بعد أن ثبُت ظفر النهضة الاسلامية بغالبية مقاعد المجلس التأسيسي في تونس: حزبا بن جعفر والمرزوقي يتنافسان على الموقع الثاني
بتاريخ 2011-10-24T14:12:18+0300 منذ: 13 سنوات مضت
القراءات : (2413) قراءة
ملف: التونسيون يقطفون ثمار ثورتهم
اخبار الساعة - أ.ف.ب
لا يتوقع ان تعرف النتائج النهائية الرسمية التي ستعلنها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قبل يوم الثلاثاء لكن المؤشرات الاولية والتصريحات تؤكد تقدم النهضة الذي كان متوقعا.
وتمثلت اولى مفاجأت هذا الاقتراع في هزيمة الحزب الديمقراطي التقدمي (وسط يسار) الذي قدم نفسه خلال الحملة الانتخابية بديلا رئيسيا للنهضة.
وغداة اقتراع تاريخي شهد اقبالا كثيفا من الناخبين التونسيين، كان الاسلاميون اول من اعلن تقديراتهم الخاصة عن نتائج الانتخابات. وقال سمير ديلو عضو المكتب السياسي للنهضة لوكالة فرانس برس انه يتوقع ان يحصل حزبه على "نحو 40 بالمئة من الاصوات".
واوضح مسؤول آخر ان ذلك سيعني الحصول على 60 مقعدا على الاقل في المجلس التاسيسي.
واسلاميو النهضة الذين قمعوا بشدة في عهد بن علي واشير اليهم منذ اشهر باعتبارهم سيحصلون على افضل نتيجة في الاقتراع، سيسجلون في حال تاكيد هذه النتائج، دخولا من الباب الكبير للساحة السياسية التونسية.
والنهضة التي سيتعين عليها عقد تحالفات، ستكون في موقع قوة في المجلس التاسيسي الذي تعود بانتخاب اعضائه الشرعية لمؤسسات الدولة وسيكلف اساسا بوضع دستور "الجمهورية الثانية" في تونس المستقلة ولكن ايضا بتقرير السلطات التنفيذية وبالتشريع.
وتبنى حزب النهضة طوال الحملة الانتخابية لهجة تصالحية مكررا انه يامل في حال فوزه في تشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة.
وقال نور الدين البحيري عضو المكتب السياسي للنهضة في تصريحات الاثنين "تونس لكل التونسيين وقدر التونسيين ان يعيشوا مع بعضهم وان يحترموا التنوع والتعدد"، مضيفا "نحن مع التوافق والعمل التجميعي وضد تقسيم المجتمع التونسي على اساس ايديولوجي لان بلادنا في حاجة لكل ابنائها وكفاءاتها" مؤكدا "نحن ضد كل اقصاء او استثناء".
ويتنافس حزبا المؤتمر من اجل الجمهورية بزعامة منصف المرزوقي والتكتل من اجل العمل والحريات بزعامة مصطفى بن جعفر على الموقع الثاني خلف النهضة في هذه الانتخابات مع نسبة تحوم حول 15 بالمئة لكل منهما.
وقال المنصف المرزوقي المعارض المعروف في عهد زين العابدين بن علي وزعيم حزب المؤتمر الذي يتوقع ان يحصل على ما بين 15 و16 بالمئة من الاصوات بحسب تقديرات متطابقة، لوكالة فرانس برس "نامل ان نحل في الموقع الثاني".
واضاف "في كل الاحوال ما يهم هو انه اصبحت لدينا خارطة سياسية حقيقية. لقد حدد الشعب التونسي وزن كل طرف".
وقال خليل الزاوية المسؤول الثاني في حزب التكتل "النهضة هي بالتاكيد التي حصلت على اكثر الاصوات لكننا كيانان ديمقراطيان في التكتل والمؤتمر كانا ضعيفين جدا في بداية السباق لكنهما كسبا شعبية مكنتهما من مكانة وطنية تتيح لهما بناء الحياة السياسية وارساء حداثة عقلانية في بلد عربي مسلم".
واكد المرزوقي المتهم من خصومه بالتحالف مع النهضة، مجددا انه "لم تحصل اي تحالفات قبل الانتخابات" مشيرا مع ذلك الى انه سبق واكد ايضا انه "مع المشاركة في حكومة وحدة وطنية" على اساس برامج سياسية.
