أدت المحظورات والقيود التي فرضها المجتمع على قضايا الجنس عامة وقضية غشاء البكارة خاصة إلى ترويج الإشاعات والمعلومات الخاطئة حوله. وتجاوز الموضوع حده حتى أصبحت بعض الفتايات في مجتمعاتنا عرضة للقتل والعنف نتيجة للجهل. ولا نقصد بالجهل هنا هو عدم العلم بالشيء بل هناك نوع أشد خطرًا من غياب المعلومات ألا وهو الإصرار على نشر معلومات خاطئة لا أساس لها من الصحة قد تودي بحياة البعض وتفسد العلاقات وتزرع الشكوك.
و يجهل الكثير من الناس حقيقة ذلك الشيء المسمى ” بغشاء البكارة ” فيعتقد البعض أن كل بنت لابد وأن يحتوي جسدها على هذا الغشاء فهو بالنسبة لهم دليل مادي على عذرية الفتاة وعفتها وشرفها، وأنه يُفض في اللقاء الأول بين الرجل والفتاة، و النتيجة دماً أحمر تراه العين فوق الملاءة أو المنديل. فما صحة هذه المعلومات؟
قبل أن نحدد مدى صحة أو خطأ هذه المعلومات لابد أولًا وأن نتعرف على رأي الطب في هذا الموضوع فما هو غشاء البكارة وما هي أشكاله؟
غشاء البكارة:
غشاء البكارة هو طبقة من الجلد الرقيق الذي يحيط بفتحة المهبل أو يغطيها جزئياً. ويوجد غشاء البكارة على عمق 2 سم داخل قناة المهبل، وكالعين والأنف وغيرهم من الأعضاء يختلف شكل غشاء البكارة من فتاة إلى أخرى فقد يكون رقيقًا ومطاطي عند البعض وقد يكون سميكًا وأقل مطاطية عند الأخريات وقد لا تولد به الفتاة على الإطلاق!
وظيفة غشاء البكارة:
لا يوجد لغشاء البكارة وظيفة فيسيولوجية أو بيولوجية تذكر، غير أنه ربما – تبعا لبعض النظريات- يقوم بحماية الأجزاء الداخلية في المراحل الأولى من النمو. وعادة ما يحتوي غشاء البكارة على فتحة صغيرة يخرج منها دم الحيض والسوائل الأخرى. ولغشاء البكارة أشكال وصفات مختلفة تختلف من فتاة لأخرى سنتعرف عليها فيما يلي :
أنواع غشاء البكارة:
هناك أنواع عديدة من غشاء البكارة، بعضها أكثر شيوعًا عن غيره
النوع الدائري أو الحلقة الدائرية:
يكون بشكل الدائرة العادية وهو النوع الموجود عند أغلب الفتيات.
الغشاء الغربالي:
يكون به عدد من الفتحات المتجاورة مثل الغربال.
الغشاء المزدوج الفتحات:
يكون له فتحتين متجاورتين ليس بالضرورة أن تكونا متساويتين، ويوجد الغشاء بينهما على هيئة نسيج رقيق.
الغشاء المصمت:
في بعض الحالات، تولد الفتاة بعيب خلقي بغشاء بكارة ليس له أية فتحات. وتظهر هذه كمشكلة عند البلوغ وبدء حدوث الدورة الشهرية حيث يتجمع دم الدورة الشهرية داخل تجويف الرحم مسببا لها آلآمًا ومغصًا شديدًا مع ظهور تورم بأسفل البطن.
علاقة غشاء البكارة بالعذرية:
يرتبط مفهوم العذرية في مجتمعاتنا بغشاء البكارة ارتباط وثيق ويعتقد البعض أن الفتاة تفقد عذريتها فقط عندما ينفض غشائها وهذا غير صحيح. فسلامة غشاء البكارة لا تقترن بالعذرية.
فالعذرية تعني عدم ممارسة الجنس بأشكاله مع شخص آخر في حين أنه يمكن لغشاء البكارة أن يتأثر بعوامل أخرى خارج نطاق الممارسات الجنسية مثل الرياضة، العنف، ادخال الأجسام الصلبة وغيرها. لذا فهو ليس مقياساً للعذرية على أية حال!
غشاء البكارة والعادة السرية:
تمارس بعض الفتايات عادة امتاع الذات أو “العادة السرية” كما يسميها البعض، ويقلقن من إمكانية أن يفض غشاء البكارة لديهن نتيجة لذلك. في هذا الصدد ينصح الأطباء أن تكون المداعبة بلطف وبشكل سطحي ويجب تجنب إدخال الأصابع بعنف داخل المهبل أو إستخدام الأقلام أو الأدوات الصلبة. وكما ذكرنا فإن العادة السرية لا تفقدك عذريتك فمفهوم العذرية مقتصر على ممارسة الجنس مع شخص آخر.
عند فض غشاء البكارة:
ليس شرطًا أن يتمزق غشاء البكارة أثناء أول لقاء جنسي فبعض أنواع غشاء البكارة مطاطية يمكن أن تتمدد ومن ثم تعود إلى حالتها الأصلية. أما في حالة التمزق لا يعود الغشاء لشكله الأصلي. وقد يكون تمدد أو تمزق غشاء البكارة ملحوقًا بألم خفيف أو بضع قطرات من الدم و يتلاشى كلياً فقط مع أول ولاده طبيعية عند المرأة.
هناك 20% من الفتيات تولدن بدون غشاء بكارة وهناك 20% أخريات تولدن بغشاء مطاطي يتمدد مع الإيلاج ويعود لوضعه وهناك الكثير من الفتيات لا ينزفن عند تمزق الغشاء وهناك من تنزفن قطرات قليلة غير ملحوظة. الإختلاف سنة الحياة وغشائك هو جزء من جسمك فلا داعي لتضخيم الأمور فقط استشيري طبيبك عندما تشعرين بالقلق تجاه شيئ ما وإفهمي جسمك حتى تتمتعي بعلاقة صحية خالية من الشكوك.