يجد اليمن نفسه أمام مخاطر انزلاقه إلى حرب طاحنة بانتظار اتخاذ قرار بشأنها من قبل القوات العسكرية الموالية للنظام والمناوئة له، بعد “بروفة” دامية في العاصمة صنعاء، وأرحب شمالاً وتعز وعدن جنوباً، حيث سقط قتلى وجرحى في مواجهات عنيفة وقعت في منطقة الحصبة وأرحب، وانفجارات عنيفة استهدفت مباني ومقارّ أمنية في عدن، واستخدم الرصاص الحي ضد متظاهرين مطالبين بإسقاط النظام في مدينة تعز .
وتزايدت التحركات المكثفة لآليات الجيش اليمني، الموالي لنظام الرئيس علي عبدالله صالح والقوات المناوئة له في محيط أحياء في وسط العاصمة، فيما أطلقت أطراف في السلطة والمعارضة اتهامات متبادلة بشأن تحضيرات واستعدادات مكثفة لتفجير الوضع عسكرياً في ظل فشل الجهود السياسية واستمرار حالة الجمود، بعد أن أعلنت المعارضة رفضها قرار الرئيس تفويض نائبه بإجراء حوار مع أحزاب المعارضة للوصول إلى آلية تنفيذية للمبادرة الخليجية، حيث ترى المعارضة القرار أنه “خطوة تهدف للقضاء على المبادرة الخليجية” .
وعززت القوات الحكومية وجودها الأمني والعسكري المعزز بالدبابات، والعربات المصفحة والأطقم العسكرية المزودة بالرشاشات الثقيلة، في كافة النقاط الأمنية، وحواجز التفتيش بالعاصمة، كما لوحظ انتشار كثيف لقوات الأمن المركزي جنوب ساحة التغيير، تحسباً لخروج أي مظاهرات إلى شوارع أخرى في العاصمة اليوم بعد صلاة الجمعة، بخاصة مع إعلان شباب الثورة برنامجهم للتصعيد الثوري ودخول مرحلة الحسم .
وعززت القوات الموالية لشباب الثورة هي الأخرى من جاهزيتها وانتشارها في الأحياء الشمالية الغربية للعاصمة صنعاء، واتهمت مصادر في الحزب الحاكم اللواء المنشق علي محسن الأحمر وقيادات في اللقاء المشترك، بالسعي لتفجير الوضع عسكرياً اتساقاً مع حالة التصعيد الثوري التي تشهدها ساحات الاحتجاجات .
وتصاعدت حدة التصريحات بين أطراف العمل السياسي في البلاد، حيث توعد الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن سلطان البركاني أحزاب المعارضة المنضوية في إطار تكتل اللقاء المشترك والقوى الأخرى المناوئة للنظام ب “زحف مليوني” من أنصار الحزب الحاكم لتطويق ساحة التغيير بصنعاء، فور صدور تقرير لجنة التحقيق الخاصة بكشف ملابسات حادث مسجد دار الرئاسة الذي استهدف فيه الرئيس علي عبدالله صالح وأبرز رموز نظامه في الثالث من يونيو/ حزيران المنصرم، والذي يتوقع إعلانه في العشرين من الشهر الجاري .
وخاطب البركاني قيادات أحزاب المعارضة قائلاً: “نقول لكم، كما قال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في الأمم المتحدة: جئناكم وفي يدنا هذه غصن الزيتون وفي اليد الأخرى البندقية فلا تسقطوا غصن الزيتون” .
أما المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية فأكد أن النظام مصر على استخدام العنف لإجهاض الثورة ويرفض القبول بكل الوساطات والمحاولات وأبرزها التوقيع على المبادرة الخليجية لحل الأزمة .