في الاثناء اقر الحزب الديمقراطي التقدمي الذي كان اسسه احمد نجيب الشابي ويتوقع ان يحصل على ما بين 8 و10 بالمئة من الاصوات، بهزيمته.
وقالت مية الجريبي الامينة العامة للحزب لوكالة فرانس برس "المؤشرات واضحة جدا والحزب الديمقراطي التقدمي في وضع سيء. هذا قرار الشعب التونسي وانا انحني امام خياره واهنىء من حازوا تزكية الشعب التونسي".
واضافت "سنكون دائما هنا للدفاع عن تونس الحداثة المزدهرة والمعتدلة" معتبرة ان البلاد بصدد عيش "منعطف تاريخي".
النهضة ملتزمة باحترام حقوق المراة وكافة تعهدات الدولة التونسية
اكد نور الدين البحيري القيادي في حزب النهضة الاسلامية التونسية التي يتوقع ان تكون اكبر الفائزين في انتخابات المجلس التاسيسي مساء الاثنين لوكالة فرانس برس التزام حزبه باحترام حقوق المراة وكافة تعهدات الدولة التونسية.
واوضح البحيري بعد ان توقعت مصادر حزبية حصول الاسلاميين على نحو 40 بالمئة من الاصوات، "نحن مع اعادة بناء مؤسسات دستورية قائمة على احترام القانون واحترام استقلالية القضاء (..) ومجلة الاحوال الشخصية واحترام حقوق المراة بل وتدعيمها (..) على قاعدة المساواة بين المواطنين بصرف النظر عن المعتقد والجنس والجهة" التي ينتمون اليها.
واضاف عضو المكتب السياسي للحزب من ناحية اخرى "نحن ملتزمون باحترام كل تعهدات الدولة التونسية والامن والسلم العالميين والامن في منطقة البحر الابيض المتوسط".
وفي المستوى الداخلي حرص البحيري مجددا على تاكيد انفتاح النهضة على باقي القوى السياسية التونسية.
وقال في هذا الصدد "مهما كانت نسبة مقاعد النهضة لن ننفرد بالحكم ولن نسمح لاحد ان ينفرد بالحكم وسنتعاون مع الجميع من داخل الحزب وخارجه ومع كل الكفاءات مهما كانت مشاربها" الفكرية والسياسية.
واضاف "ان تونس لكل التونسيين وتونس تمكنت من انجاز معجزة اولى تمثلت في الثورة السلمية ومعجزة ثانية جسدتها انتخابات الاحد الشفافة وقريبا ستحقق معجزة ثالثة تتمثل في اعادة بناء مؤسسات دستورية قائمة على القانون (..) والمساواة بين المواطنين بصرف النظر عن المعتقد والجنس والجهة" التي ينتمون اليها.
وتابع "نحن نمد ايادينا لكل احرار تونس من اجل تونس بلا ظلم ولا استبداد (..) ونحن في حوار مع جميع الاطراف السياسية الا من رفض ذلك" مشيرا الى ان ما جسدته الانتخابات الاخيرة يشكل "انتصارا للخيار الديمقراطي والوسطي الداعي لبناء دولة مدنية تقوم على احترام حقوق الانسان".
النهضة تريد "طمانة" شركاء تونس الاقتصاديين
وجه حزب النهضة الذي يتوقع ان يفوز في انتخابات المجلس التاسيسي الاحد في تونس، الاثنين خلال مؤتمر صحافي رسائل "طمانة" لشركاء تونس الاقتصاديين.
وقال عبد الحميد الجلاصي القيادي في النهضة "يجب ان تطمئن رؤوس الاموال والاسواق والشركاء الاجانب على التعهدات التي ابرمتها الدولة التونسية والتزاماتها".
واكد "ان مناخات الاستثمار ستكون افضل في المستقبل" في تونس.
وحول النتائج قال الجلاصي "النهضة في المرتبة الاولى وطنيا وفي مستوى الدوائر" الانتخابية.
واضاف ان المجلس التاسيسي "لن يكون مفتتا هناك تقريبا خمسة او ستة كتل ستكون موجودة في المجلس التاسيسي المقبل" معتبرا ان ذلك يمثل "بشرى للتونسيين".