وسعت القوات الحكومية الموالية للنظام من نطاق انتشارها العسكري في حي الحصبة، شمالي العاصمة صنعاء، لتشمل مناطق تمركز جديدة مقابلة لنقاط التماس مع مواقع تمركز القوات المنشقة والمجاميع القبلية المسلحة التابعة لزعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر في إجراء تصعيدي أعقب اندلاع اشتباكات مسلحة متفرقة وعنيفة أمس الأول شهدها عدد من الأحياء والشوارع المتاخمة لمحيطي قصر الشيخ الأحمر ومعسكر الفرقة الأولى مدرع الموالية للثورة .
وانتشرت أرتال من الدبابات والعربات المصفحة وناقلات الجند التابعة لقوات الحرس الجمهوري، التي يقودها النجل الأكبر للرئيس علي عبدالله صالح في أنحاء عديدة بمنطقة “الجراف” التي تعد أحد المنافذ الرئيسة المؤدية إلى مفرق “جولة الساعة” المحاذية لمحيط قصر الشيخ الأحمر ومناطق التمركز الرئيسة والمكثفة للمجاميع المسلحة من أتباعه .
وعززت القوات الحكومية من التواجد الأمني والعسكري المعزز بالدبابات والعربات المصفحة والأطقم العسكرية المزودة بالرشاشات الثقيلة في كافة النقاط الأمنية وحواجز التفتيش القديمة والمستحدثة الممتدة من محيط مطار صنعاء الدولي، مرورا بشارع النصر والشوارع الفرعية المؤدية إلى منطقة “الروضة” وشارع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومنطقة “صرف”، وانتهاء بجولة “الساعة” والأحياء المحيطة بمقر وزارة الداخلية .
وبادرت القوات الحكومية إلى فرض انتشار عسكري مكثف ومدعم بالآليات الثقيلة والمتوسطة في معظم أنحاء شارع عمران الرئيس، الذي تتوزع منه مناطق تمركز أتباع الشيخ الأحمر في أحياء داخلية مثل سنهوب، النصر، حي مسجد العنقاء ومازدا ومنطقة سوق الرشيد المركزي، بالتزامن مع انتشار مماثل لمجاميع عسكرية من قوات الحرس الجمهوري وقبلية مسلحة موالية للنظام في منطقة حي النهضة، المقابل للبوابة الشرقية لمعسكر قوات اللواء الأول المنشقة والذي شهد أمس الأول اندلاع مواجهات مسلحة بين هذه المجاميع وأخرى قبلية موالية للثورة، قبيل أن تضطر الأخيرة إلى الانسحاب من المنطقة نتيجة تعرضها لنيران مكثفة وسقوط قتيلين وخمسة جرحى من أفرادها .
وأكد شهود عيان من سكان حي الصيانة، المحاذي للمدخل الشمالي لمعسكر قوات الفرقة الأولى مدرع المنشقة في تصريحات متفرقة ل”الخليج” أن دوي ثلاثة انفجارات شديدة سمعت مساء أمس الأول داخل معسكر القوات المنشقة إثر تعرضه لثلاث قذائف صاروخية أطلقت من قبل القوات الحكومية، قبيل أن تبادر الفرقة بالرد على مصادر النيران بإطلاق قذائف تحذيرية في السماء أعقبها إطلاق مكثف للرصاص الحي من قبل القوات المتمركزة في أبراج الحراسة المحيطة بالمعسكر باتجاه الشارع الرئيس المقابل لمقر وزارة الإعلام .
واستحدثت قوات الحرس الجمهوري مناطق تمركز جديدة بشارع الخمسين، كما نصب العديد من المنصات والمواقع الثابتة للصواريخ ومدافع الهاون في مناطق مقابلة لمواقع ثكنات عسكرية تابعة لقوات الفرقة الأولى مدرع في ذات الشارع الذي يقع فيه مجمع دار الرئاسة في إجراء تزامن مع تصاعد الاتهامات الموجهة من القيادة العسكرية للقوات المنشقة للقوات الحكومية بقصف عدد من هذه الثكنات .