لو لم تتدخل المملكه ودول التحالف العربي في اليمن لأصبحت اليمن قاعدة صاروخية لإيران يصل مداها إلى الحدود الشماليه للملكة دون مسؤولية مباشره من ايران..
بهذا ابتدأ المستشار العسكري لسمو وزير الدفاع والناطق العسكري باسم قوات التحالف العربي اللواء أحمد عسيري حديثه لـ”الرياض” وقال: تدخلت المملكة بمعية ١١ دولة من دول التحالف لنصرة الشعب اليمني ولحماية الحدود الجنوبية للمملكة بشكل مباشر، خاصة بعد أن استغلت الحدود اليمنية في ظل الفوضى بعد الانقلاب وسيطرت ميليشيات صالح والحوثي عليها، لتهريب الأسلحة والمخدرات، إلى جانب تهريب الاشخاص المخالفين من مختلف الجنسيات إلى المملكة بمعدل ٨-١٠ آلاف شخص شهريا.
وتابع اللواء عسيري حديثه: هناك ثلاثة أمور دعت المملكة للتدخل الفوري في اليمن، فبعد اعتداءات المليشيات الحوثية على حدود المملكة في ٢٠٠٩ كان يفترض أن تفعل اتفاقية ايقاف اطلاق النار، وأن ينتشر حرس الحدود اليمني التابع للحكومة اليمنية، ولكن للأسف حكومة صالح لم تلتزم وأصبحت المنطقة خاضعة للميليشيات الحوثية، وممرا لتهريب الأسلحة والمخدرات والمخالفين، أي أن الامر أصبح مشكلة أمنية تواجهها المملكة.
«التحالف» أوقف سير رحلات مسلحة بين إيران واليمن بمعدل ٢٨ رحلة أسبوعية
وأضاف الناطق العسكري باسم التحالف أن السبب الثاني يكمن في ان عدم استقرار اليمن، سيؤثر مباشرة على المملكة، فاختفاء معالم الدولة اليمنية وألا يكون هناك حكومة يمنية يعني أنه سيصبح هناك فضاءات غير محكومة تنشط فيها التنظيمات الارهابية كالقاعدة وداعش وهو ماحصل في العراق وسورية.
موضحا أنه عندما تختفي سلطة الدولة وتصبح الدولة بلا هيبة ومضعفة بالحروب والطائفية وحروب الجماعات المسلحة مثل ما يحصل في ليبيا اليوم، سيؤثر ذلك على حدود المملكة الجنوبية وستصبح اليمن منطلقا لعمليات ارهابية ضد المملكة، خاصة بعد مانجحت المملكة في هزيمة القاعدة داخل الاراضي السعودية، فانتقلت القاعدة إلى اليمن وأصبحت برعاية صالح حاضنة لها لأن هناك مناطق في اليمن ليس للحكومة نفوذ عليها.
وتطرق اللواء أحمد عسيري للسبب الثالث والذي اعتبره الأهم، وهو أنه أصبح لدينا بعد الانقلاب ميليشيات غير معترف بها دوليا تتحكم وتسيطر على اسلحة تضاهي احدث الجيوش النظامية، من صواريخ باليستية يصل مداها إلى ٥٠٠ كيلو، وأسلحة متقدمه سواء دبابات أو مدرعات، وطائرات حديثه مثل ميج ٢٩ التي تسيطر عليها ميليشيا وليست دولة، مما يعني أن أي تصرف أحمق قد ينتج عنه كوارث كبيرة تضر بالممملكة ودول المنطقة.
كما أن وجود هذه الميليشيا وهي على ارتباط مع دولة مثل ايران، دولة تظهر العداء للمملكة، سيسهل أمورها في مد مشروعها التوسعي ليس على المملكة وحسب بل على المنطقة، خاصة وأن الحكومة الايرانية أعلنت عن سرورها بسقوط رابع عاصمة عربية بيدها وتحت سيطرتها.
وعرج اللواء أحمد عسيري على الاجراءات التي اتخذتها ايران بعد حدوث الانقلاب، إذ أنه أصبح هناك توقيع مباشر بينها وبين صالح والحوثي في مجال تبادل الطيران بين ايران والحوثيين، وأصبح هناك ٢٨ رحلة اسبوعية بمعدل ٤ رحلات في اليوم، ولم تكن هذه الرحلات سياحية، بل كانت رحلات لتكديس الاسلحة والذخائر التابعة للميليشيات الحوثية.
كما أنه كان سيعقب ذلك نشر قوات ايرانية على الأراضي اليمنية، ثم نشر صواريخ بهدف جعل اليمن منصة عسكرية وصاروخية لتحقيق أهداف ايران في المملكة من خلال أراض مجاورة لها، ودون مسؤلية قانونية مباشره من ايران وبحجة ان اليمن دولة فاشلة وليس له حكومة معترف بها دوليا ولذلك كان الموقف يتطلب الحسم، ولم يكن علينا الانتظار حتى يصل الخطر إلى مرحلة اللاعودة، فقامت المملكة بانشاء التحالف المكون من ١٢دولة لمعالجة الموقف ومساندة الحكومه الشرعية اليمنية.
ولفت الناطق العسكري باسم التحالف العربي إلى أنه جاء تدخل المملكة لمصلحة عليا لا يمكن لأحد أن يناقش فيها، لأنه لو لم تتدخل المملكة في الوقت المناسب لكان الوضع الآن أسوأ وكنا تحت رحمة الصواريخ الايرانية، ولكانت اليمن قاعدة صاروخية يصل خطرها لكامل اراضي المملكة وليس إلى مناطق حدودية وهذا وضع لا يتطلب التأخير والوضع كان بحاجة إلى وضع حاسم وحازم، إلى جانب أن المملكة تدخلت من باب عروبتها ودورها في المنطقة لاسيما بعد طلب الحكومة اليمنية الشرعية من الدول العربية التدخل واستغاثتها بهم، لأنها لم تستطع مواجهة ومقاومة العمليات التي كانت تقوم بها ميليشيا الخوثي وصالح ، فتدخل المملكة ودول التحالف ليس اعتداء على اليمن بل هو مساعدة للحكومة اليمنية الشرعية، كما عمل حلف النيتو وأمريكا في يوغسلافيا وافغانستان وغيرها من الدول.
وتابع اللواء عسيري: كل ما اتحد المواطنون، كلما قويت المملكة وأصبحنا جبهة قوية في وجه العدوان، ، فيجب أن يعي المواطن أنه رجل الأمن الأول داخليا وخارجيا. كما أن الدولة تحتاج منه الابتعاد عن الشائعات وترديدها خاصة تلك الصادرة عن مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يراد منها اضعاف جبهتنا الداخلية وبث سموم الفرقة بيننا وتمزيق النسيج الوطني.
وأهاب بالمواطنين والمواطنات أهمية الالتفاف حول القيادة، ودعم القوات المسلحة، لأنه كلما أظهرنا قوة وتماسكا كلما أثرنا على معنويات العدو.