اخبار الساعة - متابعة
رغم نفي فصائل المعارضة السورية تلقي الدعم في معارك حماة التي أسفرت حتى الآن عن تحرير بعض قرى ريف حماة، فقد قالت صحيفة الأخبار اللبنانية إن السعودية تقف وراء العملية المسماة "غزوة الشيخ مروان حديد"، وتهدف من ورائها إلى خطف الضوء من باقي الجبهات، خصوصا الجبهة الشمالية.
وأضافت الصحيفة التابعة لحزب الله اللبناني، أن "الممول السعودي" يهدف من وراء المعركة إلى العودة إلى قلب الميدان السوري، بعدما انحسر نفوذ المجموعات المحسوبة عليه لمصلحة تركيا بعد بدء عملياتها في الشمال السوري.
وشنت كتائب "جند الأقصى" وجيشا "العزة والنصر" هجمات على مواقع قوات النظام في ريف حماة الشمالي، بعد هدوء شهده ريف حماة مدة طويلة، وتحرير عدة قرى، هي المصاصنة وحلفايا، وحواجز النظام المحيطة بهما، بهدف تخفيف الضغط عن حلب التي لم يفارق الطيران سماءها، وقطع الإمدادات التي تذهب لجيش النظام في حلب، وجلبها لحماة التي تعد موقع تمركز مقاتلي النظام.
وتابعت: "تكتسب معارك حماة أهميّة استثنائيّة بفعل عوامل عدّة، يأتي على رأسها عامل الجغرافيا. فالسيطرة على نقاط مفصليّة في المحافظة تعني قطع عدد من خطوط الإمداد الاستراتيجية، القادمة من الساحل عبر بيت ياشوط نحو مدينة السلمية (وعبرها إلى حلب)، أو حتى تهديد خطوط الإمداد من دمشق إلى حماة ثم الشمال. وتشكّل التحولات الأخيرة في حماة تهديدا لمناطق ظلّت في منأى عن التأثر المباشر بالحرب، مثل مصياف. في الأهداف الأبعد أيضا، فإنه يمكن أن نلحظ آمالاً لدى المهاجمين في الوصول تاليا إلى مدينة حماة، وتجاوزها نحو السلميّة الاستراتيجية والمتصلة عبر الصحراء بمناطق نفوذ تنظيم الدولة".
وعن توقيت المعركة، قالت الصحيفة إنه ليس اعتباطيا، خصوصا بعد الهدوء الطويل على جبهة حماة، و"يمكن التأكيد أنّ غزوة مروان حديد هي معركة البحث عن نفوذ سعودي في قلب سوريا (...)، تحوّل الشمال السوري بمعظمه إلى بوّابة لتعاظم الهيمنة التركيّة على المجموعات المسلّحة، وتضاءل الدور السعودي تدريجيّا ليغدو أخيرا مجرّد دور هامشي. وتزامن ذلك مع انحسار السطوة السعودية عن غوطة دمشق الشرقيّة تدريجيّا منذ مقتل مؤسّس جيش الإسلام زهران علوش (...)، أمّا في الجنوب، فقد هيمنت غرفة عمليات الموك على المشهد منذ أكثر من عام، ليتلاشى النفوذ السعودي شيئا فشيئا".
وتحدثت الصحيفة عن "صفقة وشيكة" بين الأتراك وأحد "الحاصدين الإقليميين"، ستكون على حساب الرياض، ما دفع إلى اختيار السعودية لمعركة استراتيجية في حماة للعودة إلى المشهد العسكري.
وربطت المعركة بجماعة الإخوان المسلمين، واعتبرتها "مغازلة" للإخوان والبيئة الحاضنة لهم في حماة التي شكلت في الثمانينيات معقلا أساسيا لهم.