أشاد رئيس وفد جماعة الحوثي إلى محادثات الكويت محمد عبد السلام بأعمال الجلسة الافتتاحية بالكويت متطلعا إلى أن تكون الأمور متقدمة إلى ما فيه الخير.
مؤكدا بان الأجواء والبوادر تشهدان فرقا عن لقاءات جنيف، ونتمنى عند الوصول إلى جدول الأعمال وأن تكون التفاهمات جيدة، ولكن هناك فارق كبير بين مشاورات جنيف سويسرا والكويت حاليا، لعدة أسباب، أبرزها أولا: فيما يخص ما حصل من تفاهمات مع الإخوة في المملكة العربية السعودية، واللقاءات التي تمت في ظهران الجنوب،
وتحدث عبد السلام عن علاقة جماعته بالسعودية ومدى التفاهم بين الطرفين وعن مسار مفاوضات الكويت وعن سر تحول علاقتهم بدولة ايران بعد ان كانت اكبر محرض لهم على التمرد في اليمن.
جاء ذلك خلال حوار اجرته صحيفة سعودية "الوطن" ولأول مرة مع قيادي ومسؤول حوثي كبير والذي اكد فيه الدور الرئيسي الذي لعبته المملكة في المفاوضات التي تجرى حاليا بالكويت، مشيرا إلى أن هناك تواصلا مباشرا مع المملكة وأنها أعطت تطمينات وتأكيدات بأن المسار أصبح مسار سلام، وأنهم سيقفون مع الجميع.
وفيما يلي نص الحوار
مرحلة جديدة
نريد منكم وصفا لأبرز المتغيرات، بين لقاءات جنيف سابقا والكويت اليوم، والمستجدات الأخيرة؟
بداية أرحب بالحديث معكم، ونحن نسعى إلى أن نؤسس لمرحلة جديدة للتواصل مع المجتمع العربي وخاصة الخليجي والسعودية على وجه الخصوص، والتعرف سواء على الأحداث التي ألقت بظلالها على الوضع، وما المطلوب منا حتى نتقدم إلى الأمام ونتجاوز كل نقاط الخلاف ولذا أعتقد ذلك خطوة جيدة.
في الحقيقة عملنا الجلسة الافتتاحية بالكويت ونتطلع ونأمل أن تكون الأمور متقدمة إلى ما فيه الخير. الأجواء والبوادر تشهدان فرقا عن لقاءات جنيف، ونتمنى عند الوصول إلى جدول الأعمال وأن تكون التفاهمات جيدة، ولكن هناك فارق كبير بين مشاورات جنيف سويسرا والكويت حاليا، لعدة أسباب، أبرزها أولا: فيما يخص ما حصل من تفاهمات مع الإخوة في المملكة العربية السعودية، واللقاءات التي تمت في ظهران الجنوب، وما تم قبلها من لقاءات والتهدئة التي حصلت أو بدأت في الحدود، بالتأكيد كان لها دور مهم وأن تلقي بظلالها على المحادثات القائمة، والمملكة لها دور رئيسي في العمل اليوم بشكل أساسي على ما يجري في اليمن، ونعتقد أن الفرصة اليوم مهيأة، بسبب أن الموقف أو التطمينات أو التفاهمات التي تمت مع الإخوة في المملكة سواء من مخاوفهم منا أو ما كنا نحن نريد أن نفهم بالنسبة لموقفهم للوضع العسكري والسياسي في اليمن، هذا بالنسبة لما يخص الموقف أو الوضع على المستوى الإقليمي أو الدولي، كذلك التواصلات التي تمت مع السفراء ومع الدول الأخرى المعنية والمهتمة بالشأن اليمني، بالنسبة للوضع الداخلي فتعزز كما أن الحل السياسي أصبح ضرورة، كاشفا أنه بعد جنيف 1 ربما كان الوضع لا يزال مشدودا، واليوم ربما أن الجميع مدرك أن الحل السياسي في اليمن هو ما يجب أن يتحرك الجميع له، ولهذا نحن نعتقد أن هذا هو الفرق بين جنيف والكويت. ثالثا إن المحادثات تجري اليوم في الكويت والكويت بلد عربي وعاصمة خليجية، وذلك سيسهم في أن يكون للحوار السياسي نجاحا متقدما، ولذلك كل هذا بالنسبة لنا كممثلين لأنصار الله في اليمن، نعتقد أن تلك آمال ونتمنى أن تتحقق، لنصل نحن إلى سلام ينعم به أبناء اليمن، ودور المملكة كان دورا مهما ولا تنسى أننا في ظهران الجنوب وقعنا اتفاقا، و(6) محافظات يمنية كانت تشهد صراع وهي محافظات تعز ومأرب والجوف وشبوة والضالع وميدي في محافظة حجة، كان له دور ليسهم في قضية أساسية هي أن يكون للمملكة دور كبير.
