار سألوها إن كانت وزيرة حقوق الإنسان، فقالت لهم: "كنت كذلك، لكن لا أحمل صفة رسمية الآن"، مشيرة إلى أنه هكذا حالفها الحظ وصعدت الطائرة، وأن ذلك ما كان لينجح لاحقاً.
مساعدة السوريين
وترافق القناة مشهور في إحدى زيارتها لمركز العمل "جوب سنتر"، بقصد مساعدة لاجئ سوري يدعى عبدالرحمن، وهو فنان وموسيقي سوري، في تسجيل نفسه. وتؤكد له أنه عليه أن يبين للمركز أن لديه شهادة قيادة أوروبية خاصة بالشاحنات، ما يحسّن فرصه في سوق العمل والاندماج.
وتعبر مشهور عن تأييدها لسياسة اللجوء في ألمانيا قائلة: "بالنسبة لي كلاجئة وناشطة حقوق إنسان هي سياسة جيدة، عندما يتم الترحيب بالناس الذين لديهم مشاكل في بلادهم. وصدقوني: سيكون هؤلاء الناس عناصر إيجابية حقاً في هذا المجتمع".
ورداً على سؤال حول ما إذا كان بإمكان ألمانيا استقبال المزيد من اللاجئين، لم ترد مشهور بطريقة مباشرة وإنما كانت إجابتها عامة فقالت: "ألمانيا دولة مستقرة، حقوق الإنسان محترمة بدرجة كبيرة. والاقتصاد الألماني قوي أيضاً، هناك القليل من البطالة".
وتشير القناة العامة الألمانية إلى أن حورية مشهور أشرفت على عدة مشاريع لصالح منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونسكو)، وعلى نحو خاص المتعلقة بالمرأة، وكانت قيادية في الحركة السلمية الاحتجاجية على الدكتاتور علي عبدالله الصالح، ثم تولت في عام 2011 وزارة حقوق الإنسان.
المصدر : هافينغتون بوست عربي