وجه الكاتب الصحفي السعودي والمدير السابق لقناة “العربية”، عبدالرحمن الراشد٬ انتقادا شديدا لموقف الحكومة اليمنية الشرعية الرافض٬ لخطة السلام التي طرحها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ٬ لإنهاء الأزمة اليمنية٬ مؤكداً أن الخطة المطروحة “تستحق التأمل بإيجابية٬ وفيها الكثير من الأفكار التي تستحق التفاوض على تفاصيلها وإيجابيات يمكن التعامل معها، على حد قوله.
وقال الراشد في مقاله له نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” بعنوان: ” أفكار السلام لبيمن معقولة”، أن أبرز إيجابيات المبادرة أنها “تؤمن بالشرعية وتحافظ عليها٬ وترفض مشروع الانقلابيين الذي يلغي مؤسسة الحكم”، مشيرا إلى أن المبادرة تنص “على أن يسحب الانقلابيون مقاتليهم من المدن الرئيسية٬ العاصمة صنعاء والحديدة وتعز٬ ويسلموا أسلحتهم٬ وهي نقاط كانت محل خلاف بين المتفاوضين خلال الأشهر الماضية”.
وأعتقد الراشد “أن سحب الميليشيات والأسلحة يحقق السلم الأهلي المطلوب٬ ويثبت شرعية قوات الحكومة٬ فهو أيضا وسيلة لقياس جدية الانقلابيين وحقيقة موقفهم الذي لا يمكن أن يعرف من خلال وعود ممثليهم في المفاوضات”.
وأضاف: “أفكار المبعوث الدولي تلزم الحوثيين بخلق منطقة عازلة مع السعودية٬ من خلال سحب كل المسلحين داخل الأراضي اليمنية المحاذية للحدود السعودية٬ إلى ما وراء مسافة ثلاثين كيلومترا٬ التي تمنع مبررات الاشتباك والعدوان.”
وأوضح أن الحكومة الشرعية تعجلت ورفضت فورا مبادرة السلام٬ واعتبرتها مكافأة للانقلابيين٬ مؤكداً أن اعتراضها ضد تعيين نائب رئيس للجمهورية تنقل له معظم صلاحيات الرئيس٬ مشيراً أن الحكومة تعتبره مدخلا لنقل السلطة التنفيذية إلى الانقلابيين٬ بحيث يصبح موقع رئيس الجمهورية رمزيا أو جزئيا٬ كما هو الحال عليه في لبنان.
وأضاف :”لا نستطيع أن نقلل من هذا الاعتراض المنطقي٬ لكن لا نستطيع أن نطلب مصالحة يدفع ثمنها طرف واحد من المتحاربين”.
وأكد الراشد أنه “إذا كان الرئيس هادي يستطيع أن يفرض حلا أفضل بالقوة٬ أو بالتراضي»٬ من المؤكد أننا سنرحب به وندعمه٬ لكننا نعرف أنه لا يستطيع أن يفرض حله الذي يناسبه٬ ومثله الانقلابيون لا يستطيعون أن يفرضوا سلطتهم على الدولة رغم أنهم يحكمون صنعاء وبالتالي في ظل هذا الاشتباك لا بد من طرح حلول فيها تنازلات من الجانبين”.