تأخر الحضور
ما الأسباب الفعلية خلف تأخركم عن حضور مشاورات الكويت في الوقت المحدد لانطلاقها، وهل كانت هناك خلافات مع المؤتمر الشعبي؟
أخي الكريم التأخير الذي حصل لم يكن له أي خلاف لا داخلي، ولا خلاف على أساس الدولة المضيفة، المشكلة كانت مرتبطة بمسألتين، الأولى إيقاف إطلاق النار بشكل جاد وصحيح، خاصة الغارات الجوية في بعض الجبهات مثل مأرب والجوف، والمسألة الثانية هي مسألة عدم وضوح الأجندة وتسلسلها الزمني، ولهذا تلقينا تطمينات أولا من خلال التواصل المباشر مع الإخوة في المملكة، وتأكيدات أن المسار أصبح مسار سلام، وأنهم سيقفون مع الجميع، والموقف الواضح لهم بالنسبة للمشاورات وما هو المدى المنظور وكذلك بعض الاستفسارات في الجوانب الأخرى كالجانب الأمني والسياسي، وكذلك تلقينا رسالة من مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ تؤكد أن النقاط الخمس ليست متسلسلة وإنما ممكن مناقشتها بندا بندا للوصول إلى أرض اتفاق شامل إضافة إلى رسائل تلقيناها من سفراء الدول دائمة العضوية، تؤكد أن الدعم للسلام سيكون مؤكدا، وسيقومون بدورهم وأكثر لوقف النار.
الأطفال الأسرى
عدد من الأسرى الحوثيين لدى المقاومة والجيش من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 15 عاما، اعترفوا بإجباركم لهم للمشاركة في القتال، ألا ترى في ذلك مخالفة لاتفاقيات حماية الطفل؟
هذه المسألة من المسائل العالقة التي تتداخل فيها التقاليد اليمنية مع الوضع العسكري والأمني، نحن لم نحقق بعد أو نصل إلى أن هناك جهات دولية قدمت تحقيقات معروفة ومشهود لها في مثل هذه المسائل، ولكن اليمن أحيانا الأطفال أو الشباب يلبسون الزي اليمني المعروف للمباهاة والاحتفالات، ويحملون أسلحة كلاشينكوف أو مسدسات أو غيرها، ولذلك عندما تطرح مسألة تسليح اليمنيين أو تسليح الأطفال هذه غير صحيحة، لا تنس أن هناك أطفالا من اليمن يضطرون للذهاب لأعمال شاقة بسبب الوضع الاقتصادي.
مناورات الحدود
تصرحون دائما بأنه ليس لكم أهداف أو عداء مع السعودية، بينما بدأت مناورتكم على الحدود السعودية مباشرة، وكشف إعلامكم عن مخططاتكم لدخول مكة، وحملت تلك الرسائل ضم نجران وجازان وعسير، لكم، ما سر هذا التناقض بين أقوالكم وأفعالكم من جهة، وبين الأحداث من جهة أخرى؟
أحسنت، أولا نحن نؤكد أن المملكة العربية السعودية بلد مجاور للجمهورية اليمنية والجوار ليس عاديا بل جوار استثنائي ويمتد لمسافة قرابة 1400كلم وربما أطول حدود للمملكة برية مع بلد جوار، هذا من جانب، الجانب الآخر لا تنسى أن المجتمع اليمني والسعودي خاصة في المحافظات الجنوبية كالجوف وصعدة وحجة في مقاربة مع المجتمع السعودي في نجران وجازان وعسير، وتربطهم الكثير من العادات والتقاليد، وكثير من المصاهرة والتقارب الاجتماعي واللهجة والعرف القبلي، ولهذا من الصعب أن يأتي أحد يستطيع تجاوز مثل هذه العلاقة الكبيرة بين المجتمع، ثم نحن والكثير من أبناء اليمن كانت لنا علاقات إيجابية مع المملكة العربية السعودية، والمشكلة التي حصلت كان سببها أن قطيعة حصلت ما بين أبناء هذه المجتمعات مع الإخوة في المملكة، وهذه المسائل تمت مناقشتها.
