ساقف امام ثلاثة من القادة والرموز الفلسطينية التي سجلت اروع البطولات بمواجهة العصابات الصهيونية خلال العقد الحالي وهم حنين الزعبي، رائد صلاح والرفيق احمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية، وهذا لا يعني اطلاقا تغييب اخرون او الغاءا لنضالاتهم ودورهم النضالي اطلاقا، فهناك العشرات من الابطال الذي اثبتوا فعلا انهم جديرون بهذا اللقب، القائد هو ذلك الذي يكون بالصفوف الاولى مثلا بالعطاء والتضحية والفداء، فكان ابو علي مصطفى والشيخ احمد ياسين والرئيس ابو عمار الذين استشهدوا وهم بساحات النضال والمواجهة مع هذا الكيان، واختاروا الشهادة من اجل فلسطين وعلى طريق التحرير والعودة.
حنين الزعبي ابت الا ان تؤكد من خلال مشاركتها باسطول الحرية بان فلسطين واحدة ارضا وشعبا، وان وجودها عضوة بالكنيست " الاسرائيلي" لا يلغي عنها انتمائها الوطني، فهي فلسطينية الجذور سواء رفض او وافق قادة وعنصريي هذا الكيان، اقدمت على هذا العمل البطولي للمشاركة باسطول الحرية لفك الحصار عن غزة وهي مقتنعة بموقف عدائي من قبل هذا الكيان وقادته ردا على هذه المشاركة، كان انحيازها الى غزة لانها رفضت الظلم الواقع على القطاع، حيث القطاع ما زال محتلا وسكانه لا يتوفر لديهم الغذاء والدواء المناسب، قالت انها جريمة العصر، جريمة ضد الانسانية، فسألت نفسها: كيف ترضى دول العالم ومنها العديد من الدول العربية ان تضع شروطا لاطعام طفلا او علاج مريضا مقابل تنازلا سياسيا فلسطينيا؟ ابت حنين هذه الشروط المذلة على الشعب الفلسطيني وكان رفضها نابعا من انتمائها الوطني الى الارض الواحدة والشعب الواحد.
رائد صلاح، عرفناه مناضلا وبكل الساحات وبكل المواقع، تجده مرة بالقدس يدافع عن انتمائها الاسلامي والوطني وتارة اخرى بأم الفحم ليؤكد على فلسطينيتها، ولم يتخلى اطلاقا عن الضفة، ليراه الشعب الفلسطيني يمتطي البحر متوجها الى غزة رافضا استمرار الحصار، علمتنا جرأته الوطنية ان نفهم بان فلسطين لن تكون الا من النهر الى البحر، وان الارداة الفلسطينية غير قابلة على الكسر، فهي اقوى من الغزاة مهما كان جبروتهم، ويؤكد المناضل صلاح ان لا احد يمنعه من الانتماء الى هذا الشعب العظيم، واجبه الوطني فرض عليه ان يكون بالصفوف الامامية بالتصدي للكيان الصهيوني واجراءاته وممارسته بحق الشعب والوطن، ليكون للشعب الفلسطيني القائد الذي يأبى الا ان يكون ضمن الصفوف وبمقدمتها من اجل فلسطين، دفاعا عن الوطن والمقدسات، ضد الظلم والقهر والحصار والاستيطان، ليتمتع شعبنا بحقوقه كباقي شعوب العالم التي لها الحق بان تعيش بحرية على ارضها ووطنها، فكان صاحب القول المشهور باقون كالزعتر والزيتون.
من كان يتوقع بأن القائد احمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ان تكون لديه من الجرأة التي لا تتوفر عند غيره، يتحدي الكيان الصهيوني امام مراى ومسمع قادته وجنوده مباشرة بعد اغتيال ابو علي مصطفى حيث كانت كلماته واضحه كالشمس: ...عهدا لك يا عنوان عزتنا... لن يكون شعارنا اقل من الراس بالرأس والعين بالعين والسن بالسن والمجد للشهداء والعز لشعبنا والعار كل العار للصهاينة الانذال ..." فكان الرد بالمستوى التي راته الجبهة الشعبية وقيادتها، وبمستوى الكلمات التي نطقها القائد ابو غسان، غير عابثا بحجم الرد الصهيوني، فكان بكلماته يعبر عن ارادة وعزيمة واصرار وتحدي افتقدها الاخرون، فاستقبلته سجون السلطة التي لم تلين من عزيمته، فاعتقد الاحتلال لاحقا ان باعتقاله ومحاكمته وعزله بسجون النازية الصهيونية الجديدة سينال من عزيمته وارادته، فكان الاحتلال يجهل هذا القائد الذي عاش وتحدى جلاديه واقبية سجونه باكثر من مواجهة واعتقال منذ عام 1967، اراد الاحتلال المساس بمواقفه وتحطيم ارادته فوجده القائد الذي لا يعرف مصطلحات التراجع والهزيمة، فكان القائد الذي يعرف تفاصيل المقاومة والمواجهة، رفض الاعتقال واعتبر الاحتلال غير شرعي، وطعن بمحاكمهم ورفض الانصياع لقرارتهم، واعتبرها باطلة باعتبار ان الكيان الصهيوني غير شرعي وباطل من اساسه، واكد على مسمع جنوده وقيادته بان حقوق شعبنا هي بالعودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، فعزلوه عن العالم وعن عائلته.
قادة جديرون بالاحترام باعتبارهم مثلا بالتضحية والفداء، ونسأل: لماذا الكيان الصهيوني يخاف من احمد سعدات ورائد صلاح وحنين زعبي؟ لماذا قادة رام الله تطالب شعبنا بعدم اعطاء الاحتلال مبرارات وتعتقل المقاومون؟ فمن يستجدي الاحتلال غير جدير بالقيادة، لقد زرعوا هؤلاء القادة بداخلنا عزيمة الارادة والتحدي والمواجهة، وان لا نخاف هذا العدو، فهو الذي يخاف من ارادة شعبنا النضالية، فهو لا يدرك كم من الطاقات يختزل شعبنا، فهذا الكيان لا يدرك كم هي حجم التضحيات التي بامكان شعبنا ان يقدمها، فتحية لكم ايها القادة يا رموز النضال والعطاء والفداء، فبكم عزيمتنا تكون اقوى ومنكم وبصمودكم نتعلم فنون النضال والصمود والتحدي والمواجهه، فاثبتم بنضالكم وبمواقفكم وبصمودكم وبتحديكم بان هذا الكيان هو الذي يخاف شعب فلسطين، يخاف نسائه قبل رجاله يخاف من اطفاله قبل شيوخه.
06/06/2010