أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

"الزياني" دول الخليج لن تترك اليمن وحيدا وهكذا سيكون مستقبل اليمن ؟

بهدوئه المعتاد، مرتديا سترة صيفية بلون البيج وربطة عنق صفراء أنيقة، وابتسامة متفائلة، يؤكد الدكتور عبد اللطيف الزياني، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، من وسط لندن، أنه لاحظ أمرا مهما يجري في بريطانيا، وهو أّن الحكومة دخلت مرحلة جديدة، ليس في تشكيلتها وحسب، بل بخطوتها المتمثلة في الخروج من «الأوروبي». وفي لانكاستر هاوس، الذي استضاف أمس أعمال المنتدى الخليجي البريطاني
قال الزياني: «هناك مرحلة إعادة هيكلة وبناء تجري في بريطانيا».
كان ذلك جوابا على سؤال «الشرق الأوسط» التي أجرت معه حوارا سريعا، حول مدى التعاون الاقتصادي الخليجي ­ البريطاني بعد الخروج.
وأردف قائلا: «سيكون التعاون أوضح كلما وضحت الملامح الجديدة، لكنه يؤكد أن توجيهات زعماء دول التعاون للاعتناء بالعلاقة مع المملكة المتحدة، بل وتعميقها».
ومن المستحيل أن يجري لقاء مع أمين المجلس الذي لا يقتصر تأثيره على المنطقة على الاقتصاد، وحسب، بل تحديات أمنية وسياسية، ولذلك، قال الأمين باختزال عن الأزمة اليمنية:
«إن دول الخليج لن تترك اليمن وحيدا»
وفيما يلي "اخبار الساعة"يعيد نشر نص الحوار:
* هل ستحمل دول الخليج على عاتقها مشاورات أخرى في حال فشل مشاورات اليمن تحت رعاية الأمم المتحدة في الكويت؟
لما هذا التشاؤم؟ الحقيقة مجلس التعاون منذ عام 2011 بادر بالمبادرة الخليجية وكان القصد منها الوصول إلى حل سياسي سلمي، وهذه كانت روح جميع جهود دول المجلس للوصول إلى حل سلمي. بدأنا بالمبادرة وتم اعتمادها وأصبحت في مخرجات الحوار الوطني، للأسف حدث ما حدث، بأن فئة قامت بالعملية للإضرار بالعملية السياسية وكانت مدعومة من الخارج. والآن وبعد الاستجابة إلى الطلب الشرعي من حكومة الشرعية ومن الرئيس الشرعي لإعادة الشرعية إلى اليمن وجعل اليمن أيضا آمًنا، وبالتالي ألا يكون مصدر تهديد لجيرانه. بدأت العملية السياسية والهدف منها أيَضا تحقيق العملية الإنسانية.
* ما الجهود التي تبذلها دول المجلس في هذا الصدد؟
هناك جهد من دول المجلس من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بدعم العمل الإنساني في اليمن وتم الآن استضافة المشاورات السياسية.
كما قامت الكويت بجهد طيب وتشكر على هذا الدعم الذي قّدمته بقيادة الأمير صباح الأحمد وليس فقط استضافة، إّنما أيًضا توفير البيئة والمناخ، حيث إن التدعيم والتشجيع للأطراف للوصول إلى حل سياسي، تم في إطار ثلاث مرجعيات أساسية؛ المرجعية الأولى، تنفيذ القرار «2216 «والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.
الآن هناك جهد يبذل من أجل تثبيت وقف إطلاق النار، وهناك اتفاقاتُ وّقعت من قبل الأطراف في بعض المناطق نحو ست أو سبع مناطق لتحقيق أو وقف إطلاق النار وتثبيته.
كما هنالك جهد أممي يجري من خلال لجنة التهدئة وبدعم أيًضا من السعودية، لتمكين هذه اللجنة، وهي لجنة أممية، من التثبيت، وأيضا الخمسة بنود التي تّم التوصل إليها والتي تؤدي إلى الانسحاب وتسليم السلاح أيًضا. ونشكر الجهود الأممية المتمثلة بالمبعوث الأخ إسماعيل ولد الشيخ أحمد على الجهود الذي قام بها وعلى المثابرة والإصرار للوصول إلى حل سلمي في إطار هذه المرجعيات.
ندعم جهوده، وإن شاء الله يستطيع بالتعاون بين الأطراف في النهاية إلى إنقاذ اليمن وعودة اليمن إلى دوره الإقليمي وتحقيق الازدهار، وأيًضا قادة الخليج في ضوء رؤية الملك سلمان طالبوا بانعقاد مؤتمر دولي لإعادة إعمار اليمن، وهناك جهد أيضا يبذل في هذا المجال.
* أين ومتى سينعقد هذا المؤتمر؟