وكل ما قيل في بداية الحرب إن الهدف الدخول إلى مكة كل هذا غير صحيح، أنا متحدث رسمي باسم أنصار الله وأتحمل مسؤولية ما أقول ولذا أي كلام يأتي من أي شخص آخر لا يمثلنا بالضرورة ومن ثم نحن لا نريد أن يستمع دائما لما يقال في صفحات التواصل الاجتماعي من شحن أو تحريض، حتى لا نستبعد أن يكون هناك طرف ثالث يريد أن تستمر الوقيعة لاستفادته من الحرب، فهناك تجار للحرب وأطراف سياسية في اليمن بات مصيرها مرهونا باستمرار الحرب، فلو توقفت الحرب ربما يكون مصيرها يمثل مشكلة.
لكن في احتفالكم الأخير جوار الكلية الحربية، كانت هناك فرق شعبية تردد أناشيد وأهازيج تمس مدنا سعودية كالطائف وعسير ونجران، أليس هؤلاء يمثلونكم؟
بالتأكيد، ألا تعلم بأن الكثير ممن يكتبون الأشعار والزوامل الشعبية يتحدثون عن مثل هذه الأشياء، ونحن لو أردنا الاحتكام لمثل هذا قد نقول الكثير من الأناشيد والزوامل والشيلات الموجودة لديكم تتكلم عن أن أبناء اليمن مجوس وبأنهم فرس وبأنه يجب أن يحاصروا، ولكننا نعلم أن هناك جانبا للحرب الإعلامية والنفسية من هذا الجانب، ولا يجب أن نحاكم نحن أو الوضع السياسي أو العسكري بمثل هذه الأشياء، والدليل أنها جاءت أثناء الحرب، ولكننا نسعى حاليا إلى ترميم كل ما حصل، وإلى بناء علاقات متينة مع المملكة.
الاستحواذ على المناصب
تعيينكم لقيادات حوثية بمناصب عليا أثار مشاعر الكثيرين، نظرا لوجود تاريخ ملىء بالسوابق لهؤلاء، والبعض منهم لم يكن له مشروع سياسي أو مكانة اعتبارية، وضح لنا كيف كانت عملية الاختيار والترشيح لهؤلاء، ولماذا تم اختيار شخصيات مشبوهة لهذه المناصب؟
أولا، قبل أن أسألك من تكون هذه الشخصيات، آمل أن يكون هناك تفهم أننا جزء من أبناء اليمن، وللأسف النظام السابق بغض النظر كيف كان يتعامل مع المجتمع "الزيدي" في اليمن، حالة كبيرة من الإقصاء والتهميش والحرمان ووصل إلى مرحلة سيئة جدا، حتى لا ينالوا أقل الحقوق على المستوى التعليمي أو الصحي، بالتأكيد الزيدية لم تكن حالة استثنائية لم يعشها أبناء اليمن حتى في الشمال والجنوب.
القائد العسكري الميداني أبو علي الحاكم أحدهم، وكذلك رئيس اللجنة الثورية محمد علي الحاكم؟
لا يوجد لدينا مشكلة في مناقشة الشخصيات الاعتبارية من عدمها، المشكلة لدينا أنه حصلت حالة استثنائية للجنة الثورية، عندما وصلت اللجنة الثورية في ظل فراغ تركه عبدربه هادي وخالد بحاح، بالاستقالة في ليلة واحدة لم يكن من بد إلا أن تتحمل اللجنة الثورية المسؤولية، فهي فرضها أمر واقع واستثنائي ومفاجئ، أما أبو علي الحاكم فلا تنس أنه شخص من أبناء صعدة لا يوجد لديه أي سوابق مما يقال، وللأسف إن الطرف الآخر يعتقد أو يصنف كل من هو حوثي بأن لديه سوابق وليس لديهم كفاءات وأنهم غير معتبرين، وتلك مشكلتنا التي نعاني منها في اليمن، النظر من جانب الاحتقار.