أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

الثورة بين جامعة صنعاء وجامعة العلوم والتكنولوجيا، مجرد تساؤل

- نبيل سبيع
 الثورات الوطنية والعصيانات المدنية السلمية لا تغلق المستشفيات والجامعات والمدارس أو تمنع الوصول اليها، لكن يبدو أن الذهنية الميليشاوية التي تعمل بها قيادة حزب الإصلاح والفرقة الأولى مدرع لم تسمع أبدا بهذه القاعدة الأساسية التي تشكل ركيزة النضال السلمي في الأعراف والقوانين العالمية.
يشكو طلاب جامعة صنعاء من عدم تمكنهم من دخول مبنى الجامعة للتسجيل في السنة الدراسية الجديدة بعد قيام ميليشيات الإصلاح الأمنية المدعومة بقوات الفرقة الأولى مدرع بمنعهم من ذلك. ويخشى الطلاب من ضياع سنة علمية أخرى من أعمارهم بعد أن رأوا السنة الماضية تتسرب من بين أصابعهم بينما ينتظرون انتصار الثورة. وقال أحد طلاب الأدب الانكليزي الذي توقف عن مواصلة عامه الدراسي الأخير حين انطلقت ثورة الشباب وشارك فيها منذ البداية: "أنا وزملائي في جامعة صنعاء رأينا طلاب جامعة العلوم والتكنولوجيا الذين في نفس سنتنا يتخرجون العام الماضي وأخشى ألا أتمكن هذا العام من الدراسة والتخرج بسبب الإصلاح".
السؤال الذي يهيمن الآن على الوسط الطلابي هو: هل يقوم الإصلاح بمنع الطلاب من الالتحاق بسنتهم الدراسية الجديدة باسم الثورة لأن التحاقهم بها سيعيق الثورة أم لأنه يريد أن يجبر قطاعا عريضا منهم على الالتحاق بجامعة العلوم والتكنولوجيا التي يملكها الحزب الإسلامي الكبير؟
التحاق الطلاب بالسنة الدراسية لا يعيق ثورة الشباب السلمية. ولو كان الإصلاح مكترثا أصلا بنجاح الثورة من عدمها، لما زج بها هو وأحزاب المشترك التابعة له في عملية مفاوضات مزمنة لم تنته حتى الآن. وهذا يعزز الشق الثاني من السؤال.
في حين تمنع ميليشيات الإصلاح الطلاب من دخول جامعة صنعاء، تتصدر لافتات الترحيب بالطلاب الجدد واجهات جامعة العلوم والتكنولوجيا التي لابد أنها استفادت من تعطيل الدراسة في جامعة صنعاء العام الماضي وستستفيد بشكل أكبر في حال نجحت الجهود الميليشاوية في تعطيلها هذا العام. وقد تتجاوز القصة هذا المستوى الى مستوى آخر.
حول الإصلاح والفرقة الأولى مدرع مباني الجامعة الى ثكنات تدريب لميليشياتهما وجنودهما بصورة مسيئة لقيم ثورة الشباب السلمية، ويبدو أنهما ينتويان الاستمرار في انتهاك الحرم الجامعي هذا العام أيضا وباسم الثورة. غير أن على قيادتي الحزب والمعسكر أن يراجعا موقفيهما بسرعة لأن هذا لن يكون في صالحهما (لن أقول في صالح الثورة لأني أعرف تمام المعرفة أن هذا لا يعنيهما إطلاقا).
الثورة اليمنية لم تعد الى البيت، ولن تفلح كل المحاولات في الإساءة لها وتشويهها، ونتمنى أن يدرك الممسكون بزمام الأمور في ساحة التغيير هذه الحقيقة قبل فوات الأوان.

Total time: 0.043