حسبما أعتقد في الرياض، إلى الآن المؤتمر لمُيحّدد مكانه، لكن هناك جهودا تبذل في ورشة عمل، على أساس الدروس المستفادة من الجهات التي تم فيها إعادة الإعمار في السابق، لكن هذا يتطلب الوصول إلى حل سياسي كي نبدأ مرحلة إعادة الأعمار ودول المجلس لن تترك اليمن وحيًدا.
* كنتم الأسبوع الماضي في بروكسل، ما أصداء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي تلمسونها خلال زيارتكم في رأيكم؟
وكيف أثر خروج بريطانيا في علاقتها بدول مجلس التعاون؟ حقيقة، في اجتماعنا في بروكسل، لمُيتناول مناقشة موضوع خروج بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي فهذا شأن داخلي للاتحاد. علاقتنا مع بريطانيا علاقة قوية تاريخية بين جميع دول مجلس التعاون، وكذلك علاقتنا مع مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي علاقة قديمة وقوية وتتطور مع الوقت وكذلك مواقفنا موحدة في معظم القضايا، والتعاون مستمر وكذلك مع بريطانيا.
* مستقبلا... هل هناك احتمالية توقيع اتفاقية تجارة حرة مع بريطانيا؟
خروجها الآن من الاتحاد حدث مؤخًرا بعد الاستفتاء، لا بّد من التنسيق والتعاون فيما بين الطرفين أو الجانبين. بريطانيا قوة عظمى وعضو دائم في مجلس الأمن ولها مصالحها وأيًضا دول المجلس لديها مصالح متقاربة جًدا. اجتمعنا اليوم مع وزير التجارة الدولية البريطاني، ليام فوكس، وكان حاضًرا وزير التجارة السعودي ووزير التجارة البحريني وكذلك وزير النقل والمواصلات الُعماني وتّم مناقشة الموضوع حول أفق التعاون. ولاحظنا أّن الحكومة البريطانية في مرحلة تحّول وإعادة هيكلة وبناًء على مجريات الهيكلة ستتضح أفق التعاون، لكن توجيهات زعماء الخليج هي للاعتناء بهذه العلاقة وتعميقها أكثر ما يمكن.
* ذكرتم في خطابكم خلال افتتاح أعمال المنتدى إنشاء هيئتين تابعتين للمجلس في مايو (أيار) الماضي، ماأهم وظائفها؟
حقيقة في الهيئة القضائية الاقتصادية هذه انتهى اعتماد نظامها الأساسي لنحو 12 قائدا من دول المجلس للنظر في معالجة جميع الأمور التي تسّهل عملية تنفيذ العملية الاقتصادية بين دول المجلس، وهذه تؤكد الوصول إلى المواطنة الخليجية الكاملة لدى دول المجلس. الهيئة الثانية التي تعطينا قفزة في التعاون والتعامل الاقتصادي هي هيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية، اعتمدت خلال اللقاء التشاوري لزعماء الخليج وهي رفيعة المستوى ولها توصيات وقرارات تحمل ثقلاً لدى قادة مجلس التعاون. ويكون ارتباطها مباشرة معهم. الهدف منها: تسهيل عملية تنفيذ الاتفاقية الاقتصادية، وإزالة جميع المعوقات التي تقف في طريق ومسيرة التكامل الاقتصادي للمجلس، وتوجيه العمل على دعم الرؤى الوطنية الاقتصادية التنموية لدى الدول، وكما نعرف فلكل دولة رؤيتها الاقتصادية الخاصة بها، آخرها كانت «رؤية المملكة العربية السعودية 2030 .«وكيف يكون المردود ككتل اقتصادية تسعى إلى تحديد أهداف تكاملية وتأخذ دورها الاقتصادي وأيضا فهي للتأكيد على الدور السياسي والأمني والاستقرار لدى المنطقة، وفي النهاية فإّن مردودها يعود للمواطن الخليجي.
* هل تقصدون بالمجلس الاقتصادي المتكامل أنه شبيه بهيكلية الاتحاد الأوروبي؟
حقيقة أنا فخور بأّن مجلس التعاون هو تصميم خليجي وتصميم من قبل زعماء دول الخليج، ونموه وارتقاؤه من تلك القيادات، وكذلك من المواطنين ومن الوزراء ومن اللجان الوزارية فلدينا خصوصيتنا، لكّننا نستفيد من تجارب الاتحاد الأوروبي وأيًضا من التكتلات الاقتصادية الأخرى والمنظمات الإقليمية. ولكن لدينا خصوصيتنا وأهدافنا خليجية بحتة، حيث إن دورنا إنشاء منطقة مزدهرة ومنطقة آمنة ومستقّرة ومستدامة ويكون المردود للدول كلها ولمواطني دول المجلس.       
المصدر : متابعات خاصة

Total time: 0.0508